أكذب إنْ قلت أني اهتممت بقصة لعبة Bright Memory: Infinite ولو بمقدارٍ بسيط، فالافتتاحية تستقبلك بإخبارك بالقليل عن مهمتك، ما تعرف أنّك في مهمة لتفقد ظاهرة غريبة تخلق ما يُشبه الثقب الأسود الذي يمتص كل شيء، كلما تقدمت فيها تبدأ الانتقال بين عالمين، طريقة اللعبة لتقديم نوعيتين مُختلفتين من الأعداء، وسط ثقوب سوداء تختفي وسطها الأحداث المهمة لتصل النهاية وأنت تتساءل عمّا حصل، لكن بعمر قصيرٍ ولعب سريع، لا أتوقع أن تلعبها لقصتها، وكثير أن نسأل لعبة كهذه أن تتضمن واحدة.

🎮 لعبتُ اللعبة على الـPC. لا تخلط بينها وبين اللعبة التي سبقتها Bright Memory وهي لعبة أقصر وتُعتبر تجريبية لحدٍ ما مقارنة بهذه التي مُفترض أنّها التجربة الكاملة.

اللعب سريع وسلس في اللعبة، من البداية تُقدم لك رشاشًا آليًا قوّيا وهو سلاحك الرئيسي إلى جانب السيف، أطلق النار على الأعداء وشق طريقك إليهم باستخدام السيف. أو شقهم بالسيف، قبل أن تصل إليهم يُمكنك أن تستخدم السيف لصد الرصاص على طريقة فرسان الجيداي من Star Wars، لا يتطلب ذلك نافذة صد مثلًا، لطالما أنك تصد سيرتد الرصاص ليقتل الأعداء، يُمكنك استخدام ذلك للاقتراب من الأعداء لقتلهم بالسيف أو لتفادي تلقي الضرر حتّى تستعيد عداد الحياة، لكن توقيتُ الصد مباشرة قبل هجمات الأعداء القريبة يفتح الباب لهجمة مُرتدة، هذا يعطيك مساحة للتفكير، تصد كل الهجمات حتّى تستعيد طاقتك أو توقت الصد لتفتح المجال للهجوم.

🎮

ارمهم بالرصّاص… شقهم بالسيف

الأعداء يهاجمون عن بعيد بأسلحتهم النارية، لكن بعضهم يهجم عن قرب، قد تجد أنه من الأفضل -والممتع كذلك- أن تضغط زر مُطولًا لتقذف بالعدو للأعلى وتقفز خلفه، يُمكنك بعدها أن تضربه بالسيف، لطالما تهجم ستبقى والعدو معلقين في الهواء، لن تقدر على تقعيل هذه الهجمة مع جميع الأعداء، وستحصل على إمكانية تطويرها إلى جانبِ قدرات أخرى لجعلها أفضل، لكن شخصيًا كُنت أفضل إطلاق النار واستخدام السيف أحيانًا، مُفيد للغاية إن كُنت تُلقم السلاح أو اقترب منك عدو، اعتبره

نظامُ القتال سريع وممتع ورد الرصاص باتجاه الأعداء قبل أن تندفع بقوة باتجاههم لإنهائهم جزء كبير من متعة اللعب، اللعبة تعطيك أيضًا قدرة خاصة تجر بها الأعداء في اتجاهك وترميهم بها، إن استخدمتها بالشكل الصحيح ستجر العدو ويبقى مُعلقا في الهواء لتضربه بشكلٍ أسهل، كل هذه الميزات تفتح المجال أمام استخدام سريع وتنويع في الهجمات، يمكنك أن تُطلق وتُبدل سلاحك الناري وبعدها ترمي العدو لتُقطعه بسيفك وتدفع آخر بقدرتك…

رُبما المشكلة الرئيسية مع نظامِ اللعب هذا، أنّ تبديل الأسلحة يتم بشكلٍ تقليدي، بعدما تفتح المزيد من الأسلحة، ستحتاجُ لضغط زر اليمين أو اليسار للتبديل بينها، هذا يعني أنه إن كنت تلعب بشكلٍ حصري باستخدام يد التحكم، عليك المرور على بعضها حتّى تجد السلاح الذي تُريد أن تستخدم، اللعبة رُبما احتاجت عجلة اختيار للأسلحة، أو على الأقل طريقة أفضل، على الحاسوب خيارات التبديل أكثر.

