لأنّ الجزء المرقم السابع من سلسلة Resident Evil كان تصحيحًا للمسار، واصلت كابكوم مع Resident Evil Village عليه، من منظور الشخص الأول، متممًا قصّة إثيان (Ethan Winters) مُجددا، لكن باستلهام كبير وواضح من Resident Evil 4، الذي للمفارقة، كانت أيضًا نقطة فاصلة في السلسلة، وبداية للشكل الحديث لها.

⚠️  مهم أن تلعب السابع أو على الأقل أن تُشاهد قصته قبل الثامن، شخصية اللعب نفسها، والأحداث تدور بعد أحداث هذا الجزء، الأفضل أن تتجاوز القصة من الأساس حتّى تلعبها بما أن العقدة مهمة كذلك، لكن إن أردت، فقد ذكرت جزءًا منها في الفقرة التالية.

📌 إن فاتك ما حصل في الجزء السابع أو تُريد إنعاش ذاكرتك، اللعبة تمتلك مقطعًا يختصر لك الأحداث.

🎮لعبت نسخة Gold Edition التي تحتوي حزمة Winters’ Expansion التي تتضمن طور المنظور الثالث كذلك. هذه المراجعة لا تغطي طور اللعب The Mercenaries.

بعد لقائه مع كريس وانقاذه لزوجته ميا العالقة في بيت عائلة آل بيكر، ينتقل الزوجان للعيش في أوروبا بعيدًا عن كل الكوابيس التي عاشاها، الآن مع روز، ابنتهما. حتّى والأمور هادئة، معاناة ماعاشاه لم تزل، خاصة لإيثان، لكن الأمور تتغير عندما يفاجئ كريس وقوّاته العائلة، يخطف كريس روز، مُطلقًا سلسلة من الأحداث الغريبة والغامضة، هدفك إنقاذ روز وكشف كل هذا.

هذا الجزء يُكمّل ويتمم قصة عائلة وينتر، جزء منها لم يكتمل إلّا مع المحتويات الإضافية، لكن هذا يختمها بشكلٍ كامل، أو على الأقل هذا الفصل من العائلة الذي بدأت مع الشخصيات الجديدة، لعب السابع مهم بما أن القصة متصلة هنا، لكن ذلك لا يعني أن اللعبة تسير على نفس إيقاع السابع، هناك تشابه، إلّا أن أحداث القصة فيها غموض جيد، العقدة ممتازة وانفراجها يأخذ وقتًا، تاركًا المجال أمامك لتتعرف على الشخصيات الجديدة هنا.

🎮

مواجهات مُبكرة

عندما تبتعد اللعبة عن بدايتها البطيئة والهادئة، تضعك مُباشرة في مواجهة أكثر من عدوٍ، اللعبة تعتمد المواجهات وبالتالي تعودُ لما ميّز الجزء الرابع المُرقم خلافًا لما تحوّلت إليه في السابع رغم أنّ أجزاء من اللعبة تعتمد هذا كذلك، لكنّها عكس السابع تُبكر في المواجهات، السكين والمُسدس والبندقية أسلحتك الرئيسية، تُبدل بينها بسرعة بالأسهم حسب الاختصارات التي حددّث، تُطلق النار وتغير سلاحك حسب ما تراه مناسبًا، عدو قريب قد يحتاج سلاحًا أقوى، تلقيم سلاحٍ أقوى قد يأخذ وقتا لذا الأفضل أن تُنهي العدو بالمسدس، تشخيص مواضع الأسلحة يُفيد كثيرًا بهذا الخصوص، وإن كُنت ممن استمتعوا بترتيب كل شيء في الحقيبة في الجزء الرابع، فالحقيبة موجودة هنا ويمكنك توسعتها من البائع.

