ليست كأي شيء آخرى على جهاز SNES، لعبة Donkey Kong Country كانت ومازالت من الألعاب التي يُضرب بها المثل على استغلال قدرات الأجهزة، وواحدة من أكثر الألعاب تأثيرًا في جيلها وعلى الألعاب ما بعدها.
يفقد Donkey Kong كل موزه، وعليه أنْ يتعاون وDiddy للبحث عنه موزة موزة، ويواجه الشرير King K. Rool قائد عصابة التماسيح، وهذا السبب كافٍ لتقفز فوق رؤوس من تجد في المراحل وتقطع خريطة اللعبة تجمع الموز وبقية الأسرار.
– نسخ أخرى: متوفرة على Game Boy Color والـGame Boy Advance، مع إضافات مختلفة حسب الجهاز تأكد منها ومن مظهرها قبل التجربة.
📌 الصور مُعززة مع تأثير إضافي يُحاكي شاشات CRT.
وقت القفز وجمع الموز
حتّى بإعطائك إمكانية التخلص من الأعداء في المراحل، تبقى لعبة Donkey Kong Country لعبة منصاتٍ خالصة، هذا إن أخذنا بعين الاعتبار أن التخلص من الأعداء يتم عبر القفز عليهم أو التدحرج. تستخدم شخصيتك للقفز بين المنصات، دُون توقف، اللعبة تتطلب دقّة كبيرة للغاية، صعوبة بعضِ المنصات تتطلب منك دقة من أين تقفز وأين تحط، إنْ أبكرت ضغط زر القفز أو أطلقته مبكرًا ستسقط أو تحط حيث تتلقى ضررًا.
لطالما عرفت اللعبة بأنّها تستدعي دقة كبيرة، الأمر غير متعلق بجميع المنصات بالتأكيد، هناك غالبًا متسع لتقفز منه، أتحدث عن بضعها رغم أنها شائعة وسط جميع المراحل باستثناء المائية، “ديدي كونغ/Diddy” أخف والتعامل مع بضع المنصات بواسطته أسهل، هذا إن لم تكن قد تخلصت منه بما أنّك تلعب بشخصيتين معًا كلما تلقيت ضررًا تفقد واحدة منهما إلى أنْ تجد برميلًا عليه حرفًا DK لتسترجع شخصيتك الأخرى.
تستطيع التبديل بين الشخصيتين وقت اللعب، لتستفيد من قوّة دونكي كونغ، فهو الوحيد القادر على التخلص من بعض الأعداء بالقفز عليهم، أمّا ديدي كونغ فكما ذكرت أخف، رغم أنه يمكنك إنهاء المهام بكلتا الشخصيتين، وستضطر بلا شك من إنهاء بعض المراحل بشخصية دُون أخرى لأنّ عدم الموت في هذه اللعبة من المستحيلات، لطالما لم تعد نفس المرحلة وتحفظ كل شيء فيها، وهذا يجعل مجال احترافها عاليًا ومعرفة تحرك الأعداء والمنصات.
التحكم سلس والاستجابة جيدة، ومن خلال تصميم المراحل، يمكنك في الغالب معرفة ما إن كان عليك القفز من الحافة أو حتّى التدحرج وبعدها القفز لأنّ ذلك يعطيك الاندفاع اللازم لتقفز لمدى أبعد، لا يعني ذلك أنّك لن تقع ضحية التسرع، بعض العقبات متحركة، فتحتاج توقيت القفز بناء على حركتها، بعض المنصات تتحرك كذلك ومُجددا تحتاج أن تقفز عليها/منها في الوقت المناسب، كما أن اللعبة مليئة بالأعداء الطائرين، وبعضهم يتحرك في مسارٍ تحتاج لمعرفته قبل أن تقفز، قد تستعجل، أو قد لا تعرف أنّه عليك القفز بعدما تتحرك منصة أبعدُ منك، اللعبة تطلب منك أحيانا أن تقرأ خطوتين قبل الإقدام على واحدة.
