الوصفة الأصلية لـDoom لا يمكن أن تخطئ، إنْ قدمت بشكلٍ عصري، يمكنها أن تضرب وتر النوستالجيا لمحبي الأصل، وتُسعد محبي ألعاب إطلاق النار لمن يُحب التوجه العصري وسلاسة اللعب للألعاب التي تستفيد من القدرات الحالية للأجهزة، وهذا الحاصل مع إعادة الإطلاق بالاسم الأصلي، Doom.
في الفضاء، يختبر البشر حلًا لأزمة الطاقة بالاستفادة من طاقة الجحيم، المشكلة أنّ ذلك يفتح الباب أمام غزوٍ كبير للشياطين، تستيقظ في محطة على كوكب المريخ، تديرها مؤسسة اتحاد الفضاء، وعليك المساعدة على وقف الغزو وإغلاق البوابة المؤدية للجحيم، تنتقل بين العالمين، تقتل الكثير من الشياطين، تفتح المزيد من الأسلحة، وتُكرر العملية حتّى النهاية.
القصة دُون مقاطع سينمائية، وربما بعيدا عن البداية وبعض المشاهد المحدودة، كل الأهداف والأحداث تقدم لك وأنت تتحرك، دُون أن يتوقف اللعب ودُون أن يسقط الإيقاع، القصة قد لا تبدو مهمة، والغرض الأساسي منها وضعك أمام جموعٍ من الشياطين.
قاتِل الشياطين دُون توقف
تركيز كامل على إطلاق النار، إنْ وصفناها كلعبة إطلاق نار من منظور الشخص الأول، فربما تحمل وصفها هذا بفخر، عندك عدّة تستخدمها على كل من يتحرك أمامك، لهذا السبب تُقلل اللعبة المُشتتات كثيرًا، فالأسلحة بأنواعها تحتاجُ ذخيرة لكنك لا تحتاجُ لتلقيمها، انس زر تلقيم السلاح لأغلب الأسلحة، إنْ كانت عندك ذخيرة في سلاحك فستُطلق دُون فاصل حتّى تُفرغها كاملة، ما عليك سوى أنْ تتحرك وتُطلق وتخلق لك طريقا وسط الأعداء، قد يُسبب هذا مشكلة لو اعتدتْ أن تشحن سلاحك كلما أطلقت وكلما أنهيت قتالًا لئلا تتفاجأ بعدو وأنت تعبئ حجرة الرصاص في سلاحك، وقد احتاج الأمر مني بعض التعود، خاصة أن الزر الذي اعتدت شحن السلاح به يجعلك تستخدم المنشار.
قد تجد هذا عيبًا لكنه ليس كذلك، صحيح أن تعبئة السلاح فيها متعة في ألعاب إطلاق النار لكن ليس في Doom، سهل أن تموت من حشود الأعداء أو من الأعداء الصعاب، لذا استخدام سلاح ثقيل شديد الضرر كقاذف الصواريخ دُون أن تحتاج لتلقيم الصاروخ بعد كل رمية يجعل تأثيره أشد ويُخلصك من كل المشاكل، يمكنك مثلًا أن تستخدم الرشاش وتجمع المزيد من الرصاص وأنت تفعل ذلك، ما يعطيك شعورًا بسرعة اللعب، الوقت الوحيد الذي تتوقف هو عندما تُغير السلاح، لكن حتّى هذا يمكنك تسريعه وبتعودك على نظام تغيير الأسلحة (تضغط RB لتظهر حلقة الأسلحة وتختار السلاح بالأنالوغ وتفلت) يمكنك أن تُصبح سريعا للغاية في التبديل، اعتد مواضع الأسلحة، وهاك لعبة إطلاق نار سريعة للغاية.
يُمكنك من بداية اللعبة أن تفتح قدرات جديدة تضيفها لسلاحك وهجمات ثانوية، قد تجمع طاقة في سلاحك يجعله يُطلق طلقة متفجرة، أو قد تزيد مدى التصويب للرشاش، قذائف تتبع لقاذف الصواريخ، قد يضيف هذا بعض التعقيد بما أن التعود على التكبير في بعض الأسلحة واستخدام نفس الزر في إطلاق الهجمات الثانوية قد يكون مربكا للغاية، وقد لعبت جزءًا كبيرا من اللعبة غير مستفيد في الأساس من الهجمات الثانوية إلّا التصويب عن بعد، لذا كثيرا ما أطلقت الهجمات الثانوية عن طريق الخطأ، لكن مع الاعتياد واختيار الهجمات المناسبة، يُصبح اللعب مسليًا أكثر والقوة التدميرية لشخصيتك أكبر.