عند تشخيص مواقع سلاحك، المسدس في زر اليمين كمثال، لا تحتاج لفعل ذلك مع السكين كذلك إلّا لو كُنت تستخدمه حقًا، لأنّه إن كنت قريبًا من برميل أو صندوق قابل للكسر، ستعطيك اللعبة زرًا لاستخدام السكين لكسره، أمر بسيط أراه يختصر الوقت.

عندما يهجم الأعداء، عندك نافذة صغيرة للصد، وبعد عملية صدٍ ناجحة يمكنك أن تُفعل بنفس الزر هجمة بسيطة تدفع بها العدو، إن كان العدو أعزلًا فستكون ناجحة لإعطائك مسافة بين شخصيتك والعدو لتُصوب وربما تسقطه برصاصة في الرأس، أمّا إن كان مسلحا، فستتلقى ضررا من هجمته، رغم أنّ صدّها أفضل ويعطيك إمكانية الهجوم بنفس الشكل كذلك، هذا يُقدم لك خطّة بديلة للهرب إن فضلت مواصلة إطلاق النار دُون تراجع، ذلك جيد، خاصة إن كُنت تتراجع في طريق مسدود ولم يعد هناك مساحة كافية للتصويب.

المواجهات فيها تحدٍ لكنها ليست بالصعوبة الكبيرة على مستوى صعوبة متوسط، الأعداء يتطلبون عددًا لا بأس به من الرصاص قبل أن يسقطوا، حتّى إصابتهم في رؤوسهم تستعدي تكرار الأمر، ويبدو لي أن كل أعداء اللعبة يحبّون العناق، ضرباتهم تختلف ويقتربون مترنحين فيصعب رميهم في الرأس بسهولة، لذا تحتاج للتحرك باستمرار وإطلاق النار، وصول العدو إليك يعني هجمة أقوى وسيعضك أو يطلق هجمته الأشد، وهنا تتجلّى أهمية الصد في اللعبة، إن لم تُحب العناق، فأجد الصد وصوّب جيدًا، أسلوب الصد بسيط جدًا ولا يحتاج سوى الانتباه لئلا تصد بعدما يطلق العدو هجمته عن قرب، وجدت أنه بعدما تتفعل الهجمة، قد يكون الوقت متأخرًا لتصد حتّى إن لم يكن العدو قد أمسكك.

🎮

اجمع واصنع – قاتل واهرب

الرصاص ليس بالشحيح في اللعبة والأعداء يُسقطون الذخيرة، وعددُ الأسلحة التي تحصل عليها يجعلك دائمًا تجد ما تدافع به عن نفسك، ذلك على مستوى صعوبة متوسط على أي حال، الذخيرة بما فيها القنابل تجدها أو تصنعها بجمع الخرذة ومكونات محددة، بنفس الشكل الذي تصنع به العلاج، لكن تحتاجُ شراء طريقة صنعها من الدوق، شخصية غامضة تجده حيث لا تتوقع ويبيعك تطويرات الأسلحة والرصاص وغيرها.

استخدمت السكين كتجربة أثناء المواجهات، قوي بما يكفي لقتل عدو بعد ضربات متواصلة، لكنه أضعف من أن يحل أزمة شح الرصاص إن واجهت ذلك، اللعبة في أجزاء منها قد تبدو أنّها تركز على النجاة، قبل أن تُغرقك رصاصًا، لكنّها كلما فعلت ذلك تعود لتقديم أعداء أكثر أو أصعب لتستخدم ما عندك، هذا لا يعني أن تدخل القتالات متهورًا، أسلحتك الأقوى ستنهي القتالات بشكلٍ أسرع، لكن التصويب الدقيق يعني توفير الرصاص لها لتوّفر مواردك، خاصة أنك تستخدم نفس الموارد لأكثر من غرض وعليك الاختيار بين الذخيرة والعلاج والقنابل.

