لعبة Castlevania: Lords of Shadow إعادةُ تخيّل لقصة Castelvania، التي تُعيد هي الأخرى إعادة تخيّل قصة مصاص الدماء الشهيرة دراكولا، تلعبُ هنا بـ Gabriel Belmont، فردٌ محارب من عائلة Belmont وحامٍ للأبرياء من أخوية النُور التي يقف من فيها ضد الخوارق، هدف Gabriel هنا ليس بعيدًا عن قصة الخير ضد الشر، النُور ضد الظلام.
تأخذُ وBelmont رحلة خلاصٍ لإنهاء معاناة البشرية وتحريرهم من قوى الظلام بالوقوف ضد أمراء الظلام، رحلة فيها الكثير من الضياع، بمساعدة عددٍ من الشخصيات وروح زوجته العالقة بين الحياة والموت، عليه وقف الخراب وبعثُ الأمل.
🎮 لعبتُ نسخة Castlevania: Lords of Shadow – Ultimate Edition على الـPC وهي نسخة تحتوي اللعبة مع محتوييها الإضافيين ومعدل إطارات يصل 60 إطارًا.
⚠️ تقتبس اللعبة الكثير عن الديانة المسيحية، أماكن العبادة، الصليب، الترنيمات الدينية، الأسماء والأحداث والتصاميم متعلقة بها.
أسمع صوت سوطك!
سلاحٌ واحد يرافقك طوال اللعبة، سوطك الذي تضرب به الأعداء، مدى ضرره بعيد، وحسب القدراتِ والهجمات التي جمعت، يُمكنك أن تُرسله للأمام ليسلخ الجلد عن عدوٍ محدد، أو تُديره بشكلٍ دائري فوق رأسك (كمروحية الهليكوبتر) فيُصيب كل من حولك، كلما تقدمت وجمّعت المزيد من النقاط يُمكنك فتح المزيد من الهجمات بمدى وقوة مختلفين.
جميعُ أعداء اللعبة – تقريبًا – إسفنجيون يمتصون الكثير من الضرر، شيء يُفسد التجربة قليلًا فضررُ السوط لا تشعرُ به رغم أن مؤثراته ممتازة، الفرق بين الهجمات الضعيفة والقوية يظهر على السوط الذي يُسمع صوته مع كل ضربة، تشعر أنّ له وزنا وثقلا وضرباته القوية تزن طُنًّا خاصة بعد أن تفتح المزيد منها، واحدة من الهجمات مثلًا تجعلك تضرب بالسوط الأرض بقوّة بتركيز على عدوٍ واحد وتُكررها بالضغط على نفس الزر لتواصل هجومك الجحيمي حتّى تنهي العدو، لكن شعور الضربات لا تحاكيها ردود فعل الأعداء في الغالب ويمكنهم حتّى وسط الهجمات القوية الرد، التفاوت بين الشعور والمؤثرات كبير خاصة بامتصاص الأعداء للكثير من الضرر.
لا يستمر ذلك كثيرًا ولا مع كل الأعداء بعد فتح المزيد من القدرات والهجمات المتتالية، لكن حتّى ذلك الوقت، عليك أن تعتاد على أن عددا كبيرا من الأعداء يحتاج للكثير من الوقت لهزيمته، أوْ يمكنك أن تواصل التجربة حتّى تجد الطريقة الأفضل لهزيمة العدوّ الذي يُسبب لك المتاعب، وقد وجدت أن مع الكثير من الأعداء الصغار، الهجمات الجوّية أنجع وأسهل.
هناك بلا شك تفاوت في صعوبة الأعداء، اللعبة لا تخجل من تغييرهم حسب البيئة التي أنت فيها، تتغير بذلك هجماتهم وقدراتهم وصعوبة المواجهات، لكن كلهم يقدمون تحديًا واضحا، هجماتهم قد تكون ضعيفة ويُمكنك إمّا صدها أو صدها ورد الهجوم وهذا الأفضل بما أنّك تكسر دفاع العدو، أمّا القوية فلا يمكنك سوى تفاديها وإلّا أحدثت ضررًا كبيرا، التفادي يتم عبر التدحرج وستحتاجه كثيرًا في اللعبة، اتقان التدحرج والرد لازمان وإلّا شعرت أن كل القتالات غير عادلة.
هجمات الأعداء مُنوعة، وقد تكون عندهم قدراتٌ خاصة كحمل الدرع أو استخدام هجوم بعيد أو تسبيب ضررٍ سحري وهكذا، ما يُضفي تنوعًا جيدا على القتالات وأنت تتقدم.
بعد أن تُحدث ضررًا كافيا للعدو يمكنك إنهاؤه وهو في وضع الترنح، إن لم تفعل سيعود للقتال، الاستفادة من ذلك ضد الأعداء متوسطي الحجم قد يُعطيك مجالاً للقفز فوقهم والتحكم فيهم أو استخدامهم كمطية، اللعبة تُحب استخدام ذلك كثيرًا، الغيلان والذئاب والعناكب، يُمكنك استخدامهم في القتال، لكنك مُجبر أحيانًا على امتطاء وحش من هذه الوحوش للوصول لنقطة لا تقدر على الوصول إليها بالشكل العادي، قد تخطئ أحيانًا بقتل العدو لأنّك لا تعرف أنّك تحتاجه أو تواصل الضرب حتّى يموت، وهناك عليك مواجهة واحدٍ آخر.
