يتذكر اللاعبون بلا شك فترة كانت الكثير من ألعاب Capcom عبارة عن قالبٍ مختلف لألعاب Resident Evil، لكن بشكلٍ يجعل كل واحدة منها متفردة بتوجهها المختلف ولعلّ الاستثناء الوحيد هو سلسلتا Dino Crisis و RE. في حين اعتمدت سلسلة Onimusha على القتال القريب وسلسلة Devil May Cry على نظام قتال سريع ومختلط.
قصة اللعبة قائمة على التأثر، بطل اللعبة Jūbei Yagyū سيمضي في رحلة يقف فيها ضد الشياطين للوصول لـNobunaga Oda الذي مسح قبيلته وكل من يعترض طريقه، لذلك، عليه تجميع 5 كرات أوني (Oni) تسمح له بتحرير قواه والوقوف ضد الشياطين، رحلته لن تكون فردية وغايته ستضم إليه شخصيات آخرى، لتكون بذلك واحدة من أشكال التجديد في هذا الجزء.
لا أتذكر بشكلٍ كامل تجربتي مع الجزء الماضي، لكنني أتذكر أنه لم يكن مختلفًا كثيرًا عن الجزء الثاني. أُسلوب اللعب مازال كما هو، وفيًا لفترة كانت فيه عصا الأنالوج في بعض الألعاب، إضافة لا استخدام لها، أزرار التوجيه مازالت كما في الجزء الماضي (وفي ألعاب RE) وسيلة تحريك اللاعب، وقد تم بناء أسلوب اللعب بالاعتماد على ذلك.
بما أن اللعبة عبارة عن خلفيات ثابنة وزوايا الكاميرَا كذلك، فأسلوب التحكم ليس صعبًا، يحتاجُ بعض الاعتياد بلا شك، خاصة لمن اعتاد اللعب بعصا الأنالوج، السهم للأعلى يُوجه الشخصية دائمًا للأمام، سواء كانت في اتجاه اللاعب أو عكسه، أمّا السهم للأسفل، فيفعل العكس، واليمين واليسار لإدارة الشخصية لليمين واليسار (زر R2 للالتفاف 180 درجة) إضغط زر الأعلى وزر الهجوم و “وُوووشْ” تتجه باتجاه العدو بضربة تطرحه أرضًا، بعدها اغرز سلاحك فيه وغالبًا هذا كافٍ لتقتله، إفعل العكس (أسفل + هجمة) وستطرحه أرضًا بركلة قوية، جيدة إن هاجمك عدّوان من نفس الاتجاه، لكن يُمكنك استخدامها كذلك في أي وقت لاختصار القتالات.
لا يهمُ نوع السلاح الذي تحصل عليه، طريقة الهجوم هي نفسها، الفرق الأكبر هو مدى الضربات، فالحربة مثلًا تصل الأعداء من البعيد، والمطرقة سلاحٌ وازن (ثقيل) يهوي على الأعداء من الأعلى، وقد كان هذا أقل سلاح استخدمته، فاللعبة حركية، وبعض الأعداء يتحركون باستمرار في ساحة القتال، فعليك أن تضرب عندما تتاح لك الفرصة، وتتراجع أو تصد (هناك زر خاص بالصد يصد أغلب الهجمات في اللعبة) عندما يهاجمون، شيء لم تُساعدني المطرقة عليه، فرقيتُ السيف واستخدمته بشكلٍ رئيسي إلّا نادرًا.
وجدتُ أنّ اللعبة تُصبح سهلة بضرب الأعداء بركلة وغرز السلاح فيهم، لطالما لا تخاف من أن يهجم عليك عدو آخر، يُمكنك استخدام هذه الضربة بالمقدار الذي تُحب، أحيانًا هذه الحيلة تكسر اللعبة، لكنها لا تنفع دائمًا، فاللعبة كثيرًا ما تضعك في ساحة قتال مُشكلة من أكثر من عدو، فعدو مثلًا يضربك ضربة تطيح بك دون أن تقدر على صدها، والبعض الآخر يهجم سريعًا فلا يترك لك مجالًا للتراجع ولا بد لك من الصد، فإذا هاجمك الإثنان معًا، فلن تتراجع وستصد، لتقع في فخ الهجمة التي لا تُصد.