أهدافك في اللعبة ستتقاطع مع زعمائها، من ستلقى من زعماء ستتعرف إليهم في البداية، قتال كل زعيم يختلف عن الآخر، بل القسم الأول يعيدك لأسلوب اللعب الذي عرفناه منذ الثاني بتواجد تهديد يتجول باستمرار في منطقة واحدة دون أن تتمكن من هزيمته (النمسيس مثلًا) قبل أن تُقابل الزعيم في منطقة مغلقة وتقاتله، الفرق هنا أن الفاصل بين الهرب واستكشاف البيئة والقتال غير موجود ويُشعرك بسلاسة القتالات بشكلٍ تجعلها اللعبة طبيعية للغاية، تواصل أهدافك إلى أن تدفع بك اللعبة لمواجهة الزعيم، دُون عروض سينمائية ودون أن تجد الزعيم ينتظر في منطقة مُعينة، بقية الزعماء تقابلهم بشكلٍ كلاسيكي قبل عرضٍ سينمائي كالعادة.

لعبت اللعبة بالمنظور الأول وجربت الثالث، متوفر ضمن الحزمة الإضافية التي تحتوي محتوى روز، لذا شراء النسخة الكاملة أو شراؤه بشكلٍ مستقل لازم لتجربة المنظور الثالث، تختار المنظور عند بداية اللعب. كتجربة، المنظور الثالث يُغير اللعب بشكلٍ كبير، يجعل شعور المواجهات مختلفًا، اللعبة مبنية على المنظور الأول وستشعر بذلك، السلاسة في اللعب بالانتقال من الأول للثالث واضحة، وهناك أجزاء ستشعر أن المنظور الثالث يُظهر عيوبه بسبب الانتقال من الأول، العروض السينمائية قد تُشعرك بذلك أيضًا بما أنك تنتقل بين الثالث أثناء اللعب والأول أثناء المقاطع، لكنه رغم ذلك يضمن لمن يحب هذا المنظور الاستمتاع باللعبة وقد لا تشعر بعيوبه إن بدأت اللعبة به، شخصيًا، المنظور الأول أنسب لأنّ اللعبة مبنية عليه.

🎮

ديمتريسكو وآخرون

هناك تنوع جيد في تصميم المواجهات بشكلٍ عام، الزعماء هم زعماء بحق، بعيدًا عن الوحوش أو المسوخ، كل زعيم هنا عنده شخصية مُحددة تُميزه، دور في القصة، وبيئة مختلفة، جزء من البيئة وشكلها متأثر بالزعيم، لذا تشعر أنّ وصف زعيم هنا يليق بهم، مواجهاتهم تختلف لكنّها مبنية كالعادة على ترقب الفرصة الجيدة لإطلاق النار في مراكز الضعف رغم أنّ اللعبة تزيد بعض الأمور المميزة التي تجعل كل قتالٍ مختلفًا.

اللعبة لعبة رعب أكشن كالرابع أكثر من كونها لعبة رعب بقاء كالسابع، صحيح أنّك تحاول البقاء حيًا، لكن إيقاعها تصاعدي، يبدأ بقتالك أفواجًا من الأعداء، وحتى إن كان هذا الإيقاع يخف قليلًا، إلّا أنه في الساعات الأخيرة، يُصبح القتال الغالب بدل الاستكشاف ومحاولة الفرار، ستفتح لك اللعبة المزيد من الأسلحة، وتضعك أمام عددٍ أكبر من الأعداء، قوّة الأعداء تزيد بإضافة نوع مُختلف في المراحل النهائية، لكن إن أخذت الوقت لتطوير أسلحتك، فحتى هذا العدو لن تجد مشكلة من إسقاطه سريعًا.

الأمر فقط أنه إن أحببت الاستكشاف كثيرًا، قد تشعر بهبوط شديد مع صعود الإيقاع، البيئات المتصلة الواسعة في البداية نقطة قوّة كبيرة، بفقدانها لاحقًا، قد تفقد نقطة القوّة هذه.