التحكم يُقدم لك خيارات إضافية لاستخدام الرصاص، لكن تشعر أنّها خيارات محدودة، صحيح أنّه من الممتع رؤية قذائف ورصاص الأعداء يرتد إليهم، إلّا أن ذكاء الأعداء لا يقدم تحديًا يجعلك تستفيد من ذلك خارج غاية أسلوب اللعب الاستعراضية، رمي عدوٍ واستخدام السيف ضده قد لا تعطيك أي إضافة استراتيجية عن أعدائك، بل هي خيارٌ إضافي لك كلاعب.

🎮

قوّة الأعداء تختلف، خطورتهم كذلك، وإن وجدت نفسك في مواجهة أكثر من واحد قد تموت بشكلٍ سريع ما إنْ لم تستخدم الصد، الكاميرا أحيانا تجعل مجال الرؤية محدودا، خاصة أن بعض الأعداء يمتلكون دروعًا وتحتاج لإيجاد نافذة لإطلاق النار أو توفّق في إطلاق هجمة مرتدة بشرط ألّا تصلك عصيهم المُكهربة، هذا العدو بالذات يمكن أن يشكل مشكلة كبيرة بما أنه يلتصق بشخصيتك ليجعل مجال الرؤية محدودًا، نفس الشيء يحصل إن كان حجم العدو كبيرًا، من حسن الحظ أن اللعبة تمتلك قدرة اندفاع () تدفعك في الاتجاه الذي اخترت بعيدًا عن الأعداء، لم أستخدمها كثيرًا وفضلت استخدام الصد غالبًا، خاصة أنّ هجمات الأعداء البعيدة ترتد، ويمكنك بشكلٍ استعراضي توجيهها كاملة في اتجاه عدوٍ واحد للقضاء عليه بطلقات أو رميات الأعداء.

في اللعبة زعماء كذلك، اللعبة ليست واقعية (مستقبلية) وتستخدم الكثير من الفانتازيا لبناء العالم والأعداء، لذا ستواجه أعداء ضخامًا أحيانًا، وزعيمًا رئيسيًا كبيرا، قتاله ليس سيئًا وستستفيد من أسلحتك بشكلٍ جيد، من الجيد أن أذكر أنّ أسلحتك مُزودة بطلقة ثانوية، تجد الذخيرة لها وتُبدلها لتُطلقها، فالبندقية القناصة مثلًا تمتلك هجمة ثانوية تلتصق الرصاصة فيها بالعدو قبل أن تُفجرها، استخدام هذه الطلقات القوية ممتع وفاعليته كبيرة للغاية، ويمكنه أن يخرجك من المآزق.

اللعبة ليست صعبة على الأطلاق، يمكن أن تموتُ إن تهورت قليلًا واللعبة تُشجعك على بعض التهور بما أنّك قادر على إيقاف الرصاص والقذائف بسيفك، الحذر فقط من تلقي الضرر بشكلٍ مستمر والاقتراب في نفس الوقت من الأعداء الذين يعتمدون هجماتٍ قريبة، وستتمكن من هزيمة الجميع بشكلٍ سريع، القتالات لم تُشعرني بالحاجة لاستخدام السيف أو رفع العدو عاليًا لتقطيعه، استمعتُ بالأمر في البداية مرة ومرتين، لكن ما تبقى من اللعبة أنهيته كلعبة إطلاقٍ نار تقليدية، قد يختلف الأمر من لاعب للاعب، لكنْ طلقاتك أسرع ولا تحتاج لتكون قريبًا من العدو، السيف أبقيته لفكّ الأزمات وإنهاء الأعداء عن قرب، فكر في الأمر كإضافة استعراضية أكثر من كونها إضافة استراتيجية، إلّا في حالة ما كان العدو يمتلك درعًا يحميه من طلقاتك، هنا قد يكون صد الهجمات واستخدام السيف أنجح.