تختلف النقاط التي تحتاج لترقية الأسلحة، احتفظ بها واختر التي تُناسبك أولًا، بعضها شديد التأثير، بعدها اختر بقية القدرات بما أن ذلك لازم لفتح المزيد منها. لكن كلما طورت القدرات بشكل غير عشوائي في البداية صرت أقوى من البداية.
انشر الأعداء وجمّع الذخيرة
حتى بتواجد هجمة قريبة المدى تلكم بها الأعضاء، عندك منشار، المنشار سلاح خاص قد يُخرجك من الأزمات، استخدامه يتطلب حصولك على وقود، لذا ستتركه حتّى الحاجة، إن استخدمته على أي عدو ستنشر أضلاعه، ميزته أنه يترك لك عددًا كبيرا من الذخيرة بعدما تُنهي العدو، ما قد يخرجك من الكثير من المآزق عندما تعلق.
ذخيرة اللعبة موزعة في مراحل اللعب، قد تجد ذخيرة سلاح أكثر من الآخر لذا ستضطر للتبديل، لكن عندما تهجم على الأعداء، بعدما تُحدث ضررًا واضحا بهم، يمكنك أن تُفعل ضربة إنهاء، الأعداء سيشعون ويمكنك تفعيل الضربة لتحصل على المزيد من الذخيرة وما يملؤ عداد طاقتك من الأعداء. لأكون صادقا، رغم أنه يسهل الإجهاز على الأعداء بها، لكنني وجدت تكرار الأمر مسألة مملة كلما تقدمت في اللعبة، خاصة أن قتل العدو بأسلحتك أسرع من أن تُسبب له ضررًا وبعد ذلك تُفعل ضربة الإنهاء، اللعبة تُحاول أن تجعل المسألة سهلة بما أنك قادر على تفعيل هجمة الإنهاء وأنت على بعدٍ معقول من العدو، لا حاجة للوصول إليه بشكلٍ كامل، يمكنك حتى أن تقفز إليه من الأعلى أو تقفز للمنصة التي يقف عليها وتُفعل الهجمة قبل أن تصله، الهجمة تُنهي الأعداء، إن لم تُفعلها سيعود العدو للقتال ما إن لم تنهه بسلاحك الناري.
أفواج من الأعداء وأطنان من الرصاص
اللعبة تعتمد نظام حلبات لقتال الأعداء، في طريقك قد تجد عددًا قليلًا منهم، لكنهم أعداء ضعاف، الغرض منهم جمع الذخيرة والعلاج بما أن قتلهم سهل ويمكنك استخدام ضربة عادية وإنهاؤهم لتحصل على ذخيرة وعلاج إضافيين، إنْ كنت قد طورت شخصيتك واخترت بعض الخصائص الإضافية لها، فقد تعطيك هذه العملية مكافآت أكبر كالدرع، لكن ما إن تدخل أماكن القتال، تُصبح داخل منطقة صغيرة، حلبة قتال وعليك إفراغها من كل الأعداء، هنا يختلط الأعداء، وقد تواجه عشرات منهم، الكبار والصغار، السريعين والبطيئين، الطائرين والذين يستخدمون نفاتات للتحليق، ستحتاج للتفادي والقفز على المنصات والقتل، هنا تُبدع اللعبة وتُجبرك على التبديل بين الأسلحة واستخدام القنابل وهجمات أسلحتك الخاصة، لأنّه إن مت، فستعيد كل أفواج الأعداء من البداية.
نظام اللعب مسلٍ، سريع لحد ما لكنّه يصبح أسرع إن طورت شخصيتك، إن لم تكن منتبها، من السهل أن يدفعك الأعداء باتجاه زاوية، وإنْ علقت هناك، سيصعب عليك الخروج منها دون ضرر، هجمات الأعداء خاصة الكبار يمكنها أن تطيح بك بسرعة، التحرك وقتل الأعداء للحصول على الذخيرة والعلاج أمران مهمان، وهما أكثر ما ستقوم به في اللعبة، خاصة في الساعات الأخيرة من اللعبة حيث يُصبح عدد الأعداء كبيرًا للغاية، ويمكنها أن تضع أمامك عشرات منهم مع عددٍ من الأعداء الصعاب، دون أن تترك لك مجالا للتنفس، التحرك في المراحل الأخيرة يصبح ضرورة، واختيار أهدافك وكيف تنهيهم أمرًا مرتبطًا ببقائك حيًّا.
على المريخ أو في الجحيم مازال عليك أن تستكشف
بيئات اللعبة مُتصلة وواسعة، المراحل التي تنتقل عبرها قابلة للاستكشاف عموديا وأفقيًا، فيها ستجد الذخيرة لأسلحتك بأعدادٍ وأحجامٍ مختلفة، ستجد أيضًا الأسلحة وستحصل على عددٍ لا بأس به منها في ساعات اللعب الأولى، اللعبة تُشجعك كثيرًا على الاستكشاف بمقدار فعلها مع القتال، عندما تُفرغ مكانًا من الأعداء يُصبح الاستكشاف أسهل، وضروري أن تفعل ذلك إن أردت أن تكشف عن قدرات شخصيتك الحقيقية.