التحكم كما ذكرت يستجيب بسرعة، فتبقى ردة الفعل، لكن تصميم المراحل أحيانًا سيء، حيثُ يخفي عنك بعض الأعداء أو الفخاخ المتحركة، بعضها سريع بشكلٍ ما إن تصله حتّى تجد أنك تلقيت الضرر وفقدت إحدى شخصيتيك أو أسوء، فقدت واحدة من أرواحك، ستُعيد المرحلة من البداية ما إنْ لم تكن قد فعلت واحدة من نقاط الحفظ داخل الخريطة.
اللعبة ممتعة بعيدًا عن الصعوبة، تعتمد بشكلٍ كبير على المنصات، زر القفز ذلك، ستستخدمه أكثر من غيره، القفز على الأعداء مُرضٍ عندما تضرب العدو تُعاود شخصيتك القفز بشكلٍ ذاتي، إنْ كان هناك صف أعداء أمامك يمكنك أن تقفز عليهم، ستستفيد أحيانًا من ذلك لتقفز من منصة لأخرى بالقفز على العدو بينهما، أو تندفع نحو الأسرار المخبأة في البيئة، كما أنّ القفز هو الطريقة الرئيسية لهزيمة الأعداء.
ستحتاجُ لكل الأرواح التي تمتلك، لأنّ الصعوبة تعني أنّك ستعيد الكثير من المراحل والأماكن (لعبها على السويتش مع حفظ في أي مكان أو على محاكٍ قد يكون أمرًا أفضل) لأنّ اللعبة لا تمتلك أي نظام حفظ داخل اللعبة قبل الوصول لشخصية كاندي كونغ/Candy Kong، المشكلة أنّه قبل ذلك ستمر على أكثر من مرحلة، وإنْ كان بعضُ هذه المراحل معقولة الصعوبة، بعضها من البداية للنهاية يُشكل تحديًا كبيرا.
لتجمع الأرواح، يمكنك البحث عن البالونات الحمراء في البيئة أو تشكيل حروف KONG أو جمع 100 موزة، الموز في طريقك لذا ستجمع ما يكفيك منه، لكن أحيانًا بعضها مخبأ ويعطيك عددًا كبيرا منه، لا مجال رُبما لكشف كل الأسرار وحدك دون دليل، فبعضها يتطلب أنْ تقفز بشكلٍ معين، أو تفجر مكانًا محددا بواحدة من البراميل المتفجرة التي يمكنك رفعها لترميها على الأعداء، إنْ بحث بشكلٍ أفضل قد تقع على أماكن سرية أو تجمع بعض التماثيل الذهبية لتفتح مراحلًا قصيرة تلعب فيها بحيوان لتجمع عددًا أكبر من نقاط الحياة، المسألة أن اللعبة تُغريك كثيرا بمواضع ما تجمع لتجعلك تُغامر وتقفز في الخواء، لذا قد تكون فكرة أفضل أن تنهي المراحل وتحفظ اللعب قبل العودة إليها.
بالإضافة للمراحل العادية، تُضيف اللعبة نوعين مختلفين، مراحل تحت الماء وأظن أنّها الأسهل رغم أن حركة بعض الأعداء وتصميم المراحل أحيانًا يجعلك ترتطم بالخطر قبل أن تنتبه إليه، ومراحل عربات المنجم، ممتعة وتحتاج ردات فعل سريعة بما أنّك لا تتحكم في العربة، كما أنّ اللعبة تُحاول أن تزيد بعض التنوع من خلال مراحل مظلمة تحتاج لتحديد مواضع الأعداء والمنصات فيها بعدما تُنيرها الإضاءة لثانيتين تقريبًا.
تأنى القفز واقفز بدقة
رغم صعوبتها الكبيرة، هناك شيء يجعل اللعبة مسلية، التحدي ربما جزء منه، ويمكنك محاولة اتقان التحكم بالعودة لمراحل فتحتها سابقًا لتتفنن في إنهائها وتجمع كل شيء إن شئت، انضمام بعض الحيوانات لك يجعل التحكم داخل المراحل مسليًا بشكل أكبر، من وحيد القرن للنعامة والضفدع، كُلها محاولة لجعل المراحل مميزة ومختلفة.
