لعبة The Lord of the Rings The Third Age هي نتيجة امتلاك عمل أدبي لعالمٍ ضخم بأعراقه وأجناسه، وتواجد عملٍ سينمائي حمل شهرته لجمهورٍ أوسع، فتواجدُ لعبة مبنية على شهرة ونجاح الفيلم ليس بالأمر الغريب.
تعتمد اللعبة كثيرًا على الأفلام، وتسير جنبًا لجنب مع أحداثها، بل تأخذ عن الأفلام مشاهدًا منها، لكنّها مسار موازٍ تلعب فيه شخصياتك دور الخطة البديلة للوقوف ضد ساورون وتدمير الخاتم، تأخذ فيها دور شخصيات جديدة لكنّها تُشبه بشكلٍ كبير شخصيات الفيلم ورفقة حامل الخاتم، مع تركيز على “Berethor” أول الشخصيات التي تلعب بها، وتحاول اللعبة أنْ تربطك به بشكلٍ أكبر من خلال أحداثٍ شخصية ومتعلقة به بشكلٍ أكبر.
تُشارك مع رفقتك التي تكبر مع الوقت في أشهر المعارك من الأفلام، لذا لا تأخذ قصة شخصياتك مساحة كبيرة لتُصبح مثيرة للاهتمام، ودُون المشاهد القصيرة من داخل محركها، التركيز أكبر على أحداث الفيلم، ما يقدم للأسف تفاوتا كبيرا بين الأحداث الضخمة الرئيسية وأهداف شخصياتك وتأثيرها.
📌جودة الصور مُعززة بحجم أكبر ولا تُمثل جودة الصورة على الأجهزة التي تعمل عليها اللعبة.
الدور عليك
نظام تعاقب أدوار لا يُعاني من أي تعقيد، تتوالى أدوارك مع الأعداء حسب ما يظهر جانب الشاشة، حسب عددِ الأعداء، سينتقل الدور بين الجميع، أعداءً وأبطالًا، كُلما حان وقت هجوم العدو يُنفذه، وكلما حان وقت إحدى شخصياتك يحين دورك لتُقرر ما ستقوم به أو تلغي دورك رغم أنه لا توجد فائدة لذلك.
عندما يصير الدور على شخصيتك (تتحكم في جميع شخصيات اللعب) تختار من قائمةٍ ما تُريد إطلاقه، هجمات عادية في اتجاه عدوٍ تختاره، يمكنك اختيار هجمات قوّية وخاصة تأخذ من نقاطك، وكذلك استخدام ما في حقيبة الموارد من ترياقات وأدوات للعلاج وغيرها، كل شيء تستخدم سيستنفد دورك، وقد تجد أنّ استخدام شخصيتك لعلاج شخصية أخرى أو إطلاق هجمة قوّية أفضل، الجيد أن الأدوار لا تتغير، فإنْ قتلت عدوًا قبل أن يحين دوره، ستُواصل حسب التالي، لذا اختيار الأعداء حسب ما يظهر جانب الشاشة قد يكون له بعد استراتيجي جيد.
لا تُوجد في اللعبة خصائص دفاع، هناك هجمات ترفع الدفاع أو تحمي واحدة من شخصياتك في إحدى الأدوار، لكن لا يمكن أن تختار أن تضع شخصيتك في وضعية دفاع قبل هجوم الأعداء، أشعر أنّ اللعبة تحتاج ذلك، ما تكتفي به هو تفادٍ ذاتي يحصل أحيانا لبعض الهجمات وفي الاتجاهين، أو يمكن لهجمتك أن تخطئ، في كلتا الحالتين الشخصية التي تهاجم لن تحدث ضررًا، الكتابة على الشاشة فقط تتغير من تفادٍ لتضييع، كما أنّ شخصيتك قد تُطلق هجمة مرتدة بعد تلقي الضرر، كما يُمكن للأعداء ذلك، اللعبة تبالغ أحيانًا في جعل بعض الأعداء يتفادون كل هجماتك بشكلٍ مستمر ومنفر، في حين تُصيب كل هجماتهم، يُمكنك تصحيح ذلك باستخدام قدارت خاصة، إلّا أن اللعب غير متوازنٍ عندما يحصل هذا تباعًا.
