أُحب للغاية عالم الحديقة الجوراسية (لا لم أقرأ الكُتب بعد للأسف) وقد شاهدت الأفلام الأصلية وبقية الأعمال التي تُنشر، أمّا هذا العمل (حديقة الديناصورات: مُخيم المغامرة) من نتفلكس، فقد مرّ دُون أن أعيره أدنى اهتمام، في الحقيقة، الرسومات والغلاف، جعلتني أتثاقل كثيرًا، إلّا أن شعبية مسلسل الكرتون هذا بدأت تكبر، وكبر معها فضولي، وبعد موسمٍ أول، أعتقد أنه ممتع بما فيه الكفاية لأواصل. لذا أهلًا بكم جميعًا في الحديقة الجوراسية !
حديقة الديناصورات: مُخيم المغامرة – الموسم الأول
يتلقى 6 مراهقين (العمل للمراهقين 😁) دعوة لزيارة حديقة الديناصورات على “جزيرة نوبلار” كُلٌ بشكلٍ مختلف، وعند الوصول، الأمور تسري بشكلٍ هادئ إلى أن يبدأ الفضول يتسرب للفريق الذي يكون بداية مُشتتا بلا انسجام، لكن بشكلٍ مفاجئ، العمل لا ينتظر كثيرًا ليخلق مُشكلة تجعل الشخصيات تُكاثف جهودها لتخرج منها.
إيقاع العمل تصاعدي بشكلٍ كبير وواضح، مواجهات الديناصورات تُصبح المؤثر الأكبر في حركة الأحداث، العمل موجه لفئة سنٍ صغيرة، إلّا أن الحركة فيه غير متوقفة، ما يجعله عملًا ممتعًا للكبار كذلك، جودة العمل رغم بساطة الكتابة، تصاعدية بشكلٍ كبير من الحلقة الرابعة، والمشاكل البسيطة تُصبح أضخم وأضخم، وكذلك الديناصورات والمواجهة معها.
يعتمد العمل على رسومات الحاسوب (CG) لكن هناك فارق كبير وواضح بين طريقة تصميم الشخصيات الرئيسية، تبدو كرتونية بتفاصيل محدودة، ونجد تأثير سياسة Netflix الواضحة في مُحاولة خلق تنوع عرقي، لدينا الفتى الفضولي الأسمر، والآسيوي الحيوي المتهور، والفتاة المشهورة بشعرٍ وردي وهكذا، لكن بشكلٍ غريب، استطعتُ تقبل التنوع هنا بما أنه يخدم طبيعة العمل، فالشخصيات ربحت زيارة للحديقة بطرقٍ مختلفة، فالتنوع في الشخصيات وخلفياتها كان تاثيره واضحًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بخلق علاقات تعاون بين الشخصيات بناء على ما تُجيده وطريقة تفكيرها، وتجعل المواجهات مع الديناصورات مؤثرة وممتعة.
أمّا الديناصورات، فهذه هي نجمة العمل، المواجهة معها مختلفة، سواء في البيئات الخارجية أو داخل البنايات والمختبرات، تصميمها واقعي بشكلٍ أكبر، من الحلد والأسنان والصوت، ثقل الديناصورات الكبيرة يظهر، والمفترسة منها تبدو مهيبة بحق، وهناك عددٌ لا بأس به من الديناصورات، مع ظهورٍ كبير ومثير، وطرق قتالٍ مختلفة، هناك بعض العُنف، لكن لطبيعة العمل، لا توجد مشاهدٌ دموية.
الخلاصة
موسم أول ممتع ! مفاجئ للغاية كعملٍ موجه لفئات عمرية صغيرة، العلاقة بين الشخصيات لا تبتعد عن كونها صداقات عادية، مع نزاعات وصراعات لأسباب مختلفة، كما أن العرض يعد ببعض المفاجآت والأسرار التي لم تُكشف بعد، شاهده، لكن اصبر على الحلقات الأولى، الإنطلاقة الحقيقية ما بعد الحلقة الرابعة.
حديقة الديناصورات: مُخيم المغامرة – الموسم الثاني
الموسم الثاني من المسلسل يُواصل على نفس شاكلة الموسم الأول، شخصيات العمل الآن معتادون على الحديقة الجوراسية وكذلك المُشاهد، لذا كان لا بد من إضافة عناصر إضافية وتهديد جديد إضافي بالإضافة للتهديد الاعتيادي (الديناصورات) هل وُفق العمل في ذلك؟
العمل أضاف المزيد من التشويق والغموض والإثارة كذلك من خلال الشخصيات الجديدة، إلّا أنني شعرتُ أنه أثقل وأن الحلقات التي فيها تركيز على أحداثٍ خارج التهديد الذي تُشكل الديناصورات كانت الأثقل، ليس أنني أمانع ذلك، ولكن العمل يفقد ركيزته الأكبر، وهي المواجهات بين أبطال العمل والديناصورات، والحلقة الأخيرة ممتازة لهذا السبب.
عمومًا، مستوى الحلقات كاملة ربما بمستوى الحلقات الأولى من الموسم الأول، الحلقات التي اعتبرتها الأبطء، لكن العمل يستعيد جودته في الحلقة الأخيرة، ويبدو أنه سيعود ليكون تصاعديا من جديد في حلقات الموسم الثالث.