🎮

عالمُ اللعبة متصل، أنت في بيئة اللعبة الكاملة من البداية، لكن المسارات مغلقة، كالعادة، إيجاد الأدوات اللازمة والقطع الناقصة ستكون مهمتك الرئيسية، ما إن لم تكن تواجه أعداء أو تقاتل زعيمًا، إن علقت أو وجدت بابًا موصدا تعرف أن الوقت مُبكر لأخذ هذا الطريق، لم تستطع الوصول لكنز أو سلاح، نفس المسألة، إيقاعُ اللعبة مستقر ومتوازن طوال اللعبة إلّا في قسمها الأخير حيثُ يرتفع بشدة لشيء حركي، والعودة لمناطق زرتها قبلًا يتم عبر اختصارات تُسهل عليك مواصلة استكشاف ما فوت من أماكن وجمع ما ضيعت من ذخيرة وكنوز.

الخريطة تُبقيك في أمانٍ تام من التيهان، ولو أنّها لا تُظهر ارتفاع ما حُدد عليها، إن كان هناك كنز أعلى السلالم مثلًا، فسيظهر حيث تقف لكنه أسفلك أو أعلاك، تذكر ذلك وأنت تلعب لئلا تُصاب بالجنون وأن تبحث عن باب سري. بالحديث عن الكنوز، الدوق الذي يُجيد فن التنقل رغم حجمه الكبير وعربة معداته العامرة، سيشتري من عندك القطع الثمينة، في الحقيقة يمكنك أن تنقل كل ما في حقيبتك له إن شئت، سيُساعدك على ترقيتك أسلحتك وشراء الذخيرة وأمور أخرى تُفتح بتقدمك.

تكافئك اللعبة بعد المواجهات المهمّة أو ملاقاة عدو جديد بجزء منه عند قتله، تبيعه بمقابل كبير، كما أنّها مليئة بالكنوز الاختيارية التي تُخفيها أحيانا ألغاز بسيطة، البحث وجمع هذه الكنوز لبيعها ممتع، كما أنّها ستضمن لك أن تُطور أسلحتك بشكلٍ جيد، وجدت أن تطوير خصائصٍ معينة في الأسلحة أفضل من تطوير كل شيء، فتطوير سرعة التلقيم تغنيك عن مضاعفة خزينة السلاح مثلًا، اللعبة تعتمد تلك الحيلة التي تجعل كل شيء يزيد ثمنه إن حاولت شراءه مجددًا، بما في ذلك الذخيرة التي يُفضل أن تصنعها على أن تشتريها.

بع الأسلحة التي تجد شبيهًا أقوى لها، إن وجدت مسدسًا أقوى مثلًا فبعه حتّى وإن طورته لتحصل على مقابل جيد لتُطور بديله.

الاستكشاف مُجدٍ للغاية، والهدف الرئيسي منه إمّا أن تجد وثائقًا تقرؤها لتتعرف للعالم والأحداث بشكلٍ أكبر، بما أنّ ما تواجه من أعداء وزعماء مفترض أنهم متواجدون قبلك، فاللعبة تستخدم القصاصات والمذكرات لتُخبرك المزيد عمّا حصل في العالم، القصاصات لا تحتوي إلّا فقرات قصيرة، أحيانًا مكتوبة على شكل عوارض، قراءتها ستكون سهلة، وكما ذكرت، تُساعد جدًا على فهم العالم وفهم علاقة الزعماء ببعضهم وحتّى سبب امتلاكهم قدرات محددة مختلفة عن البقية.

اللعبة مترجمة للعربية، والترجمة جيدة وتُيسر الفهم.