لأنّها لعبة سلاح واحد، تُعطيك اللعبة بعض الأسلحة الجانبية، سكاكين الرماية والمياه المقدسة وغيرها، قد يكون تأثيرها محدودًا للغاية، لكن بعضها أنفع من غيرها حسب العدو، فالماء المقدس أنجع مع مصاصي الدماء وأقل تأثيرًا في الهياكل العظمية، قبل مواجهة أي عدوٍ جديد، تفتح لك اللعبة وصفًا له، اطلع عليه، اقرأ وصف العدو وركزّ على نقاط ضعفه، ستجد هناك قائمة لهجماتك وقدراتك وأسلحتك الخاصة وتأثيرها على العدو، زعيمًا كان أو عدوا صغيرًا، ستحتاجُ ذلك لئلا تُضيع ما عندك بضررٍ قليل.
مواجهات الزعماء تقليدية، بدل الاستفادة من البيئة، الزعماء الأشداء والسهال طرق هزيمتهم هي نفسها، أرسل عليهم سلسلة من هجمات سلسلة سوطك حتّى تُحدث ضررًا كافيا لتفعيل مقطع لعب خطي، عندما يدخل الزعيم مرحلة الترنح عليك البدء في ضغط الأزرار بالتوقيت الذي تظهر به على الشاشة، أو الضغط حينما تُصبح حلقة وسط أخرى، إن لم تفعل عليك إتمام القتال بالشكل العادي والمواصلة، أحيانًا تُقدم اللعبة تغييرًا بسيطًا في القتالات، كقتال واحدٍ من الزعماء في الساعات الأولى الذي لا تقاتله مباشرة ولكن تنتظر الوقت المناسب لتسلقه وضرب نقاط ضعفه تمامًا كما في Shadow of the Colossus.
حتّى والقتالات تعتمد بشكلٍ كامل على هجماتك، تستفيد بعضُ القتالات من ظروفٍ خاصة تجعلها مختلفة، احذر فقط أن تُضيع مع بعضهم تفعيل الهجوم الخاص عندما يكون الزعيم في وضعية الترنح، لأنّ ذلك لا يعني أن ستقضي عليه بهجماتك كما يحصل مع الأعداء العاديين، بل يعني أنّه عليك إعادة جزئية من القتال مُجددا.
تضيق كثيرًا حتّى عندما تترك لك متنفسًا
تمنحك اللعبة وقتًا لتتنفس بين القتالات من خلال استكشاف محدود، ولو أنّ مساراتها خطيّة للغاية، لدرجة أن المسار أحيانا لا يتسع لأكثر من شخصيتك، تصميم المراحل متوسط، أحيانًا كثيرة عبارة عن مسارٍ في نهايته باب أو مساحة دائرية أو مربعة تقاتل وسطها وتخرج لمسارٍ خطي آخر، ولو أنّ ذلك مع الكاميرا الثابتة يعطيك فرصة لتقابل بعضًا من أجمل المشاهد، حيث تظهر شخصية اللعب صغيرة والبنيان ضخم قبل أن تصل إليه، الكاميرا ثابتة ولا تحكم لك عليها، ذلك جيد حتّى تبدأ القتال، الكاميرا تهتز وقد تضعك حيثُ يحجب العدو شخصيتك أو يختفي بعيدا عن الكاميرا، كما أنّ التنقل أحيانا يصبح معكوسا، تدفع الأنالوغ للأمام وعندما تُعكس الكاميرا تعود من حيثُ دخلت، أو تقفز لمنصة فيتغير موضع الكاميرا فتسقط شخصيتك في الخواء.
تُكسبك ألغاز اللعبة النقاط لتفتح بها المزيد من القدرات، أغلبها سهل بالكاد يُدغدغ دماغك، وكُلما كانت الألغاز أصعب كانت مكافأتك أكبر، لكن إن أردت، يُمكنك التضحية بكل ذلك للحصول على تلميح تأخذه من رسائلِ جنود فنوا وهم يحاولون تجاوز ما أنت مقبل على مواجهته، عندك تلميح أولٌ إن قرأت هذه الرسائل، جزء من أحجية، أمّا التلميح المباشر فيُفقدك المكافأة، الألغاز سهلة إلى متوسطة الصعوبة، تستخدم المنطق وأحيانا الذاكرة وهذه الأسهل، فلا تُضيع اللغز باستخدام التلميح لأنّك تحتاجُ النقاط لتُسهل على نفسك القتالات وتُنهيها بشكلٍ أسرع.
تم تلحين معزوفات اللعبة من Óscar Araujo، ولو أنّه مُلحن معروف للأفلام، فقد قدّم أداءً مذهلًا، اللعبة استخدمت أصوات ممثلين مشهورين وعلى رأسهم Patrick Stewart الذي يؤدي صوت الراوي كذلك.