اللعبة رحيمة وصعوبتها موزونة، عندما يقرب عداد الحياة عندك من أن يفرغ، إذا قتلت عدوًا ستحصل غالبًا على مقدار من الروح الصفراء التي تزيده، ويُمكنك على أي حال أن تستخدم العلاج من قائمة إيقاف اللاعب (Pause Menu)، نفس القائمة تُبدل منها الأسلحة حتّى وأنت داخل القتال، وكثيرًا ما اعتمدت ذلك لأستفيد من قدرات الأسلحة الخاصة التي تُفعلها بزر المثلث، ثُم أعود للسلاح الرئيسي وهو السيف الذي رقيته للمستوى الثالث وهو الأعلى خلال الساعات الأولى من اللعب، قتل الأعداء يُكسبك أرواحًا زهرية، لا بد من ضغط زر الدائرة لامتصاصها وإلّا تضيع، ترقية الأسلحة تتم من خلالها، وبما أن اللعبة تُعيد إحياء الأعداء إذا ما غادرت المكان وعُدت إليه، فبعض المراحل تُصبح مزرعة لهذه الأرواح، واللعبة ستسمح لك بترقية كل شيء قبل انتهاء اللعبة إن أردت ذلك، سواء الأسلحة أو الدرع الذي تلبس.
صحيح أن أسلوب اللعب يحتاجُ لبعض الاعتياد، لكن الخلفيات الثابتة تأتي ببعض التحديات بسب الكاميرا، بسبب زواياه المحددة، عندما تتحرك، قد يختفي بعض الأعداء، وقد تتعرض لهجمة دون أن تنتبه لذلك، خاصة أن اللعبة تعتمد كثيرًا على القتال في ممرات ضيقة وليس في حلبات دائرة أو شبه دائرية، عدا ذلك، وجدت أن اللعبة أحيانًا لا تعرف كيف تجعل قتال الأعداء الذين يستخدمون الأسلحة بعيدة المدى عادلًا، دخلتُ مثلا غرفة ورماني الأعداء بوابل من الأسهم لم أستطع سوى صدها، كلما لمسني واحد من الأسهم أعادني خطوة للخلف، لم أتمكن من التحرك ناحية الأعداء، ولا تبديل سلاحي الرئيسي (يُمكنك استخدام الأسهم كذلك والبندقية) للقضاء عليهم عن بعد لأنه لا يمكنني الصد.
⚠ قد تحتوي هتان الفقرتان على جزئية مُهمة من القصة وأسلوب اللعب، تجاوزهما إلى العنوان التالي.
بناءُ اللعبة مختلف حسب المرحلة التي وصلت إليها، تبدأ كلعبة خطية للغاية، بعدها تنتقل لقرية وهنا تتعرَف بشكلٍ أكبر على الشخصيات الثانوية، يُمكنك التحدثُ إليها، ومن خلال ذلك ستتعرف على جوانبٍ معينة من حياتها، ويُمكنك إهداؤها هدايًا مختلفة من قائمة خاصة، هذه الهدايا عليك اختيارها اعتمادًا على تلميحات الشخصيات، وإن استطعت أن تُهديها هدية مُناسبة ستحصل على مقابل، قد يكون درعًا تهديه لواحدة من هذه الشخصيات، في نفس المنطقة، هناك متجر تستطيع أن تشتري منه الهدايا وبعض الأدوات التي يُمكنك استخدامها، بعد تجاوز هذه المرحلة، يظل إهداء الشخصيات الهدايا ممكنًا كلما التقيتها، لكن يختفي المتجر والعملة، لذا تأكد من صرف ما لديك قبل انتهاء هذه المرحلة.
– أكثرُ من مُجرد رفقة
تُؤثر الشخصيات الثانوية التي تُقابلها على اللعب بشكلين، الأول أنها في مراحل مُعينة وحسب اختياراتك والهدايا وكذلك القصة الأساسية وأحداثها، ستُصبح هذه الشخصيات قابلة للعب، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي تكسر بها اللعبة إيقاع اللعب، كل شخصية لها أسلوب لعبٍ مختلف وسلاح رئيسي مختلف، أمّا الثاني فالشخصيات ستظهر بشكلٍ عشوائي في مناطق مُحددة لتُساعدك في القتال، أثرها كبيرها ويُمكن أن تنهي لوحدها عددًا من الأعداء، إذا قُمت بأخذ الوقت لتجميع دروعٍ قوي ولها وسلاح قوي في القرية، فستستخدمه، فتأكد من فعل ذلك، خاصة أن الذهب إذا جمعته دون أن تستخدمه فسيبقى معك طول اللعبة دون فائدة.