أمّا الهدف الثاني من الاستكشاف، فطبعًا جمع الذخيرة والكنوز لتبيعها، وبما أنّك تصنع الذخيرة والقنابل والعلاج بنفسك من قائمة خاصة، فسيكون الاستكشاف مهمًا جدا، اللعبة تُساعدك كثيرا من خلال الخريطة، إن لم تنتهِ من كشف كل ما في المنطقة التي أنت فيها فستظهر باللون الأحمر، اللعبة تعزل لك ما يمكن بيعه ممّا يدخل حقيبتك وما يُستخدم لحلّ الألغاز، بهذا الشكل تبيع الكنوز وأنت مرتاح البال، وتعرف أن ما وجدت غير قابل للاستخدام أو العكس.

قد تتساءل عن الألغاز في اللعبة، لم أذكرها لأنّ أغلب ما في اللعبة قتال واستكشاف، اللعبة تتخلّى عن الألغاز، إلّا لو سمّيت إيجاد رموز فتح خزنة أو طريقة صنع أداة مُعينة بترتيب محدد لغزًا، الألغاز أمر ثانوي، كما أنّه من الواضح تبسيط اللعب لأقصاه، كل شيء يمكنك التفاعل معه مُلون بالأصفر، وكل المقابض والأشياء التي يمكن أن تدفعها أو تُفعلها عليها شريط أصفر وسط اللعب، لذا مع كل شيء فيها، بعيدًا عن  القتال، قد تجد أن التقدم فيها سهل للغاية ودُون تحدٍ، قد يكون تصميم بعض الأماكن مربكًا بسبب الخريطة، لكن إجمالًا، كل شيء واضح والخريطة تُوفر الوقت في البحث.

🎮

مبنية على خيالٍ علمي غارقة في الخيال

لا أحب البيئات الثلجية كثيرًا، وجزء من اللعبة فيها، إلّا أن تصميم البيئات الثلجية أفضل هنا، الحقبة المختارة والأماكن تجعل كل شيء فيها غنيًا جدا بالتفاصيل، من القرية في بداية اللعب لقصر ديميتريسكو الذي جرى تسويق جزء من اللعبة به، لا أرى مظهر اللعبة الأفضل مقارنة بألعاب أخرى وقت الإصدار، لكن مظهرا ممتاز وتغطي اللعبة على كل النواقص بتوجه فني رائع للغاية، أجزاء من اللعبة تُشبه العودة للعصور الوسطى، مع خليط بين عددٍ من الأساطير من مصاصي الدماء والمستذئبين، لطقوس الشعوذة وحتّى أصناف منشقة من الستيم بانك، كلها مقدمة طبعًا في قالب مناسب للسلسلة وتحت مظلتها، استخدام الزعماء لتصميم المناطق يجعل كل منطقة متفردة بشكلٍ كاف، وإنْ كانت أجزاء منها تبدو متوسطة فنّيا بمعايير السلسلة، فالبعض الآخر عكس ذلك تمامًا.

تصميم الأعداء مميز كذلك، وهذه من المرات القليلة التي تقدم فيها اللعبة مزيجًا بين تصاميم خيالية شبيهة بما يوجد في أعمال الفانتازيا، وبين التصاميم الإعتيادية للسلسلة مع تحولاتها المُقززة، استخدام بعض قصص الفلكلور لتصميم بعض الشخصيات وتعديلها للتتناسب مع عالم السلسلة أعطاها هوية خاصة، وتجعل Village ربما أكثر جزء مميزًا من حيثُ التصميم والتوجه الفني.

اللعبة غنيّة للغاية بالتفاصيل، سواء في الخارج أو الداخل، هناك اهتمام مُبهر بها، لا تخدم التوجه الفني للعبة فقط، بل تجعل العالم قابلًا للتصديق، يحكي قصّة، كما أنّه يُساعد للغاية مع ما ذكرتُ سابقًا في جعل هذا الجزء مميزا بهوية مختلفة عن بقية أجزاء السلسلة، وإنْ أخذت الوقت لقراءة القصاصات في العالم، فستبني خلفية واضحة له ولساكنيه.

