بين الألعاب الثنائية الأبعاد والثلاثية الأبعاد، هنالك مساحة صغيرة تحتوي ألعاب الـ2.5D، وعكس النوعين الأولين، الألعاب التي صدرت معتمدة هذا التوجه التقني الرسومي قليلة جدًا، وشخصيًا لا يُمكن أن أعد سوى لعبتي LittleBig Planet  وسلسلة Assassin’s Creed الفرعية، والآن هنالك لعبة آخرى يُمكن أن أضيفها للائحة.

Steel Rats لعبة دراجات أركيدية، لكنها في الوقت نفسه لعبة أكشن، وهي الآخرى تستخدم توجهًا رسوميا تقنيا 2.5D. دعونا نشرح هذا الأمر أولًا قبل أن نواصل الحديث عن اللعبة، ببساطة، بدل أن تتحرك في بيئة ثلاثية الأبعاد، أو بيئة ثنائية الأبعاد بشكلٍ مستقيم، الشخصية تتحرك في بيئة ثلاثية الأبعاد لكن ضمن مسارات معينة، تخيلوا مضمار سباق بثلاثة مسارات، حيث كل مسار مخصص لمتسابق، أي أنك إن تحركت داخل المضمار ستتحرك ضمن هذه المسارات فقط.

قصة اللعبة تبدأ بشكلٍ غامض، وتستمر بهذا الشكل لبعض الوقت، ما تعرفه كلاعب أنك جزء من عصابة درّاجين (سائق دراجة نارية) تتحكم بمراهقٍ في البداية، وبعدها تفتح بقية الشخصيات الأربعة، كل واحدة منها تمتلك قدراتها الخاصة، كل ذلك لوقف غزوٍ للألات، طبعًا القصة جاءت لتفتح مكانًا لبناء العالم، وممّا لعبت، هنالك محاولة لجعلها تأخذ مساحة أكبر، لكن سينتهي بها المطاف لتكون قصة تقليدية ومن السهل تفهم أسباب ذلك.

صورة شخصيات لعبة Steel Rats

على أيٍ، اللعبة شبيهة لحدٍ ما بسلسلة Trials، تتحرك في البيئة في مسارٍ محدد، وعليك موازنة الدراجة أثناء ذلك، الفرق الكبير هنا هو ما تحدثنا عنه، في كل مرحلة هنالك أكثر من مسار، تغير بينها بضغطة زر، تخيلوا معي طريقا عاديا، في جهة اليمين هنالك سيارة، أمّا جهة اليسار ففارغة، الجهة اليمني تمثل مسارًا، واليسرى مسارًا آخر، إن كنتم على المسار المغلق، فضغطة الزر ستحولكم للمسار الآخر، والعكس أيضًا صحيح.

التحكم في اللعبة يحتاج لبعض الاعتياد، خاصة إن رغبتهم في التحكم من خلال لوحة الأزرار بدل يد تحكم، وقد تحتاجون لتغيير أزرار اللعب لشيء يلائمكم، بعد ذلك يُمكنكم مواصلة اللعب ومحاولة التأقلم مع التحكم لإنهاء المراحل الموزعة على المدينة.

في كل مرحلة هنالك أنواع مختلفة من العقبات، الدراجة قادرة على القفز، ويُمكن استخدام ذلك للقفز مثلا بعيدًا عن الحفر والطوابق المنهارة داخل الأبنية، هنالك أيضًا وضع يجعل عجلة الدراجة الأمامية تلتهب، ذلك يزيد سرعة الدراجة وكذلك يجعلها تقطع أي شيء تقريبا في طريقها، أشجار أو سيارات أو أنابيب كبيرة… يُمكن استخدام ذلك أيضًا لقتل الأعداء، لأنه نعم، ولو بدى ذلك غريبا، اللعبة تضعكم في مواجهة بعض الأعداء. عندما تتحول العجلة لما يشبه المنشار الدوار، فإنها تصبح أيضًا قادرة على الالتصاق ببعض الجدران والصعود عليها.

صورة Steel Rats

التحكم في اللعبة فعلًا يحتاج لبعض الاعتياد، لأن هنالك زرًا للتحرك للأمام، وآخر للخلف، وزرًا لتغيير اتجاه الدراجة، بما أنه يمكن أن تسير بشكلٍ حر يمينًا أو يسارًا، كما أن هنالك زرين آخرين للتغيير بين المسارات كما شرحنا في الأعلى، وواحدًا إضافيا للقفز، ولتغيير العجلة للمنشار وهكذا دواليه. كثيرًا ما يصيب هذا الأمر اللاعب بالارتباك، التحكم ليس سيئا إطلاقًا، لكن غالبًا ما يكون مربكا، خاصة في المراحل التي لا يُمكنك فيها سوى السير للأمام لتفادي تهديد يلحقك من الخلف، والأسوء أنه عند الموت، ستعود لنقطة حفظ، هذه النقاط عادة ما تكون سيئة، وعند انتهاء عداد الحياة بشكلٍ كامل، فإعادة المرحلة بشكلٍ كامل من البداية يصبح أمرًا لا مفر منه، وقد تحتاجون للعديد من المحاولات للوصول للنقطة التي علقتهم عندها والمواصلة من هناك.