لا يخلوا اللعب من عيوب بلا شك، أثناء تجربتي، وقعتُ كثيرًا بسبب التحكم، الدقة التي تتطلب بعض المراحل لا يعني أن التحكم يخدمها بشكلٍ كامل، سواء مراحل العربات التي عليك أن توقت توقيت القفز لئلا تقع، أو المراحل التي عليك أن تقفز أحيانًا بشكلٍ دقيق للغاية، يجعل سوء التصميم أحيانًا كثيرة سببًا في إنتهاء اللعب، ستعود إمّا من بداية المرحلة، أو من نقطة الحفظ إن كسرت برميلًا خاصًا، اللعبة في الحقيقة لا تمتلك نقاط حفظ بالمعنى الكامل، البراميل الخاصة الغرض منها ألّا تُعيد المرحلة من البداية من خريطة اللعب عندما تخسر فيها، ستفقد واحدة من أرواحك، اللعبة تحفظ تقدمك بعد عددٍ من المراحل (إن وصلت Candy Kong) ما يعني أنه إن خسرت أو فقدت جميع محاولاتك أو حتّى أطفأت الجهاز، ستعود من آخر نقطة حفظ، مُضحيا بالوقت الذي أمضيت قبلها، لذا تأكد من أن تلعب المراحل حتى تصل نقطة الحفظ.
إنْ لعبت اللعبة على جهاز حديث، فالمحاكاة تسمح لك بالاستفادة من الحفظ في أي وقت أو حتّى التراجع عن الخطأ، تفقد هنا مسألة التعلم والتأقلم ومحاولة إنهاء المراحل بشكلٍ احترافي، لكن قد تقيك من سوء تصميم بعض المراحل وطريقة وضع الفخاخ داخلها وتجعلك تحافظ على اتزانك النفسي لتُنهي المزيد من المراحل.
إجمالًا، اللعبة تحاول أن تُنوع مراحلها وأساليب اللعب داخلها، ليست طويلة لذا إنْ أردت يمكنك إعادة المراحل للحصول على الخفايا فيها، جمع الموز يقدم لك حياة إضافية كما أنّه يريك الطريق أو إنْ لمحته -أي الموز- في موضع خارج طريقك الرئيسي، قد تكون لدفعك في اتجاه سرٍ في المرحلة، جمع مسجمات الحيوانات يفتح لك مراحلًا سرية لتجمع نقاط حياة إضافية كذلك، جمع كل شيء يُساعدك على تحقيق النسبة الأعلى في تقييمك عندما تُنهي اللعبة إن كان ذلك يهمك.
كتصميم، اللعبة تتبع مسارًا واحدًا مع أعداء ومنصات مصفوفة بشكلٍ أفقي في الغالب، قد تتحرك عن طريق الحبال عموديا، كما أنَ البراميل تقذف بك من واحد لآخر حتّى تصل مكانًا آمنًا، وحظًا موفقا في تجاوزها كاملة دُون أن تفقد بعض الأرواح، بعضها مُصمم بصعوبة عالية، يحتاج التركيز وردة فعل سريعة، والنظر للمستقبل، تتطلب بعض المراحل أن تستبق الأمور بالقفز آخذا بعين الاعتبار تحرك منصة أخرى، لكن لا تقدم اللعبة دائمًا المساحة الكافية لتُساعدك على ذلك.
غير ذلك، اللعبة تبقى ممتعة، لعبة منصات خالصة، تقفز فيها من منصة لأخرى، فوق الأعداء وفوق الأعداء على المنصات، ومن فوق الفخاخ وإلى البراميل ومنها، أغلب وقتك فيها قفز، باسثتناء السباحة، وقد صُممت بشكلٍ يجعل القفز عل الأعداء يقذف بك للأمام لتكمل الشقلبة وتقع على عدوٍ آخر وهكذا، المؤثرات الصوتية والبصرية تُغريك لتفعل ذلك حتّى عندما لا يكون له لزوم، القفز هو الطريقة الأساسية لهزيمة الزعماء، وستواجه بعضهم مرة أخرى بعد الهزيمة الأولى، كان بالإمكان ربما تقديم تنوع أكبر في قتال الزعماء، أو تصميمهم حتّى، لأنّ بعضهم نسخة أكبر من الأعداء العاديين، تتفادى ضرباتهم وتنتظر الوقت المناسب للقفز عليهم وها قد أنهيت المرحلة.