مقارنة بالسابع، هناك تحسن كبير في جودة تعابير الوجه وتحريك الشخصيات وملامحها، هذا التحسن لحسن الحظ يطال الأداء الصوتي، اعتمادُ هوية خاصة ومختلفة لكل زعيم، تواصله معك، وتفاعله مع بقية الزعماء، كل هذا يربط بينه أداء جيد للشخصيات بما فيها إيثن، الذي بات يعلق بشكلٍ أفضل هنا على المواقف، ويتفاعل بشكلٍ أحسن معها.

لطالما وجدت مشكلة مع المقطوعات الموسيقية في السلسلة وخاصة أجزاءها الحديثة، أعجز دائما عن إيجاد لحنٍ يمكن أن يزيد التوجه الفني نقاطًا، عكس المؤثرات الصوتية التي تزيد انغماسك بشكلٍ كبير، الموسيقى أحيانا مزعجة، أو فيها إيقاع شبيه بما يمكن أن تسمعه في أي لعبة أكشن أو فيلم بوليسي، هذا الجزء يحمل ألحانًا أكثر ما يمكن أن أقول عنها أنها تفي بالغرض ولا تزيد عن ذلك شيئًا، ولأول مرة، يمكنني أن أختار لحنًا واحدا على الأقل ثقيلًا على الأذن، مزعجا لحد كبير، هناك تفاوت موسيقي واضح، مُبرر لطبيعة تصميم بعض الأماكن، لكن ستلحظ أن الموسيقى تستخدم أحيانا لتوهمك أنّ شيئا يلحقك أو وحشا يتربص لك، هل تعتبر ذلك يزيد الانغماس أو يفعل العكس راجع لك ولتجربتك أثناء اللعب.

اختلاف بيئات اللعبة جلب معه اختلافًا واضحا في المقاطع الموسيقية، لذا بعضها تشعر أنه شاذ عن اللعبة، ليس أنه خارج بشكلٍ كامل عن توجهها الفني، لكنه شيء غير معهود فيها، يُحسب لملحنيها.

هناك عدد من الكنوز النفيسة التي ستجعلك تقضي وقتًا إضافيا في البحث عنها بالإضافة لما ستقضيه أثناء المواجهات والاستكشاف، بخلوها تقريبًا من الألغاز الصعبة واعتمادها الكلي على إيجاد المفاتيح والأدوات لاستخدامها في أماكنها، ستأخذ منك اللعبة حوالي ⏱️ 12 ساعة لاتمامها على صعوبة متوسطة، عمر مُناسب بشعوري بتراجع إيقاعها المُستقر طوال المغامرة في النهاية، وكثرة المواجهات التي تجعل الإيقاع مونوتونيا أكثر، غير ذلك، هذا جزء ممتع، أقرب للرابع بشكلٍ كبير ويستلهم منه، مع امتلاك هوّية خاصة وواضحة.

🎮

Resident Evil Village – Shadows of Rose

⚠️ مهم أن تلعب القصة الرئيسية للعبة قبل تجربة المحتوى الإضافي، تجنب قراءة القصة لنفس السبب.

بعد 16 سنة من أحداث القصة الرئيسية، روز (ابنة إيثان) فتاة يافعة، تمتلك قوى خارقة كبيرة، روز تحت حماية ورقابة حكومة الولايات المتحدة، لكنها لا تجد مكانًا لها بين الناس العاديين كما تُريد، قوّاها سبب للتنمر وتُنعث بالمسخ، كل ذلك يقودها للبحث عن التنازل عن قوّاها، وهذا تمامًا ما تُوفر لها الفرصة عندما يُعرض عليها أن تتخلص من قوّاها بإيجاد بلّورة مطهرة، لكن عليها أن تغوص في أعماق الذاكرة المشتركة للجذر الفطري (Fungal Root/ Megamycete) المصدر المسؤول عن انتشار السخام (العفن) الفطري الأسود المسؤول عن تحول الأشخاص لمسوخ ومصدر قوى الزعماء في هذا الجزء، وحيث تتواجد الذكريات المشتركة لكل من امتصهم السخام.