اللعبة تضع لك منصات تعبئة للطاقة، كنوزا خفية لمُحبي التجميع، نقاطا لزيادة قدرات شخصيتك وأسلحتك، هذا بالإضافة لبعض التحديات التي يُمكنك أن تدخلها من بوّابات خاصة على الخريطة، هذه التحديات تستعدي منك أن تلعب وفق شروط التحدي لقاء مكافأة ثمينة، كأن تنهي كل الأعداء بسلاح وحيد خلال مدة مُعينة، أو تُسابق الساعة لتفجير عددٍ من البراميل، الفشل فيها لا يعني الخسارة، يمكنك العودة والمحاولة إلى أن تحصل على مكافأتك، المرتبطة بمهارات شخصيتك، بعدما تمتلك عددًا منها يمكنك إضافة ما يتناسب وطريقة لعبك، وعندما تستخدم المهارات أو الأسلحة وفق شروط مُعينة مبينة في قائمة الأسلحة والقدرات، تُرقى هذه القدرات بشكلٍ إضافي فوق ما اخترت شخصيًا.
إن شئت يمكنك أن تستمتع بالوصول للأهداف فقط، عندك خريطة وعندك بوصلة تُساعدك على معرفة اتجاه المهمة والمسافة بينكما، البوصلة تُربك أحيانا وقد تُوصلك لمكان مسدود لأن الهدف فوقك أو أسفلك، بما أنّ تشعب الخريطة عمودي وأفقي كذلك، لذا اعتماد الخريطة قد يكون أسهل، تصميم بعض البيئات لا يُساعد كذلك، فكثير منها لا يمتلك نقاط اهتمام بتصميم خاص تُساعدك على معرفة مكانك بدقة، التشابه في التصميم قد يكون هو الآخر مربكًا، ومُجددًا، العودة للخريطة قد يكون أنفع وأسهل، خاصة لو شئت استكشاف كل أقسام المرحلة التي أنت فيها والعثور على الكنوز والذخائر والقدرات وغيرها.
تصميم الخريطة هولوغرامي، أي أنها ليست ثنائية الأبعاد، فإن كنت وسط بناية، يمكنك أن ترى تصميمًا ثلاثي الأبعاد للخريطة يظهر الطوابق، باستخدامها واستخدامها المساعدات الأخرى، صعب أن تضيع في اللعبة أو تُفوت الأهداف، حتّى وإن كان عليك القيام بنفس الشيء في أكثر من مكان كتفجير عددٍ من المولدات.
كل المهام تنتهي أو تبدأ بقتل الشياطين فاستعد.
قتل الأعداء وإيجاد مفاتيح الأبواب أو فتحها بقبضتيك أغلب ما ستفعل في اللعبة، بل تقريبًا كل ما ستفعل فيها، كما ذكرتُ سابقًا، اللعبة عبارة عن عملية إبادة كبيرة للشاطين، وأغلب المهام انتقال من مكانٍ لآخر وأنت تفعل ذلك، يمكنك تجاوز الأعداء في طريقك للمهام، لكن ما أن تكون هناك (وسط المهام) فأنت مجبر على قتل كل الأعداء لإنهائها وبعدها الانتقال لغيرها.
أحيانًا تتحول اللعبة لتحدي منصات، ليست معقدة ولا تستدعي دقة كبيرة، خاصة أن شخصيتك تتشبث بالحواف عند القفز إليها، استخدام المنصات يسمح لك بصعود المراحل أفقيا، وقد تستغني اللعبة عن القتالات بشكل كامل لتُركز على المنصات خاصة أن السقوط من بعضها يعني موتك وإعادة اللعب من آخر نقاط الحفظ، الشخصية في البداية ثقيلة وستشعر كثيرًا بذلك، مجال القفز صغير، لذا لن أقول أنّي وجدت متعة في تجاوز هذه المراحل، قتال الأعداء هو جوهر اللعبة وإن لم يعجبك إطلاق النار، فلا أرى أن أي شيء آخر يُمكنه أن يعجبك، خاصة أن اللعبة لا تحاول تغيير القتال بأي شكل، باستثناء ربما البيئات التي فيها خطر السقوط.
استخدام القفز للوصول لمنصات أعلاك يقودك أحيانا للكنوز المخبأة، لذا ليس سيئا أن تبحث في الأماكن التي يبدو لك أنّك قادر على الوصول إليها، بعض الكنوز أسرار متعلقة بمحبي التجميع، بعضها عبارة عن تحديات، وأحيانا لا تقدم لك اللعبة سوى ذخيرة كثيرة ستحتاجها بلا شك للوقوف ضد الأعداء.
