صورة مراجعة Resident Evil 7

لعبة Resident Evil 7 من المُفترض أنها العودة للمسار الصحيح للأجزاء الرئيسية، بل هي تصحيح المسار كما يراه البعض بعد السقطة في مستوى سلسلة الرعب من Capcom بعد السادس، بشخصية جديدة، قصّة وأحداث أصيلة ومنظور مُختلف، يقدم هذا الجزء تجربة فيها تشابه مع الأصل، لكن بتغييرات مُرحب بها تُشكل انتعاشا يدعو للتفاؤل.

🎮 لعبت نسخة Gold Edition من اللعبة على Steam مع تحديث الجيل الجديد الذي يدعم تقنيات RT وتعديلات رسومية إضافية.

📌 هذه النسخة تشتغل على Windows 10 وأعلى فقط، إن واجهت مشاكل معها أو تُريد لعب النسخة الأصلية فـCapcom أصدرت طريقة لذلك هنا.

مُفترض أنها ميتة، كهذا اعتقد Ethan Winters بطل هذا الجزء، فاختفاؤها منذ 3 سنوات جعل افتراض أنها ماتت أكبر احتمال، إلى أن وصلته رسالة منها، ميا، زوجته، حية على ما يبدو، وبحثه عنها يُوصله لمنزل عائلة آل بيكر (Baker) المعزول، افتتاحية اللعبة تُقدم لك المنزل بشخصية غير إيثان، وستستقبل فيها أيضًا آل بيكر، مع فصل جديد في السلسلة وشخصية جديدة وحتّى تهديد جديد، يُعتبر هذا الجزء ربما أشجع انفصال عن البناء القصصي المعتاد في السلسلة منذ بدايتها، رغم أنّ الأحداث تقع في نفس العالم.

في مكانٍ واحد وتهديد شبه مستمر، تعود اللعبة لأجواء وأساسيات أجزائها الأولى، تتحرك في بيئة مغلقة واسعة تزيد اتساعًا كلما تقدمت، اللعب في Resident Evil 7 سهل، المهارات التي تمتلك محدودة، والمواجهات أغلبها فيها تحدٍ يدعوك لتوفير الذخيرة، تجمع بين استكشاف العالم والمواجهات لتصنع لعبة بقاء، ولعلّ طبيعة القصة وما فيها يجعلها بحق لعبة بقاء تحاول فيها شخصيتك النجاة في عالم مجنون وكل من فيه مخبول أو مسخ يبحث عن قتلك.

أهلا بك في منزل العائلة

منزل العائلة غريب، فيه أقسام مغلقة، أبواب ومسارات وطرق مخفية خلف ألغاز بسيطة، اللعبة تقوم بعمل رائع بنقلك بين الأهداف بشكل جيد، فعالمها متصل ويبدو صغيرًا لدرجة لا يجعله -رغم تفرع واضح- كالمتاهة، الدلائل الصورية للأهداف كثيرة، المفاتيح التي تجد تُظهر أشكال الأبواب التي تفتح، أو وصفها يُبين لك الباب الذي تفتحه فيسهل عليك باستخدام خريطتك الانتقال إليها، كما أنك تمتلك في كل وقت أهدافًا واضحة، قد تضطر للمرور عبر نفس المسارات أكثر من مرة، إلّا أنّ اللعبة لا تفعل ذلك كثيرا، إن عُدت، فإما لأنك وضعت أداة مهمة أو مفتاحًا في صندوق الأدوات في غرف حفظ اللعب الآمنة، أو أنّ اللعبة فتحت لك مساراً جديدا وعندك ما يؤدي للهدف القادم.

عندك أسلحة نارية طبعًا، إلّا أن الأقسام التي تواجه فيها خطرًا مستمرًا تفرض عليك ألّا تستخدمها لأنّها دُون تأثير أو أنّ تأثيرها محدود، هنا عليك لعب لعبة الكر والفر، عليك اكتشاف الغرف وإيجاد طريقٍ بعيدا عن العدو الذي يبحث عنك، حركتك بطيئة وتحدها اللعبة بشكلٍ كبير داخل المنزل، كثيرًا ما شعرت أن العدو يصلني بشكلٍ أسرع لأن سرعة الشخصية حتّى أثناء الركض بطيئة، وتعتمد اللعبة ذلك حتّى وسط قتالات الزعماء بما أنّها تضعك في منطقة صغيرة للغاية مع عدوٍ قوي وبسرعة بطيئة، ووجدت أن صعوبة الزعماء في هذا، المشكلة في هذا أنّك تشعر أنّ اللعبة تُقيد حركتك عند الركض، بما أنها أحيانا تعيدك لسرعة عادية لتيسير التنقل، وهذا الشعور للأسف ينعكس على التحكم ويستدعي بعض التحكم.

