حفرة، حفرة هي كُل ما تحتاجه لتصميم لعبة، في كل مرحلة، تبدأ بحفرة صغيرة، ليس أنّك تمتلكُ واحدة أو تحفر واحدة، بل أنت الحفرة، مُتحركة، وعليك باستخدام الفأرة أو الأنالوج في يد التحكم تحريكها بحرية لبلع الأشياء والشخصيات في البيئة، بهذه الفكرة البسيطة صُمم أسلوب اللعب.

أنت في Donut County، حيثُ لكل شخصية فيها عمل وحياة خاصة، هذا قبل أن تصلها حيوانات الراكون، BK واحدٌ منها وصديق Mira، يملك متجرًا لبيع الدونات، المشاكل بدأتْ في المدينة بعد وصول BK وجماعة الراكون، وأنت تلعب تحتاج معرفة علاقة كل هذا ببعضه، الحفرة والراكون والدونات، بعيدًا عن كون الراكون يبيع الدونات والدونات وسطها حفرة.

🎮

التهم كُل شيء

عندما تبدأ، الحفرة صغيرة ولا تسع سوى الأشياء الصغيرة، كلما أسقطت فيها أشياءً أكبر أصبحت أكبر، وما عليك حينها سوى الاستمتاع بجعل كل شيء في البيئة يختفي وسط الحفرة، من أصغر الحجارة والعلب، للمنازل والسيارات. Donut County من الألعاب التي ما تراه هو ما تحصل عليه، هادئة وظريفة ولا يتطلب فهم أسلوب اللعب الكثير، لا يوجد فيها ضغط أزرار ولا توجيه شخصية، مجرد جرّ الحفرة أسفل الأشياء في البيئة، لذا قد يجدها غير المعتادون على الألعاب لعبة سهلة، كما قد تُناسب صغار السن لاعتمادها على منطق بسيط متعلق بحجم الحفرة وحجم الأشياء في المراحل.

اللعبة تُجدد أحيانًا لكن بشكل محدود للغاية من خلال أفكار بسيطة خاصة في قسمها الثاني، فإنْ صبرت على أسلوب اللعب البسيط في البداية، ستكافأ بقليل من التنوع وقصة غريبة، أعتقد كان ممكنًا أن تُستغل أفكار اللعبة بشكلٍ أفضل لبناء لعبة ألغاز بتحدٍ أصعب، الحفرة أحيانا تُساعدك على التفاعل مع ما في البيئة باستخدام ما يسقط وسطها، مثال بسيط: ايقاع ثعبان فيها واستخدام ذيله للفت انتباه شخصية في المرحلة بإخافة 3 دجاجات فيها، تنوع بسيط ليس كافيًا لمنح اللاعب تحديًّا، لكنّه يجعل كل مرحلة مُختلفة عن السابقة بمقدارٍ صغير.

كفكرة، لا يمكن أن نُسقط على اللعبة قواعدًا لم تتبع أثناء تطويرها، هذه واحدة من الألعاب الصغيرة فكرة ومدة لعبٍ، بأسلوب لعب بسيط وسهل، مهدئة، المبدأ التي تتبعه يدغدغ الدماغ، هناك متعة في فكرة رؤية الحفرة تكبر شيئًا فشيئا واسقاط كل شيء وسطها، المراحل قصيرة جدًا، وطبعا ستكون كذلك لأنّ كل ما تقوم به هو تحريك مؤشر اللعب، وأضعها مع تلك الألعاب التي تحذف التحدي نهائيًا لتُقدم شيئا مريحًا سهلًا لا يتطلب تفكيرًا كبيرا.

اللعبة قصيرة تصل ساعة ونصف إلى ساعتين من اللعب، العمر جيد إن أخذنا بعين الاعتبار تكرار أسلوب اللعب، أطله وستُشعر اللاعب بمحدوديته، كان بالإمكان إضافة تحدٍ من خلال الألغاز كما ذكرت، لكن مجددا، لا يمكنني اسقاط قواعد لم تحاول اللعبة اتباعها، رغم ما يبدو لي من محاولة لإضافة تنوع من المُطور من خلال التفاعل البسيط بين الحفرة والأشياء في البيئة.

تصميم اللعبة وتوجهها الفني بسيط وظريف، الشخصيات عبارة عن حيوانات إلّا واحدة، شخصية ميرا، اللعبة دُون حوارات مسموعة، كل شيء يقرأ، وتعتمد اللعبة كثيرًا على حس دعابة بسيط للغاية من خلالها، التفاعل بين الشخصيات عبارة عن أخذٍ ورد بجمل قصيرة بين الراكون وميرا وبقية الشخصيات، الحوارات هي ما تقدم القصة، لتفهم علاقة اللعبة والدونات بالحفرة والشخصيات فيها.

تنوع البيئات لا بأس به، مُتعلق بشخصيات اللعبة، عالقة وسط الحفرة، التفاعل بينها يجعلك تعرف دور كل شخصية، بعدها تبدأ المرحلة التي كانت تتواجد بها لتعرف كيف سقطت في الحفرة، خلال هذه المراحل تبدأ في مساحة صغيرة وقد تكون الشخصية قريبة منك، وقد تحتاج لتفاعل محدد لتُصل إليها وتُسقطها وسط الحفرة.

مبدأ اللعبة بسيط وأسلوب اللعب كذلك، قد يكون صعبًا جدا أن أوصيها إليك إلّا إن كنت تبحث عن شيء سهل وبسيط، لطيف المظهر ودُون تحدٍ، ليست لعبة ألغاز، تفاعلك محدود، لكنّها تطبق ما تبحث عنه بشكلٍ جيد. قصيرة ولا توجد إضافات أو أسرار تمدد عمر اللعب، بعيدًا عن قراءة وصف الأشياء التي التهمتها الحفرة بعد إنهاء كل مرحلة، وصف خارج المألوف مع حسّ دعابة بسيط، عندما تُنهي اللعبة يُمكنك اختيار المراحل التي تُريد ولعبها دُون ترتيب مُعين، وسيكون هذا كل شيء فيها.

‫‫ شاركها‬
اشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتاً
Inline Feedbacks
View all comments