عندما يصل راستي/Rusty  لبلدة من آلاتٍ بخارية حفّارة للمناجم، يجدُ نفسه في مغامرة إلى أسفل بقعة يُمكن أن يصلها معدن فأسه، أو فأس عمّه الذي أورثه التصرف في منجمٍ وما يحتويه، بداية اللعبة عبارة عن مقطعٍ صغير، يُدخلك مباشرة في قلب اللعب، فالهدف هو تعدين الذهب والنفائس.

أعطنِ فأسًا ولمَح لما عليّ القيام به واترك الباقي عليَّ، مبدأ اللعبة بسيط، مُختصر ويُعوّل على اللعب ولا شيء غيره لإبقاء اللاعب منشغلًا لعددٍ من الساعات، أنتَ في الأعلى، مهامُك في الأسفل، هدفك: أن تحفر إلى الأسفل حتّى تصل هذه الأهداف.

لا أعرف كيفَ يُمكنني أن أتوسع أكثر، لكن سأحفر قليلًا أجزاءً مختلفة من اللعبة وما يُشكلّها حتّى تعرف مستواها بما أن الفكرة واضحة. كما ذكرت، راستي يمتلك فأسًا، تدخل عبر فتحة بئر المنجم وتبدأ مباشرة بالحفر في المنجم المُشكل قطعة قطعة على شكل مربعات.

يُمكن لشخصيتك الحفر في جميع الاتجاهات، واللعبة تزيد على ذلك كلما يصل إليه رأس الفأس، ما أعنيه، يمكنك أن تحفر المربع الذي تقف عليه وتنتقل للذي أسفله، الذي فوقك مباشرة، ما على يمينك ويسارك، لكن إن كان بينك وبين المربع الذي ستحفر مساحة لكن أوصلت رأس الفأس إليه، فستكون قادرًا على الحفر فيه أيضًا، كما أنه لو طرّفت شخصيتك قليلًا يُمكنك أن تحفر ما في الأعلى أو الأسفل حتّى وإن لم تكن في المربع المقابل، الأمر يُسهل اللعب بشكلٍ كبير، ويُخرجك من بعض المواقف التي كان ممكنًا أن تعلق فيها.

اللعبة بذلك لا تتطلب دقة كبيرة عند الحفر، إن كُنت تنظن أن فأسك سيصل واستخدمته ووجدت أنه فعلًا يفعل، فستكون قادرًا على الحفر، وجدتُ نفسي أستخدم هذه “الحيلة” كثيرًا، حيث أحفر مرات بشكلٍ مباشر للأسفل على شكل قناة، وبعدما أعود للأعلى أصنع قناة آخرى على شكل درج وأحفر وسط القناة الأولى من الطرفين.

الفكرة أنه لديك هدف في الأسفل، لديك خريطة تُظهر لك علامة حيثُ هذا الهدف والمسار الذي حفرته، وتحتاجُ للحفر للوصول إليه، لديكَ تحديان، الأول: أنه عليك إيجاد طريقٍ للأسفل متجاوزًا العقبات والعراقيل في طريقك، أجزاء كثيرة من المنجم لا يُمكنك حفرها ولن يحصل شيء إن ضربتها سوى الشرر، وبعضها يحتاج منك فأسًا دوارًا تأخذه لاحقًا، كما ستجد بعض الأعداء، ستقضي عليهم بالفأس أيضًا، فيهم اختلاف كلما تقدمت، وكل واحدٍ منهم يجلب معه تهديدًا مختلفًا، قتالهم قد يجلب بعض الملل أكثر من التحدي، فكلهم يحتاجون أكثر من ضربه فأس حتّى عند تطويره، وقتالهم لا يبتعد عن: اضرب العدو حتّى يتراجع واضربه عندما يصل إليكَ مجددًا، لكن لا شيء يمنعك من استخدام طرقٍ آخرى وأدواتٍ إضافية تفتحها لاحقًا لتقضي عليهم.

أمّا التحدي الثاني فهو البحث عن المسار الصحيح للحفر لتجمع كل النفائس في المنجم، أو مقدارًا جيدًا منها، هذه النفائس مُختلفة وتأخذ مساحة من محفظتك، لذا المسار الذي تحفره للأسفل، سيأخذك كذلك للأعلى، لذا وجدتُ نفسي أقرأ البيئة ورسم طريق للوصول للمعادن، وأثناء الحفر، أصنع درجًا أو أبقي مساحة تسمح لي بالقفز لأعلى (كما تفعل في ألعاب المنصات عندما تقفز بين حائطين)، وقد استمتعت بهذه الخطوة كثيرا، فبعد ساعاتٍ من اللعب، ستجد نفسك وقد حوّلت المنجم لسلسلة من المسارات والقنوات المُرتبطة.