حجيم جميل؟
محرك اللعبة يعرض رسومات خارقة، مع الإضاءة والمؤثرات، ستقدم لك اللعبة ما تتوقع من لعبة منظور أول، لكن طبيعة اللعبة وتصميم بيئاتها يجعلها تتشابه كثيرًا، ليس أنها تفتقر للتفاصيل، لكن البيئات متشابهة للغاية إلّا البعض منها، اللعبة في الحقيقة تمتلك تصميم مراحلٍ موحد، إن لم يعجبك من البداية، فستكون تلك مشكلة بما أنّ نفس التصميم يتواصل إلّا باستثناءات قلية في النهاية.
كلعبة صاخبة، وجدت أن هذا الصخب ينتقل لتصميم المراحل كثيرًا، أحيانا تُصبح اللعبة مُشوِّشة للغاية مع الكثير من الأضواء والمؤثرات البصرية، الشاشات ولوحيات الأبواب والإشارات وغيرها، كلها مضاءة، ما يجعل بعض المراحل تُصبح مُشعة، عندما تفعل ذلك، تزيد اللعبة الكثير من الأصوات، لتجعل العالم حيًا لحد ما، لا أتحدث هنا عن الأصوات في الخلفية أو أصوات الأسلحة، بل أصوات المرافق الصوتي، كالذي يتحدث عندما تفتح بابًا مثلًا، وأصوات الشخصيات الهولوغرامية التي تتحدث عن شيء متعلق بالبيئة.
من غير العادل الحكم على بيئات اللعبة وتنوعها بالنظر لطبيعتها وماضيها، لكن من المهم أن أصفها بقدر يسمح لك بمعرفة أنّ التنوع فيها محدود للغاية، اللعبة تستعرض عضلاتها الرسومية بإضاءتها ومؤثراتها البصرية، خاصة في بعض المراحل التي تكون فيها الإضاءة خافتة أو البيئة مظلمة، تمازج الألوان له فائدة بتوجيهك حيث الأبواب الموصدة، إيجاد المفاتيح لفتح الأبواب متعلق بالألوان، باب مغلق وعليه إشارة صفراء يحتاج بطاقة صفراء وهكذا.
بين وقتٍ وآخر، تقدم اللعبة بعض التصاميم المميزة لبعض الغرف وأجزاء مختلفة من المنشآت التي تدخلها، كما أنها تنقلك بين بيئتين مميزتين عن بعضهما، لكن مازال التصميم الموحد يجعل الكثير من أقسام وأجزاء ما تزور متشابهًا بشكل كبير.
تصميم الأعداء قادم من الأجزاء الكلاسيكية، الوحوش الطائرة والأعداء الصغار والكبار، حصلوا على إعادة تصميم ليتناسب مع الجيل الحالي (وقت إصدار اللعبة). ستستمتع بتحوليهم لأشلاء، تفاعل الأعداء مع أسلحتك ممتع، قد تقتل العدو برشاش وستحدث ضررًا مختلفًا عما إن فجرته بقاذف الصواريخ أو حتّى ضربته بقذيفة طاقة كالليزر، تأثير الهجمات وحركات الإنهاء تجعل القتال ممتعًا.
موسيقى اللعب صاخبة تُوافق صخب القتالات، لا يُعجبني نمط الموسيقى في اللعبة، ومع ذلك، تُساعد كثيرا على الحفاظ على الأجواء وجعل القتالات هستيرية حركية، انسجام الموسيقى مع اللعب يكاد يجعلها لعبة إيقاعٍ موسيقية، ويمكنك باستخدام أسلحة مُعينة، استخدام هذا الانسجام وتوقيت ضرباتك بشكلٍ يجعل إطلاق النار يُشبه تكملة سمفونية تُلعب في الخلفية وأنت تلعب.
دووم هي دووم
Doom الريميك هي Doom الأصل، ما ميز الأجزاء الأصلية متواجد هنا بمظهر وتحكم عصريين، تركيز كامل على القتال ولا شيء غير القتال، مع مراحلٍ واسعة دون أن تجعلك تتوه، لكنها توفر مجالًا للاستكشاف وتطوير الشخصية والأسلحة، لاكتساب قوّة تدميرية كبيرة، تجعلك تكسر عظام الأعداء.
لعبت ⏱️ 10 ساعات ونصف تقريبًا لأصل للنهاية، كانت تجربة فيها بعض الملل مع تكرار بعض البيئات وحركات الإنهاء وبداية بطيئة، لكن ما إن حصلت على ترسانة الأسلحة الكاملة، وأصبحت جيوش الأعداء أكبر، أصحبت المتعة أضعافًا.