– اختبار ضد الزمن
اللعبة تعتمد على الخلفيات الثابتة، وهذا يعطيها مناعة نسبية ضد الزمن مقارنة بألعاب جيل الـPlaysation 2، شعرتُ رغم ذلك أن الكثير من البيئات في اللعبة خاوية، قد يكون هذا توجهًا فنيا بسبب الأماكن التي تجري بها الأحداث، أو قد يكون اختيارًا تقنيا لمحدودية قدرات الجهاز، رغم أن بعض البيئات مليئة بالتفاصيل إلى حدٍ مقبول.
التوجه الفني فريد كذلك، لسنا أمام لعبة عجائبية فقط مليئة بالشياطين والفرسان العائدين من الموت، بل فيها خليط يتجاوز ذلك للخيال العلمي والستيم بانك (Steampunk)، ستجد الآلات وأنابيب البخار بنفس الشكل الذي ستجد فيه بوابات تحرسها الأرواح، وأعجبني كيف أن اللعبة استغلتْ اعتمادها على الواقع والخيال على حد سواء، لتُحوَل أماكنًا معروفة كمدخل منجم لهيكل عظمي، أو تضع لك آلة غريبة في ما يشبه المصنع.
الجزء الثاني ترقية واضحة إذا تحدثنا عن الألبوم الموسيقي، في البداية، كُنت مُهملًا لألحان الخلفية، لكن اللعبة حقًا فاجأتني ببعض مقطوعاتها، اللعبة ربما شحيحة من حيثُ المؤثرات الصوتية، لكن لا أرى ما يُمكن إضافته صدقًا، لذا لن أنظر لذلك كعيب.
هذه بلا شك لعبة تُمثل فترة خاصة في عمر حياة شركة Capcom والألعاب اليابانية، اللعبة مليئة بالمشاهد السخفية، وقفات الشخصيات عند الحديث لتُعلق في النهاية بـ: “هاه” أو توقفها عن الحركة إلى أن تتأذى شخصية لينطق البطل اسمها ويركض إليها، المشاهد المبتذلة (كمشد موت شخصية بين يدي البطل على سبيل المثال في مشهد بعيد عن المؤثر) تتكرر باستمرار، ولا يُمكن إطلاقًا أن تُلعب اللعبة من أجل القصة، رغم أنَ بها عناصرًا مثيرة للاهتمام.
أتذكر أن عمر الجزء الأول كان قصيرًا، أمّا هذه فوصلتُ فيها 10 ساعات وبضع دقائق، إذا أخذت الوقت لجمع الموارد والعلاج وترقية الأسلحة فستمضي وقتًا أطول في القتال، وبالتالي سيكون عمرها أطول (في حدود ما لعبتْ) لكن إن اخترت العكس، فيُمكنك أن تنهيها بشكلٍ سريع، لا شيء يمنعك من ذلك، لكن سيكون من الصعب عليك تجاوز الزعماء، طول عدّاد الطاقة والحياة وعدد العلاجات التي تمتلك تُصبح مهمة للغاية في هذه الحالات، إلّا لو لم يكن لديك مانع من التجربة مع كل زعيم أكثر من مرة حتّى تعرف أفضل طريقة لهزيمتهم.
اللعبة تُطيل عمرها ببعض الألغاز، بناء كل واحدٍ مختلف، تعتمد على المنطق في الغالب، وهناك لغز مُوحد تجده في كل الصناديق التي تحتوي أداة تزيد طول عداد الطاقة أو الحياة، هذه الصناديق ليست مخفية، لذا هذه طريقة مختلفة عن المعتاد، طبعًا جزء من عمر اللعبة قائم على زيارة الأماكن أكثر من مرة لإيجاد الأداة اللازمة للولوج لمكان مختلف أو المفتاح المُناسب لفتح باب المنطقة التالية، وحتّى الأسلحة تفتح لك مسارات مختلفة.
Onimusha 2 مثال ممتاز للعبة عرفت كيف تبني على أساسيات الجزء الأول، ممتعة، وتعتمد على القتالات، بها تحدٍ دون أن تكون منفرة، وقد كانت بعد العودة إليها (لم أنهها المرة الأولى) من ألعابي المفضلة.