بدل واستفد من قدرات الجميع
القتالات تأخذ وقتًا، بعضها يصل 30 دقيقة من اللعب رغم أن ذلك ليس المتوسط، لكن أسهلها قد تنتهي في 4 دقائق بسبب عدد الأعداء وقوّتك، غالبا تواجه بين اثنين وخمسة أعداء في صفٍ أمامك، قوّة الأعداء تختلف، وقد يكون الشكل نفسه إلّا أن وصف العدو يُظهره بشكل أقوى فتحتاج عدد هجمات أكبر لإنهائه، بعضُ الأعداء لديهم خصائص سحرية كذلك قد ترفع ضرر هجمات الأعداء أو تستعيد نقاط الحياة، التركيز على عدوٍ واحد ضروري في هذه الحالة، معرفة ما ستستخدم من قدرات مهم كذلك، فبعض الهجمات الخاصة تُسبب ضررًا مضاعفًا لنوعية محددة من الأعداء، وصف الهجمة قد يُخبرك بنوعِ الأعداء الذين تنجح اللعبة في إيذائهم أكثر، وإنْ كنت تمتلك أكثر من 3 شخصيات، ستُقاتل بثلاثة لكن يمكن أن تبدل وسط القتال شخصية بشخصية بشرط أن يكون عليها الدور دُون أن يضيع دورك.
هذا يُقدم معه بعدًا استراتيجيًا جيدًا، حيثُ تختار العدو الذي تُريد أن تهجم عليه، وتختار نوع الهجمات أو الأسحار والضربات الخاصة، وتستبدل الشخصيات حسب الضروري، مثلًا قد تستبدل شخصية تُوشك على الموت بأخرى قبل أن تتلقى هجمة من العدو، أو قد تستبدل واحدًا يستخدم السيف بآخر يستخدم الرماح لضرب عدوٍ بعيد وهكذا… اللعبة تُجبرك أحيانا على فعل ذلك، لكن الاستفادة من قدرات شخصياتك وخصائصها يعود إليك.
الطريقة التي تُقاتل بها الأعداء قد تختلف، إنْ كان ترتيبهم في البداية صفًا واحدًا أمامك، فبعد أن تتقدم يتغير ذلك، يمكن أن تكون في حلقة يحيط بك الأعداء، فلا يمكنك أن تهجم إلّا على العدو أمامك، سيتطلب منك ذلك أن تدور وتغير مواضع شخصياتك حتّى تُصيب الأعداء أو تُبعد أضعفهم مثلًا، يمكن لبعضهم أن يكونوا على ارتفاع ولا يمكن أن تُصيبهم إلّا بشخصية ترمي السهام أو بهجماتك الخاصة.
اللعبة تعتمد بشكلٍ كبير للغاية على القتالات، جزء صغير منها فقط اختياري، القتالات عشوائية بالكامل، لكن اللعبة تضع الكثير من المواجهات أمام الصناديق التي تجد في العالم، إنْ كنت ستفتح واحدا فتجهز، تصميم القتالات يختلف، خاصة بعد الساعات الأولى، يمكنك أن تلمح قتالًا وتدخله، وهذه هي القتالات الاختيارية الوحيدة في اللعبة، أحيانًا مشاهد القتال تُدخلك لواحدة وتحصل هنا على انتقال فوري من المشهد السينمائي كأنْ تهجم إحدى شخصياتك على العدو فتدخل القتال، لكنْ أغلب القتالات عشوائية، تتحرك وتدخل القتال دُون تحكم منك، بل أحيانًا تُنهي قتالا وتدخل واحدًا آخر بشكلٍ مباشر، أو تتحرك لأقل من 5 ثوانٍ لتدخل واحدًا آخر.
هذه المسألة تجعل بعض القتالات مميتة لأنّه إن دخلت من قتالٍ لقتال دون فاصل، قد تكون شخصياتك منهكة من القتال السابق، خاصة للقتالات التي يكون فيها الدور الأول للأعداء، بعضهم يمتلك هجمات خاصة تُصيب كل شخصياتك، كما أنّ إعادة شخصية من الموت أو إعادة عداد الحياة لها يسلب منك دورًا، وقد تقع في حلقة يهجم فيها الأعداء وتداوي فيها شخصياتك دُون أن تجد نافذة لتهجم، شخصياتك لا تستعيد طاقتها الكاملة إلّا لو حفظت اللعب في العالم، أو بعدما يرتفع مستوى شخصيتك.
بل الأسوء، عندما يستخدم الأعداء واحدة من هجماتهم أو قدراتهم الخاصة، وتحديدًا إن كان أكثر من عدوٍ يمتلك نفس الهجمة، لا توجد حدود لاستخدام الأعداء لهجماتهم الخاصة وسط القتال، واحدة من السيناريوهات التي تحصل كثيرًا أنْ يُطلق عليك الأعداء هجمة تجعل شخصيتك مترنحة فتتجاوز دورها، سهل جدًا إن كان هناك أكثر من عدو بنفس الخاصية من أن يجعل كل شخصياتك خارج الدور، لتُشاهد شخصياتك تتلقى هجماتٍ متتالية إلى أن ينتهي القتال، وهذا مثال واحد من أمثلة كثيرة ليست بالنادرة، الآن تخيّل أنك خرجت من قتالٍ صعب لقتال كهذا، الذي سيحصل أنّه عليك إعادة كل شيء من نقطة الحفظ، تأكد من أن تحفظ اللعبة قدر المستطاع بما أنّ القتالات العشوائية كثيرة وكثيرة جدًا.