عند القتالات، هنالك أكثر من طريقة لضرب الأعداء، بعضها حصري لشخصية دون غيرها، يُمكن بعد فتحها التغيير بينها داخل اللعب، يُمكن استخدام وضع العجلة الملتهب، أو الأسلحة النارية، أو بعض الضربات الخاصة التي كثيرًا ما تخطئ العدو لأنه على مسارٍ مختلف عن الذي أنتهم عليه، وحتى إن كانت فكرة إضافة القتالات للعبة دراجات فكرة جيدة لجعل اللعبة منوعة أكثر، إلّا أنها لم تُوضع بشكلٍ صحيح وبحاجة لتعديلات كثيرة لتكون عملية وممتعة.

الأعداء في اللعبة متنوعون لكن بشكلٍ محدود جدًا، كلهم آلات، وفيهم بعض الشبه، بعضهم كبير يلعب دور الزعيم، وأغلبهم عبارة عن آلآت شبيهة بالعناكب المعدنية، وذلك يدفعنا للحديث عن تصميمٍ تقليدي معهود وغير مميز للأعداء، هنالك بعض التنوع في طريقة القضاء عليهم، لكن لاشيء يُمكن أن أذكره ممّا لعبت حتى الآن.

أعداء لعبة Steel Rats

في كل مرحلة، يستطيع اللاعب أن يتحدى نفسه ويتمم قائمة التحديات التي تعرضها عليه اللعبة، وذلك للحصول على الموارد لتغيير شكل دراجته وشخصيته بشكلٍ جد محدود، أو لتحسين أداء دراجته بإضافة تعديلات محدودة هي الآخرى، التحديات بسيطة، منها ما يتطلب منك السرعة ومُسابقة الوقت، ومنها ما يطلب منك تأدية أشياء محددة كالشقلبات الهوائية، وطريقة تأديتها عملية سهلة، تقفز وتدور باستخدام الأسهم، وحتى إن وقعت على رأسك، ما عليك سوى استعادة التوازن بما أن ذلك لا يعني الموت إلا في حالات نادرة أو إذا كنت مطاردين من شيء ما.

تصميم المراحل متوسط، غير خطي بشكلٍ كامل، هنالك مسارات بالمرور عبرها ستقعون على بعض الأسرار، بإيجادها ستتعرفون أكثر لشخصياتِ اللعبة، أو ستحصلون على قطع الغيار لتطوير الدراجة أو تغيير شكلها، اللعبة تضم بعض الألغاز البسيطة، ليس ألغازًا بالمعنى الكامل، لكن أحيانًا أنتهم بحاجة لاستخدام عجلة الدراجة الخلفية لإدارة بعض الآليات وفتح الأبواب، نفس هذه الطريقة تستخدم لتفعيل المصاعد لتغيير الطوابق.

بعض المراحل تبدو عشوائية التصميم حقًا، وإن كان من السهل المرور عبرها، فإن البعض يصبح جحيما بسبب التحكم المُركب في حال ما إن كنتم محدودين بالوقت في المطاردات، الدارجة تبدو خفيفة، ومن حسن الحظ أنه يسهل موازنتها، لكن قد تنسى ذلك وأنت مسرع أو عندما تريد الالتفاف، فتجد أنك ضغط الزر الخطأ أو استدرت للجهة المعاكسة عند الرغبة في تغيير المسار.

لعبة Steel Rats

رسوميا اللعبة تبدو ثلاثية الأبعاد مع كاميرا بعيدة، تصميم الأماكن متفاوت، الأحداث تدور في بيئة فيها مزيج بين عالم مستقبلي وعالمٍ مدمر، الأماكن المغلقة عبارة عن بنايات، أما المفتوحة فهي الأفضل بما أنها مُزينة بخلفياتٍ ومليئة بالتفاصيل، اللعبة ليست سريعة، ويُمكن للاعب الوصول للهدف بالسرعة التي يُريد ما إن لم يرغب بكسب إحدى تحديات اللعبة، أو أن المرحلة تطلب منه ذلك، عيب إضافي يظهر عند استخدام السرعة، يُصبح من الصعب رؤية المطبات والعقبات، أكثرها غير مؤدٍ، والبعض منها قابل للاختراق باستخدام العجلة الملتهبة.

اللعبة قد تصبح مملة كثيرًا أحيانًا، بما أنه لا يوجد تحدٍ حقيقي في الكثير من المراحل، باستثناء المواجهات مع الأعداء أو مراحل الهروب من تهديد معين، لكن عندما تطلب منك اللعبة الوصول لنقطة معينة، فالتصميم يصبح تقليديا، مسار محدد مع عقبات يُمكنك أخذ كل الوقت الذي تُريد للمرور من خلالها أو تفاديها، الأسوء أنه حتى مع ذلك، كثيرًا مع علقت في بعض هذه العقبات بشكلٍ جعلني أعيد المرحلة من البداية، ليست أخطاء تقنية، وإنما أخطاء في قلب تصميم اللعبة، إن علقت الدراجة مثلا على حاجز في الطريق وكلتا العجلتين لا تلمسان الأرض، فهنالك حظوظ كبيرة أنها ستعلق بهذا الشكل دون قابلية إخراجها.

Steel Rats ليست لعبة سيئة إطلاقًا، التحكم يحتاج لبعض الاعتياد، وكان استخدام يد التحكم أرحم، تصميم الكثير من المراحل متوسط، وقد أصل لحد القول أنه تقليدي وعشوائي، لكنها تعمل بسلاسة وبعض المراحل ممتعة، خاصة عند استخدام السرعة.

ما شعورك بعد قراءة هذا المقال؟ مهتم بما كتبنا عنه؟
+1
0
+1
0
+1
0
‫‫ شاركها‬
اشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتاً
Inline Feedbacks
View all comments