انتبه كذلك لخطئ تقني يجعل التنقل أثقل من هذا حتّى، إن كانت سرعة تحديث شاشتك مختلفة عن التي في اللعبة، فذلك لسبب ما يجعل تحركك حتّى أثناء الركض بطيئا للغاية، إن كنت تواجه مشاكلًا متكررة مع الأعداء، فتأكد من جعل إطارات اللعبة متوازية مع سرعة تحديث شاشتك لتحكم.

🎮

تهديد واحد… تهديد واحد؟ 

تفتقر اللعبة كثيرًا للتنوع في الأعداء، في الحقيقة بعيدًا عن الزعماء وعددهم قليل كذلك، هناك عدو واحد، بثلاثة أشكال مختلفة، يظهر هذا العدو في الساعات الأولى، وغالبًا يمكنك تجاوزه، لا يتجاوز الأبواب، لذا يمكنك ببساطة أن تتعدى ذكاءه وتغلق الباب خلفك لئلا يتبعك، يُمكنك أن تقاتل الأعداء في اللعبة وعندك كفايتك من الذخيرة إن أحسنت استخدامها، ضرب العدو في أماكن حسّاسة مجدٍ بشكل كبير، يمكنك حتّى أن تُطير له طرفًا لتجعله بطيئًا أو ضرباته أقل، وستحصل لاحقًا على أسلحة أقوى من المسدس والسكين للتعامل معهم، اللعبة تميل كلما أوشكت لتُنهيها للعبة أكشن وستكثر المواجهات فيها، لكن بتواجد نفس العدو، قد لا تجد فيها تحديًا كبيرا أو ممتعًا.

استمتعتُ باللعبة وبإطلاق النار فيها، مؤسف فقط أن تنوع الأعداء شبه منعدم، سرعة الشخصية قد تزيد بعض التحدي، لكن اللعب وإطلاق النار لا يستعدي سوى بعض الاعتياد، الأعداء غالبا يعطونك مساحة كبيرة لإطلاق النار عليهم، لذا أحسن التصويب وتحرك بما أنهم قادرون على تقليص المسافة بالقفز أو الإندفاع، كما أنّهم يترنحون باستمرار فيصعب التصويب على الرؤوس.

لا تنس أنه يمكنك الالتفاف بسرعة عن طريق الأنالوج الأيسر + زر .
🎮

تجربة مُيسرة 

إنْ سمّيتها ألغازًا فقد أوهمك أنها ستُعطلك إلى أن تحلّها، باستثناء لغز وحيد يعتمد المنطق واستخدام الأدوات المناسبة في مواضعها الصحيحة، لا توجد ألغاز تتحدّاك في اللعبة غير لغز تُكرره اللعبة يعتمد على الضوء والظل، ليس لغزًا حتى إذ أنك تعرف طريقة الحل وتحتاج فقط للتطبيق، ما سيعطلك في الغالب هو البحث عن الأدوات لتستخدمها  في أماكنها الصحيحة، أو المفاتيح لفتح الأبواب المغلقة، طول اللعبة يبقى معقولا يصل ⏱️ 9 ساعات، وتتجنّب اللعبة التكرار بإعطائك طريقًا جديدا لتعبر منه وأقسامًا جديدة لتكتشفها، وإن استعدى الأمر ذلك، ستجد طرقًا مختصرة لتعود من حيث أتيت لتواصل المسير أو تدخل غرفة الحفظ.

اللعبة مترجمة والترجمة جيدة، فيها أخطاء بسيطة وربما يبدو الخط تقليديا، إلّا أنّه واضح ومن الممتع قراءة الوثائق ووصف الأعداء والرسائل وغيرها بلغة عربية سليمة.

كالعادة، قراءة الوثائق ستُخبرك المزيد عن العالم، لكن يُعجبني كيف أنّ اللعبة لا تُثقل عليك من هذه الناحية، الوثائق والرسائل والقصاصات التي تجد غالبًا تحتوي أسطرًا قصيرة، البحوث التي تصف الأعداء وما إلى ذلك لا تحتوي صفحات وإنما صفحة وفيها المهم فقط، وتجربتي مع هذا الأمر كانت ممتازة للغاية، كابكوم أحسنت توظيف الكتابة سواء من خلال القصاصات أو وصف الصور والأشياء في البيئة، وكذا العبارات المكتوبة على الجذران والحيطان، كلمتان أو جملتان تكفيان أحيانًا لتعرف أنّك مقبل على مواجهة أو تنتظرك مفاجأة.