قتالات غير عادلة توازنها بذكائك
الطريقة التي تُوقف بها هجمات الأعداء غير العادلة هي باللعب بذكاء أكبر، اللعبة تعطيك مقدارا لا بأس به من الهجمات والقدرات الخاصة، بعضها دفاعي وبعضها هجومي، بالإضافة لما تجمع في العالم من ترياقات إن استخدمتها قد تُصيب الأعداء بحالة سحرية معينة، وهناك هجمة خاصة لإحدى شخصياتك تُساعدك على معرفة نقاط ضعف الأعداء، فما يفعله الأعداء لك يمكنك أن تفعله كذلك، كأن تصيبهم جميعًا بحالة ترنح أو تُنومهم أو تكسر دفاعاتهم وهكذا، لتتوالى هجماتك بشكلٍ حصري.
اللعبة تُصيح أصعب كلما تقدمت، لكنها تعطيك خيارات كثيرة يمكنك تجربة ما يُناسبك منها، لكنّها تقدم أحيانا وللأسف قتالات غير عادلة إطلاقًا، خاصة تلك التي تتوالى أو التي تقدم أعداء قويين للغاية كحال الزعماء، رغم أنّك خلال هذه القتالات، تكون رفقة واحدة من شخصيات الفيلم وتقاتل جنبه، وغالبا تمتلك هذه الشخصيات ضربات أقوى، لكن مازال عليك الاختبار، واستخدام هجماتك، لأنه كلما استخدمتها كلما فتحت المزيد منها، في اللعبة نظامٌ يمنحك هجمة جديدة باستخدام الهجمة التي تسبقها، أمّا نقاط الخبرة فترفع مستوى شخصيتك وتعطيك نقاط خبرة تستخدمها على واحدة من خصائص الشخصيات، الطريقة الأذكى ألّا تصرفها بشكلٍ عشوائي، ولكن ترى أي القدرات أنفع لشخصيتك وتزيدها نقاطًا هناك.
نقاط الخبرة ليست الوحيدة التي تزيد من قدراتك، بل الدروع والتروس والأسلحة كذلك، ويُعجبني للغاية كيف أنه مع تقدم اللعب، تجد المزيد منها، لا تتأثر خصائص الشخصية فقط، بل شكلها، لتمتلك تروسًا أجمل وأكثر أناقة تحاكي قوّتها، هذه التروس والدروع والأسلحة تجدها في العالم في الصناديق لذا ابحث جيدًا، أو تفوز بها بعد انتهاء القتالات، ويمكنك وسط القتال أن تُبدل أسلحتك، اللعبة تقوم بعمل رائع بإيضاح ما إن كانت إحدى شخصياتك تمتلك سلاحًا أو ترسًا جديدًا، ويمكنك الانتقال بين الشخصيات سريعًا، الأسلحة مصفوفة حيث يكن الأقوى فوق الأضعف، لكن قد تجد للبعض خصائصًا قد تجعلك تختارُها بدل الأقوى، لكن اللعبة توضح لك ذلك على أي حال.
قتالٌ حتى النهاية
كلعبة أدوار، هي بلا شك مُجردة من أي شيء قد يصنع متعة هذا النوع خارج العالم والقتالات، إن كانت القتالات جيدة، فالتنوع فيها محصور في الأعداء الذين يظهرون في الفيلم، المهام أيضًا متشابهة، مع تواجد مهام ثانوية تقتل فيها عددًا معينا من الأعداء أو تجد عددًا محددا من غرضِ محدد، يمكنك العودة للمراحل السابقة من خلال خريطة خاصة من نقاط الحفظ، وإنهاء المهام الثانوية يُصبح أسهل بما أنّ مستواك يكون أعلى بكثير، القتالات في القسم الأخير تُصبح متقاربة بشكلٍ منفر وتعاني تكرارًا، كما أنها طويلة لو لم تمتلك هجمات أقوى، غير ذلك، لا يوجد ما تقوم به، اللعبة مبنية على القتالات بشكلٍ كامل، وقد أخذت مني تقريبًا ⏱️ 19 ساعة لعب حتّى أصل النهاية.