روز تنتقل بذلك لعالمٍ غريب، تعود من خلاله لمكان زرته سابقًا، قصر ديميترسكو، لكن بتصميم مُغاير قليلا للقصة الرئيسية، الأماكن في اللعبة مزيج بين المعهود والغرائبي، أسلوب اللعب نفسه هنا حتّى بالتحكم بشخصية جديدة، لكن مع بعض الإضافات، عدد الأسلحة أقل، لا يمكنك شراء أو ترقية أسلحتك، لكن يمكنك إيجاد الذخيرة وصناعتها.

المميز في هذا الجزء أنّك تمتلك قوة خارقة، محدودة لحدٍ كبير رغم ذلك، تُشبه هالة طاقة تُطلق روز من يديها، عندك عدد محدود من المرات التي يمكنك إطلاقها فيها، وستسخدمها بشكلٍ رئيسي مع البيئة حيثُ تخبرك اللعبة، الأعداء في اللعبة مختلفون كذلك، هناك نوع واحد منهم، يُشبهون الزومبي لحدٍ ما  في تحركاتهم لكنهم أقرب لوحوش العفن من السابع، قتالهم ليس بالصعب ولا يبدو خارجًا عمّا تعودنا عليه في السلسلة، تحركاتهم واندفاعهم وكذلك هجمتهم الغريبة حيث يمتصون وجه روز، تجعل منهم عدوًا مختلفًا بشكلٍ يميزه عن أعداء اللعبة.

المحتوى يختم قصة عائلة وينتر، ويزيد ما يُشبه الفصل الإضافي لها، لكن الأحداث فيها قد لا تُشعرك بأهميته إلّا في نهايته، لذا إن شئت لعبه من أجل القصة فقراءة ملخص لها أو مشاهدته نهايته أفضل، أمّا إن أعجبك اللعب فستحصل على ساعتين إضافيتين هنا من اللعب، لكن أذكرك أنه هذه المرة من منظور الشخص الثالث فقط.

تصميم هذا الجزء معتم أكثر، وبعض الأجزاء منه فيها تسلل، ستستخدم قدراتك هنا لتشتيت الأعداء، هناك لغز رئيسي مبني على وضع قطع معينة بشكل معين لحلّه، لذا ليس صعبًا، كما يحتوي على جزئية غريبة بتهديدٍ مختلف يجلب تحديًا فريدًا ومواجهة بعيدة عن اللعبة الرئيسية، المواجهات مع الأعداء الرئيسيين هنا لمن يحب إطلاق النار قد لا تكون بنفس صعوبة بعض أعداء اللعبة لكنه يوفر تحديًا جيدًا رحتى بانعدام التنوع في الأعداء وطرق مواجهاتهم.

لعبه مباشرة قد يعطيك انطباعًا بإعادة نفس الأماكن لكن بشخصية وأسلحة أضعف، هذا كان شعورًا غالبا طوال المحتوى، كما أنّ المواجهات تُعاني تكرارا لإنعدام التنوع فيها، لذا شعرت أنه نفس الشيء لكن بشخصية أضعف، لكن لا أنكر أن أجزاءً منها كانت لها هوية خاصة، لا تُشعرك بقلب شخصية بأخرى لتقديم نفس التجربة.

ينتهي المحتوى بين الساعتين والنصف وربما الثلاثة، يقدم إضافة للقصة الرئيسية، بشكل محدود، يعتمد نفس أسلوب اللعب، بإضافات عليه وعلى الأحداث والأماكن لجعله مختلفًا، إن كنت ستحصل على النسخة الكاملة من اللعبة فالعبه.

‫‫ شاركها‬
اشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتاً
Inline Feedbacks
View all comments