تكافأ جيدا إن بحث في الغرف في اللعبة، لن تعرف إن مسحت كل شيء في المكان الذي أنت فيه لذا عليك أن تكون دقيق الملاحظة، إن افترضت أنّك ستجد شيئا مخبأ في مكانٍ ترى من المنطقي أن يحتوي ذخيرة أو غيرها، فغالبًا ستكون مصيبًا، فتح الدرج (قد تحتاج أداة لفتح بعض الأدراج والصناديق) أو الخزانات، البحث عن النبتة التي إنْ زدت عليها مكونا كميائيا تصنع لك دواءًا وسط أصيص نبات، هذا بالإضافة للصناديق التي يُفضل أن تكسرها بالسكين وفيها تجد الذخيرة، بعض هذه الأشياء مخبأة في الزوايا وفي أماكن قد لا ترى نفعًا من البحث فيها، لذا عندما أقول أنه عليك أن تكون دقيقًا، فأنا أعنى دقيق الملاحظة بشكلٍ كبير حقًا.

اللعبة ستضع بين أيديك طريقة أيضًا لتعرف أماكن كل شيء من حولك، لذا كل مشكلة تُحاول أن تجد لها حلا، ربما باستثناء نفاذ ذخيرتك، إن لم يكن عندك البارود لصناعة المزيد منها واستخدمتها بطيش، فقد تنهي أجزاء من اللعبة بالسكين، على الأقل في القسم الأول من اللعبة بما أنّي أنهيت الثاني منها وعندي فائض من الرصاص والذخيرة على مستوى صعوبة متوسط.

جمّع العملات الأثرية كلما وجدتها، ضعها في صندوق الأدوات في غرفة الحفظ، بعد الساعات الأولى ستجد أين تستخدمها وستُساعدك كثيرا. افتح زر الحرق إن أردت معرفة السبب.

حرق - اضغط هنا للقراءة

حرق - اضغط هنا للقراءة

بعد الساعات الأولى، ستتمكن من شراء سلاح قوي للغاية -شحيح الرصاص- ومضاعفة سرعة تلقيم الأسلحة و/أو زيادة مقدار عداد الصحة باستخدام العملات في أقفاص خارج المنزل.

🎮

منزل غير مُرحب

عالم اللعبة مُقزز، مظلم كذلك وستستخدم الكشاف للرؤية في أماكن مختلفة من المنزل، لكن اللعبة لا تعتمد ذلك بشكلٍ كبير لصناعة الرعب، الرعب في اللعبة مبني بشكلٍ رئيسي على عامل التوتر، هناك دائما شيء يتربص بك وينتظر أن تغفل ليوقع بك، رغم أنّ كل تهديد في اللعبة يكشف عن نفسه، التهديد ليس مستمرًا كذلك، هناك أقسام تعرف فيها أنّك ضيف الشرف عند مضيف ينادي باسمك، ورغم أن التهديد يتغير، إلّا أن طريقة اللعب في الغالب تبقى نفسها، حتّى تواجه التهديد مباشرة في مكانٍ محدد من اللعبة، هذه هي قتالات الزعماء، وعلى مستوى صعوبة متوسط، تُقدم معها تحديًا كبيرا.

خلاف بدايات السلسلة حيثُ تدور في أماكن مغلقة وسط الزومبي، هنا أنت وسط منزل عائلة، أينما دُرت وأدرت الكاميرا ستجد شيئًا يبعث على التقزز، سخام أسود على الجدران، تآكل وصدأ، أحشاء وديدان وحشرات ولحوم نتنة وبقايا جثث، اللعبة عنيفة بشكلٍ كبير كذلك، دموية مع مشاهد تحوّل وبتر أعضاء وغيرها، رغم أنّ ذلك يقل نسبيا بزيارة المزيد من الأماكن في اللعبة.

في البداية قد يظهر أنّ كل ما ستزوره في بيت العائلة مع غرفٍ كثيرة، لكن تتوسع اللعبة أفقيًا بزيارة الطابق العلوي والقبو، إضافة لإيجادك مسارات وفتح أبواب تُوصلك لأماكن إضافية بتصميم مُختلف، رغم أنّ اللعبة تحافظ على قالب موحد لكل شيء، إلّا أنها تعطيك الفرصة للتجول في أقسام مختلفة من المنزل قبل أن تزور المزيد من الغرف ولاحقا أماكن إضافية مُتفردة، مؤسف فقط أنّها لا تقدم لك تهديدًا مختلفا باستثناء الزعماء وعددهم قليل كما ذكرت، أمّا المواجهات الاعتيادية فكما قلت محدودة ومُتشابهة كذلك.