تصميم البيئات والشخصيات لجهاز كالـSnes مبهر، وقتها طبعًا، لكن هذه واحدة من الألعاب التي يسهل افتراض إعجاب اللاعبين بمظهرها التقني، يكفي أن تنظر لمكتبة الجهاز والتوجه الفني لأغلب ألعابه، كانت هذه بلا شك واحدة من الألعاب التي شكّلت نقطة فاصلة، باعتماد خلفيات ثابتة مُلونة، مع مجسمات ثنائية الأبعاد للشخصيات والأعداء بشكل يحاكي مُجسمات ثلاثية الأبعاد، بتوجهٍ فني يجعلها أقرب لمجسمات صلصالية أكثر من البحث عن مظهر كرتوني أو واقعي، ما يجعلها في نظري مقبولة وقابلة للعب حتّى اليوم، رغم أنّ التحريك أحيانا يُقدم بعض المشاهد المُضحكة والغريبة، لكنّها بلا شك حدود التقنية.
المُثير في اللعبة أنّ كل هذا المجهود التقني لا يؤثر كثيرًا على اللعب، مازال سلسًا، ومازلت اللعبة تمتلك بيئات لعبٍ مفصلة وغنية، وفيها تنوع، لا تكتفي اللعبة بنقلك بين الغابة والبيئات الثلجية، بل وسط الكهوف والمناجم كذلك، كل بيئة بتصميم مختلف، وأعداءٍ مختلفين، رغم أنّ عددًا منهم يتشابهون ولا تتغير سوى ألوانهم، لذا مازلت سترى نفس الأعداء مرارًا وتكرارًا.
الموسيقى؟ في كلمتين؟ David Wise، مازالت حتّى اليوم تحظى بشعبية كبيرة للغاية، الأمر ليس غريبًا، فحتّى أنا الذي لم تتح لي فرصة إنهاء اللعبة (رغم أني لعبتها سابقًا) كُنت أشعر بالحنين إلى بعضها وأعود إليها من وقتٍ لآخر، الألحان فريدة وتستخدم إيقاعات مختلفة، مُناسبة بشكلٍ هائل للمراحل، ويُمكنك عند سماعها أن تقول: نعم، تليق جدًا بلعبة غوريلا يجمع الموز. لا تستخدم اللعبة الموسيقى فقط، بل تستخدم مؤثرات صوتية لبناء الأجواء العامّة، قطرات الماء وبعض المؤثرات الخفيفة في العالم، كُلّها تنسجم مع الألحان، وتُناسب المراحل التي أنت فيها، لذا قد تكون حيوية، أو تكون بطيئة وغامضة.
تقريبًا 4 ساعات تكفي لإنهاء اللعبة، لكن هذا إنْ استخدمت خاصية الحفظ في أي مكان، أمر تتطلبه اللعبة كثيرًا، خاصة عند المنصات والفخاخ التي تتطلب دقة عالية جدًا، اللعبة ليست بالطويلة، وبعض المراحل فيها تنتهي في دقائق، لكن مازال عليك إنْ كنت ستلعب بنظام اللعبة الأساسي كما صدر حفظ اللعب بعد عددٍ من المراحل، إنْ أردت جمع كل شيء ولعب كل المراحل الإضافية وربما اتقان اللعب، فأرى أنّك قد تأخذ ⏱️ 6 ساعات ورُبما أكثر حتّى.
لعبة Donkey Kong country واحدة من أكثر الألعاب تأثيرًا وتميزًا، ولوقتٍ طويل، كانت علامة فارقة يُنظر إليها كواحدة من الألعاب التي استطاعت تقديم مظهر تقني ممتاز ولعب سلس، وتظل قابلة للعب بفضل ذلك خاصة مع أنظمة الحفظ في الأجهزة الجديدة.