عندما تصعد للأعلى، شخصيات البلدة لديهم لكَ بعض الأدواتِ والتحسينات على عدة حفرك، ستجد نفسك تصعد مرارًا وتكرارًا لتبيع ما تمتلك لتبيع ما جمعت وعن طريق ذلك تحصل على هذه التحسينات، إن مُت أو اخترت أن تفعل ذلك لأنَك علقت، فستفقد كلَ ما جمّعت، لكن يُمكنك العودة لنفس المكان لتجمع كيسَ ما فقدت، وإذا واصلت بشكلٍ جيد، يُمكنك حتّى شراء نقاط حفظ تضعها أينما شئت لتُعيدك للأعلى.

هذه الشخصيات بعدما تصل أهدافك، والتي هي مُعدات جديدة تُسهل الحفر أو تُعقده بما أن كل أداةٍ جديدة تعني تحديًا إضافيا في اللعبة، تزيدك أجزاءً صغيرة من قصة اللعبة، لتكتشف أنه في النهاية، قد لا تكون في البلدة من أجل الحفر فحسب، إحدى الشخصيات ستبيع أيضًا وقودًا لقنديلك، لأنّه نعم، المنجم مُظلم وكلما كان ما يتقد به القنديل كثيرًا كان ما تراه منه أكبر، فيكون الحفر أسهل دون أن تصلَ نقطة مسدودة أو تتجاوز معدنًا لأنّك حفرت بعيدًا عنه، واللعبة تضع بين يديك فوانيسًا تضع في العالم لتضيأ أجزاءً منه.

يُمكنك أن تعْلق في اللعبة إن حفرت بشكلٍ عشوائي، لكنها تعطيك خيار أن تُدمر شخصيتك، ستعود وقد فقدت نصف الذهب الذي جمعت لذا اصرفه مباشرة إن كان كثيرًا، كما يُمكنك شراء سلالم تضع واحدًا فوق الآخر لتصل مكانًا قد حفرت أسفله خطأ، أو أحيانًا كثيرة لصنُع مسلكٍ جديد للأعلى يختصر عليكَ الوقت، علقت مرة واحدة في اللعبة، وبعد تفكير وجدتُ طريقًا للأعلى، اللعبة لا تبحث عن جعلك تعلق، الأمر مرتبط بلعبك، كُل ما تفعله اللعبة هو وضع تحديات في طريقك تُصعب عليك العملية.

أسلوب اللعب يتطور بشكلٍ لا بأس به، قد لا تُضطر لاستخدام القدرات كاملة بنفس الشكل، أو قد لا تفعل إطلاقًا، لكن فعل ذلك هو ما يجعل اللعبة ممتعة، بعد 10 ساعات من اللعب وهو ما أخذته مني اللعبة لإنهائها، ما صنعتُ كان سلسلة من المسارات المتصلة مع نقاط حفظ موزعة حسب صعوبة المكان، السلالم وفّرت لي اختصارات كثيرة، وقد وضعتُ في أماكنٍ مختلفة من المنجم فوانيسًا تسمح لي بالرؤية حتّى بانطفاء الذي لدي.

بخصوص المظهر اللعبة فهي شبيهة بما تجد على المتصفح والأجهزة المحمولة وخاصة الهواتف (لعبة 3DS في الأصل). كلما حفرت أكثر كلما صادفتك مرحلة مُختلفة، سواء من حيث الشكل أو الأعداء والتحديات فيها، خاصة المرحلة الأخيرة، مع أن كُل منطقة متصلة ويُمكنك لو شئت أن تصلها دون استخدام اختصاراتٍ تقدمها لك اللعبة، لكن تبقى اللعبة بسيطة، بتفاصيلٍ محدودة، وقد انتقل ذلك للألبوم الموسيقي كذلك، كل المقاطع مستلهمة من الغرب الأمريكي إلّا ربما مقطوعتين، يُعاد تدوير الكُل باستمرار وقد تُصبح مزعجة خاصة إحداها التي تتضمن عددًا كبيرًا من المؤثرات الصوتية التي تليق بالعالم، لكن دمجها في المقطع نفسه وليس في العالم يجعلها منعزلة لحدٍ قد تُصبح فيه مملة.

يُمكنك أن تُنهي اللعبة دون أن تُطور كل قدراتك إلى الأقصى بما أنّ ذلك متعلق بعدد المعادن والنفائس التي تجمع وكذلك نوعها، لذا عدد الساعات التي ستأخذ لإنهاء اللعبة يُحدده كم تُريد أن تقضي في الحفر وإيجاد طريق لكل شيء في المرحلة، علمّا أن تطوير معداتك يُسهل اللعب ويُسرعه كذلك، لذا طريقٌ مختصر قد لا يكون بالضرورة مُختصٍرًا للوقت كذلك.

اللعبة تأخذ مبدأ بسيطا وتقدم معها عددًا لا بأس به من التجديد سواء من خلال تغيير الأعداء والعقبات بشكلٍ كامل كلما تقدمت، من خلال تحديات تُضيفها إذا وصلتَ التحديات التي تضعها اللعبة في طريقك للحصول على القدرات والأدوات الجديدة، أو من خلال تغيير تفاعلك مع البيئة من خلال هذه الأدوات، لكن قلب اللعب هو نفسه، أن تحفر.

‫‫ شاركها‬
اشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتاً
Inline Feedbacks
View all comments