إوزة وآلي، كثيرٌ من أفلام القصص تبدأ من سؤال هكذا، ماذا سيحصل إن تاه آلي مُتطور وسط غابة؟ وكيف سيتصرف إنْ كانت برمجته تتعامل مع البشر فقط؟ وأي أحداث سيعيش إنْ قابل فرغ إوز يتيم؟
ROZZUM Unit 7134 لكن دعنا ندعها Roz، آلي مرافق ذكي متعدد المهام، يضيعُ – أو لنستخدم المؤنث لأنّ الآلي يُوصف هكذا – تضيع وسط جزيرة بعد عاصفة رمت بستة منها عليها، 5 عُطبوا ونجت Roz، بعد تفعليها تُحاول Roz إيجاد مُشغلها البشري الذي مُفترض أن تتولى مهمة مرافقته لكنّها لا تجد سوى الحيوانات من حولها.
مستوحاة من رواية تحت نفس الاسم، The Wild Robot هي الجزء الأول من ثلاثية للكاتب Peter Brown.
بعد بحثٍ تقودها الأحداث للعناية بفرخ (طائر صغير من البيضة) إوز وحيد، ومن هنا تبدأ الأحداث، أحداثٌ على Roz فيها الاهتمام والاعتناء بالفرخ الصغير، وسط مكانٍ تجهل معالمه بسبب برمجتها المُسبقة، أحداثٌ جعلتني أبتسم لوقتٍ طويل، خاصة في القسم الأول منه، الفيلم لطيف للغاية، لكنّه يُناقش بعض القضايا الوازنة كذلك كالفقد والهوية وصعوبة التأقلم.
بعد فيلم Puss in Boots: The Last Wish وبعدها فيلمي Spider-Man: Into the Spider-Verse (من أفلام الأنميشن المفضلة عندي) أصبحنا نعتادُ أكثر وأكثر على توجه الأفلام ثلاثية الأبعاد هذا، بتعامل مُختلف جدًا مع الإضاءة والألوان، ومبالغة -إيجابية- رُبما في استخدام المؤثرات التي تُبعد مظهر الأفلام عن الواقعية، توجه فنّي مُنعش ويليق جدًا بفيلم The Wild Robot.
لأنّ بطل الفيلم آلي، ذلك يُقدم مشاهدًا جميلة جدًا تستخدم الأضواء، الفيلم لا يتميز بذلك فقط، مشاهد الطبيعية والإضاءة الطبيعية تصنع مشاهدًا تُبرز بشكلٍ جيد توجه الفيلم الفني، الفيلم حركي جدًا كذلك، مشاهد الحركة والإثارة فيه كثيرة خاصة في قسمه الثاني، إنْ قسّمته، فالقسم الأول منه يُعتبر الأظرف بلمسة كوميدية واضحة جدًا، أمّا القسم الثاني فيبتعد قليلًا -دُون خسارة هذا الجانب – عن ذلك ويتحول لفيلم إثارة ولو أنّ الجانب الفني لم يُفقد لحسن الحظ بسبب ذلك.
ليس ذلك فقط، بالإضافة لجودة التحريك وتبرز بشكلٍ كبير في حركة الآلي، كل مشهدٍ غني بالتفاصيل، هناك دائمًا شيء إنْ أردت أن تُزيح عينيك عن الشخصيات الرئيسية أن تلاحظه، أمرٌ ممتع بتواجد عددٍ كبير من الشخصيات أحيانًا على الشاشة، ويبدو كل حيوانٍ في الخلفية حيًا وقد تجر الشخصيات الثانوية انتباهك أثناء المشاهد التي تحتوي الحوارات فقط.
بشكلٍ مختلف رُبما عن الرائج، يستخدم الفيلم خلفيات موسيقية تصويرية حسب المشاهد وذلك الطبيعي والمُتعارف عليه، إلّا أنّه يستخدم الموسيقى تماشيًا مع المشاهد كذلك، فكرّ بشيء شبيه بافلام توم وجيري حيثُ ترافق الموسيقى الأحداث حركة حركة، الأمرُ هنا أخف لكنه حاضر بشكلٍ كبير.
وعلى طريقة ديزني الشهيرة، بعض المشاهد المُفصلية والمؤسسة تُرافقها أغانٍ كاملة، جيدة دائمًا لتسريع الخط الزمني وتجاوز مراحل كاملة دُون قطع الأحداث أو ترك الأحداث ناقصة. كتمثيل صوتي، لا يُمكن سوى أن تُعجب بالأداء الثابت لشخصية الآلي روز (أداء Lupita Nyong’o) أنْ تشعر أنَك أمامك شخصية آلية كان بالإمكان أن يُكسر بتقديم صوت وأداءٍ بشريين، الصوت بشري طبعًا إلّا أن الأداء يُناسب آليًا ودرجات الصوت تجعل قبول ذلك من أذنك كمشاهد أمرًا سهلًا.
The Wild Robot فيلم ممتع، مسلٍ، بتوجه فنّي أخّاذ، مشاهده تُغذي العين، كريم جدًا بالتفاصيل والمؤثرات البصرية وتوجهٍ فني رائع بمشاهده التي تعتمد الإضاءة بشكلٍ رئيسي، رُبما أفضّل أكثر القسم الأول منه، لكن قد يرجع ذلك لأنّه كان أظرف قبل أن يتحول لشيء جدّي بشكلٍ أكبر.