بعزفِ أوركسترا مذهل طوال اللعبة وإنشادٍ ديني كنائسي لطبيعة عالم اللعبة، بالإضافة لمظهرها وتصميم الأعداء والبينيان، تُعتبر الجوانب الفنية في اللعبة من الأفضل في جيلها، الموسيقى التي تُرافقك تجعل النزالات حماسية، والمعزوفات الأهدأ مناسبة جدًا لاكتشاف العالم والتنقل فيه، أمّا رسوميا فتقع اللعبة بين مظهرٍ واقعي وآخر كرتوني، التنوع في البيئات كبير رغم أنّ أغلب المسارات خطية، خطية للغاية حيثُ لا تتوسع إلّا قليلًا بعد ساعات اللعب الأولى، لكنّها فنيًا جميلة جدًا مفعمة بالحياة مليئة بالتفاصيل، وكثير ممّا في البيئة داخل العمران القوتي قابل للتدمير، ما يجعل القتالات وسط الكنائس ووسط الديار ممتعًا أكثر وكل شيء من حولك يُكسر، خاصة أن بعضها يخفي ذخيرة ما عندك من أسلحة ثانوية.
قصّة اللعبة بسيطة وواضحة، لكن اللعبة تعتمد أكثر من طريقة للسرد وبناء العالم وخلفيات الشخصيات التي تلتقي والأماكن التي تزور، أولاها طبعًا المشاهد السينمائية، المحادثات بين الشخصيات والأعداء تقدم لكّ القليل، في حين يسرد لكّ الراوي بين الفصول أحداث ما وصلت إليه وما يُمثله المكان الذي أنت فيه، اللعبة مُثقلة بكل هذا، ولن ألومك إن تجاوزت أجزاء منه، خاصة إن وجدت أنّ صوت الراوي بطيء لأنّه كذلك، ويؤجل دخولك للفصل واللعب.
لن أنْكر أن تعلقي بالقصة محدود جدًا، والمحادثات بين الشخصيات بلا عمق، بناء شخصية اللاعب سطحية للغاية ولا تُضيف إليها الأحداث ولا تفاعلها مع الشخصيات في العالم الكثير.
تقع أحداث اللعبة في خطٍ زمني مُختلف عن السلسلة الأصلية، ويتضمن الخط أجزاء Lords of Shadow وMirror of Fate وكذلك Lords of Shadow 2
اللعبة طويلة (⏱️16 ساعة ونصف على صعوبة متوسطة) تنقلك سريعًا بين الأماكن، إيقاع اللعب جيد ولو أنّها تخرجك أحيانا من قتال لآخر ومن لغز لآخر، ما بين هذا وذلك بعضُ مراحل المنصات البسيطة، قد تستخدم سوطك للتشبث أو تقفز وتتعلق بحافة، اللعبة تستخدم الأنالوج في التحرك بما فيها للأعلى والأسفل، ولا يمكنك القفز للخلف إلّا والشخصية تلتفت للخلف، الكاميرا أحيانا مُربكة عندما يحصل ذلك، وقد تحتاج لتغيير مكانك لتفعيل هذه الحركة، لأنّك دونها لن تقفز.
مراحل المنصات بسيطة، بعضها يُضيف القليل من التحدي لأنّ المنصات التي تقفز عليها تتحرك، أو بينك وبينها عقبة تحدث ضررا إن لم توقت قفزتك جيدًا، لكن المنصات ليست أفضل نقاط قوة اللعبة، لكنها لحسن الحظ ليست أضعفها كذلك، هي طريقة لنقلك من مكانٍ لآخر.
بالحديث عن ذلك، لطول اللعبة الكبير، ستأخذك بين أكثر من مكان بلمسة فنية مُختلفة، وسط الطبيعة والثلج، وداخل الكنائس والمكتبات والقلاع، هناك تفصيل رائع في كل ذلك، وتشتغل اللعبة المساحة بشكل رائع، إنْ كانت الكاميرا قريبة والمساحة من حولك صغيرة فالتفاصيل التي تُعمر ما حولك كثيرًة جدًا، أمّا إن كانت بعيدة، فتُظهر لك اللعبة الجبال أو قلعة عملاقة، في مشاهد تغمسك في قلب الفانتازيا كما يجب عليها أن تفعل.
لعبة Castlevania: Lords Of Shadow لعبة مغامرات رائعة، تتميزُ بمظهرها الرائع وتوجهها الفني المُذهل، بالإضافة لمقاطع موسيقية رائعة، قد يعيبها بعض المشاكل في الكاميرا والقتالات، لكنها رحلة مميزة لمن يُحب سلسلة ألعاب Castlevania أو يخوضها كتجربة مستقلة.
لم ألعبها، لكن أحب هذه التصاميم الأوروبية العريقة جدا. مجهود جميل تشكر عليه عزيزي خالد. سلمت أناملك.
الطراز القوطي مميز في اللعبة كثيرًا. شكرًا لك!