مكتوبٍ كقصة أطفال -لأنها قصة أطفال حقًا- مرسومة كقصة أطفال -لأنّها قصة أطفال كذلك- The Boy, the Mole, the Fox and the Horse عملٌ فني جميل وقصير، مليء بالعبر.
The Boy, the Mole, the Fox and the Horse قصة أطفال للمؤلف والرسام Charlie Mackesy تحوّلت لفيلم، وهي من المرات القليلة ربما التي يُحاول فيها الفيلم أن يُحاكي رسومات قصة أطفال بهذا الشكل، هي قصة قصيرة لا تأخذ أكثر من 35 دقيقة، تحكي قصة صداقة تُبنى كما في عنوان العمل بين أربعة أصدقاء مختلفين.
في بيئة ثلجية باردة، يتوه فتىً صغير يبحث عمّا يُمكنه أن يعتبره بيته، من الدقيقة الأولى، يلتقي بالخلد، بشخصيته المُحبة للكعك، واقتباساته التي يتحدث فيها كثيرًا عن الكعك، سريعًا ما يُصبحنان صديقين، وينطلقان في رحلة مُشتركة بحثًا عن بيت، وفي الطريق، يلتقيان بشخصيتي العمل الأخرتين، الثعلب والحصان، ليتشاركا الرحلة بما فيها من تحديات وصعاب.
قد لا تلائم القصة الكبار، لا أستغرب، بالإضافة لكونها قصيرة لا تسمح بأي تطور ملحوظ للشخصيات، القصة نفسها بسيطة، ليس بها إلّا أحداث قليلة هنا وهناك، لكنها تلائم بشكلٍ كبير الصغار، ففيها الكثير من العبر، كل الحوارات مبنية على ذلك، فالفتى الصغير تائه، وخبراته قليلة، فيستمع لما عند الحيوانات لقوله، ليحصل على درس حياة يُمكن لأي طفل أن يتأثر به.
العمل رغم ذلك لطيف، شخصية الخُلد اختيار مُوفق لأول أصدقاء الطفل، يُشبه حيوانًا لعبة محشو، تحركاته مُضحكة وتفاعله مع الطفل لطيف كذلك خاصة لحجمه الصغير وردات فعله المُبالغ بها، وأرى كيف يُمكن للمُشاهد الصغير أن يتعلق به.
فنيًا، هنا برع منتجو الفيلم كثيرًا، العمل مرسوم بشكلٍ يدوي، توجهه الفني ساحر، طريقة الرسم آسرة، الخلفيات تبدو كلوحة زيتية، التلوين وخطوط التحديد واضحة وغير نقية، كأنها الرسمة الأخيرة لفنان قبل أن يمسح خطوط التحديد التي تُساعده على رسم الأجساد والأشكال.
الإخراج موفق كذلك، مع موسيقى حاضرة في كل مشهد تُناسب الحدث، وزوايا تصوير تُعطي انطباعًا أن العمل ثلاثي الأبعاد، هذا فيلم جميل بفكرته وتوجهه الفني، قد تكون القصة سطحية وبناء الأحداث كذلك، لكنه موجه لجمهور صغير، فإن كُنت تبحث عن فيلم مليء بالعبر سهل التقبل، فهذا العمل مُناسب بلا شك، أما الكبار، فربما التوجه الفني كافٍ لإعطائه فرصة.