🎮

كلعبة من مُطور واحد، لم أتوقع أي نوعٍ من التنوع في اللعبة، لكن اللعبة تُنوع بمقدار مقبول، قصيرة ولا تصل ساعتين ونصف، لكن ستلعب بشكلٍ عادي كلعبة إطلاق نار، بعدها ستمر بمراحل تسلل، وأعتبرها المراحل التي تكسر إيقاع اللعب بشكلٍ كبير ولا تُضيف الكثير بما أن مسارات الأعداء واضحة، لكنّها لا تأخذ من عمر اللعبة إلّا القليل، البيئات فيها مُتشابهة وكذلك الأعداء، لكن إضافة بعض الأحداث الخارقة -والمربكة أيضًا- تجعل بعض التنوع مقبولًا، اللعبة تُشعرك أنها مرحلة من لعبة كاملة، لكن فيها محاولات لتنويع أنواع المواجهات وأماكنها، قد تجد نفسك على الأسطح تقفز من واحدٍ لآخر أو تستخدم خطافك لتنتقل بسرعة في أماكن خطية التصميم بين المنصات المتباعدة، وهذا كل شيء، ليس بالكثير، لكن تشعر أنه باستثناء التسلل، هي لعبة ملمومة على نفسها وتستفيد من أسلوب اللعب لتقديم تجربة سريعة حركية.

لعبة مبهرة تقنيًا

رغم تشابه البيئات، لكن اللعبة تُقدم مظهرًا تقنيا رائعًا، أسواء كتصميمٍ أو مؤثرات بصرية، اللعبة ممتازة تقنيًا، الانعكاسات وجودة الخامات ممتازة، من النباتات لأزياء الأعداء والتحريك، لا أعتقد أجد ما أعيب في كل هذا غير ربما تصميم شخصية اللعب وتحريكها أثناء المقاطع السينمائية، ولعلّ توحيد التصميم مُفيد كذلك، أعتقد أنْ أكبر نقاط قوة اللعبة فيما يخص مظهرها التقني هو المؤثرات البصرية المتعلقة بالطقس، العواصف والمطر تحديدًا، مُتقنة، غير مؤثرة على اللعب، لكنّها تجعل بعض المواجهات تُرعد كما تفعل السماء.

لا تخلو اللعبة من عيوب، تشغيلها على بطاقتي (4070ti) مهما كانت الخيارات تجعل المراوح تتسارع (ألعاب أقوى لم تفعل) إضافة أنّي علقت في مكانٍ محدد مرتين، الوصول إليه يُفعل مقطعًا سينيمائيًا لكن ذلك لا يحصل، اضطررت لمشاهدة مقطع لعبٍ للتأكد وبعد محاولة ثانية تجاوزت المرحلة.

بما أنّها تدمج التصميم الشعبي للصين وتستخدم تصاميمًا من المثولوجيا كذلك، فموسيقى اللعب تتطابق مع ذلك، ستسمع ألآت موسيقية صينية شعبية كذلك، وسط مقاطع موسيقية عسكرية تقليدية كما تجد في أي لعبة حربية أو حركية أخرى، ذلك يجعلها مُتفردة، لكن لا يجعلها مميزة، مازالت مقاطعًا تُشعرك أنّها معهودة بإيقاع موحد.

الأصوات من جهتها تؤدي الغرض، ولعلّها والقصة رفيقتان، يمكن الاستغناء عن الحوارات ولا أعتقدها ستضر في شيء، الأداء ميت والكتابة بلا تأثير، لكن كما ذكرت في البداية، أن تطلب أكثر من ذلك من لعبة كهذه وبهذا القصر، هو طلب كبير للغاية، لذا أكتفي بالحكم على ما تُقدم.

اللعبة تتميز برسوماتها وأسلوب لعبها السريع، سرعة تختارُ أن تكسرها بشكلٍ كامل في مراحل التجسس، لكنها لحسن الحظ قصيرة، زد عليها رسومات ممتازة، ساعتين من اللعب وربما أقرب، دُون إضافات أخرى، وستخرج بتجربة إطلاقٍ مقبولة، قد تكون ملائمة لجلسة لعبٍ واحدة.

‫‫ شاركها‬
اشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتاً
Inline Feedbacks
View all comments