المنظور الأول يُقدم انغماسا كُليا في اللعبة (خاصة لمن سيجربها بالواقع الافتراضي) مع إضاءة جميلة وأجواء مُذهلة، بعض الأماكن مظلمة لحدٍ ما واللعبة تتعمد ذلك بلا شك بما أن الكشاف أتوماتيكي ولا يمكن استخدامه إلّا عندما تُفعله اللعبة ذاتيا، المؤثرات البصرية جميلة كذلك، مع الحشرات التي تتجمع على المصابيح وانعكاس الإضاءة على الأجسام لتوهمك أحيانا أنك قبالة عدو واقف مُترصد، عثبي الوحيد على تأثير الدم الذي يظهر مقدار الضرر، حتّى إن كانت اللعبة تمتلك طريقة لإطلاعك على ذلك، التأثير حتّى إن تلقيت ضررًا صغيرا يظهر على شكل لطخة دمٍ كبيرة على الشاشة، يمكنك تقليل وضوحه من الإعدادات، لكن ذلك حسب تجربتي ليس كافيًا وفضلت لو هناك طريقة للتخلص منه أو إظهار شكل تقليدي لعداد الحياة عند الحاجة.

🎮

بعالمها المُقزز وأبوابها الكثيرة والمخاطر غير المُترقبة، تعتمد 7 على الصوتيات بشكلٍ كبير لخلق توتر شبه مُستمر للاعب، خطو الأعداء مُخيف، يُعلمك طبعا بتواجدهم لأنّ ذلك ضروري إن أردت النجاة، سواء بتجهيز نفسك للقتال أو الفرار، عليك أن تكون حذرًا للغاية، لذا تجربة صوتية ناقصة عن طريق سمّاعات سيئة مثلا ستجعل اللعبة صعبة للغاية.

اللعبة تُحاول مساعدتك بقدر ما يمكن، الأعداء الرئيسيون يكشفون أماكنهم باستمرار بحديثهم، البقية عندهم أصوات خاصة، إضافة أنّ الموسيقى تحتد باحتداد الأحداث فيكون ممكنًا على اللاعب من خلالها فقط معرفة إن كان مكشوفًا أو مخفيا، فكثيرًا ما وجدت نفسي في مأزق بسبب التسرع أو بطء حركة الشخصية، وأعتقتني الموسيقى من موتٍ مفاجئ.

من يستمتع كثيرًا بالصوتيات في الألعاب ويستثمر فيها سيُسر هنا، ولو أنّ قائمة الأصوات محدودة ومعهودة، إلّا أنها تجعل منزل العائلة حيًا بشكل كبير أنفاسه تُسمع دائما، متثملة في صرير وتأثأة الخشب وأصوات الريح في الخارج والرعد والمطر، وكذلك صوت الأرضية عندما تمشي عليها وعقارب الساعة ودوران المراوح وغيرها، بعضها ينجح حتّى في إيهامك بأنّك مراقب وعلى شك أن تُفترس.

يُخالف كل ذلك أداء صوتي مُتكلف لشخصية إيثان أحيانًا كثيرة، السلسلة في بداياتها وحتى وقت قريب كانت معروفة بنصوصها السخفية وكليشيهاتها الكبيرة، ردود أفعال إيثان من البداية توهمك أحيانا أنه واحد من تلك الشخصيات الصامتة في ألعاب الأدوار، لكنه يُعلق بتكلف كبير أحيانا كثيرة على أمورٍ صادمة، ما يصنع تفاوتا كبيرا جدا بين الأداء وبين ردود الفعل وحتّى تأثير ما يحصل.

🎮

لستُ من أكبر المعجبين بنمط ألعاب الرعب المبنية على الاختباء وتفادي الأعداء، لكن بعضُ هذه الألعاب إنْ عوّلت على القصة أو ميزات مُعينة في اللعب تصنع بلا شك تجربة مُربكة مميزة، Resident Evil 7 هنا تفعل ذلك، بقصتها الأصيلة التي تدعوك لترقب الأحداث كلما تقدمت، بعودة ممتازة لجذورها، وبإيقاع جيد جدًا لا يعتمد فكرة الهرب المستمر، بقسم أخير يميل أكثر للمواجهات، عيبها الأبرز أن مواجهاتها مُتشابهة بتنوع قليل جدا للأعداء، غير ذلك، هذه تجربة لعبة رعب ممتازة، إن ناسبتك الأجواء ووجدت قدرة على تحمّل أجوائها المقززة.

‫‫ شاركها‬
اشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتاً
Inline Feedbacks
View all comments