أغلب ما سترى من مشاهد هي مشاهد من الأفلام، القصة تسير بالتوازي مع أحداث الفيلم، لذا العروض الجديدة التي تُظهر الشخصيات الجديدة في اللعبة قليلة، المسار الرئيسي للأحداث هو الأفلام، وستُشارك في بعض الأحداث الضخمة والمؤثرة، تصميمها جميل، وفيٍ للغاية للأفلام، بعضها بشكلٍ مفاجئ كظهور وحش البالروغ/balrog وشخصية غاندالف/Gandalf وانضمامك للقتال، لكن قد لا تشعر أنّك تتقدم وسط القصة الأصلية وإنما تحصل على مقاطع مشتتة من الفيلم، هذه المشاهد مختصرة كذلك وعليها صوت غاندالف يُخبرك ما يحصل لتتلاءم مع اللعبة، كلما تقدمت إما تنطلق هذه المشاهد بشكلٍ ذاتي، أو تحصل عليها إن اخترت مثلًا طريقًا ثانويا أو فتحت صندوقًا مُعينا.
اللعبة خطيّة، تقدم بعض التشعب في بعض المراحل، حيث يظهر لك أكثر من طريق على الخريطة، لكنْ عالمها صغير والمهام فيه مُكررة، دُون أي إضافات، تصميم الكثير من المراحل مُقتبسة بوفاء من الأفلام، مشاهد القتالات مقدمة بشكلٍ جيد، وهناك مجهود واضح جدًا في تصميم الشخصيات، خاصة تروسها التي تُغير الشكل بشكلٍ كبير، وتضم أطقمًا تجعلك متحمسًا لإيجاد القطعة التالية من الترس الكامل، من الرأس للأكتاف والأيدي والأرجل…
طبعا للعبة حدود، لذا تتشابه الكثير من البيئات، وهذا حال الأعداء، إن كان نفس الوحش فسيكون بنفس الشكل، عيب هذا يستره تصميم القتالات، فالكاميرا تأخذ زوايا مختلفة حسب القتالات، والمؤثرات أثناء القتالات وخارجها جيدة جدًا، سواء الإضاءة أو المؤثرات البصرية البسيطة كالأوراق المتساقطة والمشي على الماء وغيرها، إلّا أنها تُعاني مشكلتين، قد تأخذ زاوية يصعب عليك فيها رؤية الأعداء، كما أنْ تأثير استخدام السيوف يبدو سيئًا ويُشبه كأنّك تستخدم مطرقة ولا وجود لتأثير الدم مثلًا، رغم أنّ تحريك الأعداء جيد، غير ثابتون ويتحركون باستمرار، وإن رميتهم بسحرٍ معين كالترنح أو النوم، يظهر ذلك عليهم.
بالحديث عن ذلك، بعض الهجمات الخاصة تأخذ وقتًا طويلًا، لا يمكن تجاوز مشاهد تفعيلها، ما يجعل الوقت الذي تأخذ القتالات أطول بكثير ممّا هي عليه، ما دُون ذلك يبقى مقبولًا، بالنظر لخطيّة اللعبة على أي حال.
موسيقيًا وصوتيًا، الأداء الصوتي مقبول، وصوت شخصية غاندالف (الممثل Ian McKellen) بأدائه كراوٍ يغمسك وسط العالم، ذلك يُضاف للألحان التي تتماشى والتي في الفيلم لأنّها ببساطة من الفيلم، أمّا المشاهد فمن الفيلم مقطعة تحصل عليها كلما تقدمت، لاحظت أنّه أحيانا صوت بعض الأعداء مزعج خاصة الذئاب، يتكرر كثيرًا وأحيانا أعلى من البقية.
تنتهي اللعبة بعد ⏱️ 20 ساعة تقريبًا، كثير منها معاناة مع بعض القتالات، يمكن أن تلعب طورَ Evil Mode الذي يجعلك تُشارك في بعض القتالات المؤثرة من المسار الرئيسي لكنّ تتحكم في قوى الشر لتفتح أسلحة خاصة، إن أردت ذلك، فالعب القتالات مباشرة بعدما تُفتحها عندما تنتهي من إحدى فصول اللعبة الرئيسية.
لعبة The Lord of the Rings: The Third Age كلعبة أدوار تُعول على نظام قتال جيد، يعتمد على تعاقب أدوار الشخصيات، تُسطح الكثير من أنظمة القتال، ذلك يجعله سهلًا وبسيطًا، اختيارُ الهجمات وتأثيرها واضح، تبني عالمها بوفاء كبير للأفلام، دُون أن تقدم قصة مثيرة للاهتمام وتحاول أنْ تجعلها مثيرة للاهتمام بظهور شخصيات الفيلم وسط الأحداث المؤثرة فيه، لكنها تعاني تكرارًا بقتالاتها العشوائية وصعوبة غير عادلة بالمشاكل التي تُعانيها القتالات بتباعد أماكن الحفظ.