شعبية ألعاب الحرب ليست حديثة، منذ بداية الألعاب، كانت دائمًا هناك ألعاب تضعك في بذلة الجندي، مهما اختلفت الأنواع وتعددت، لكن بين كل هذا، هناك لعبة دمجت بين ذلك وبين أحداث ما بعد غزو الفضائيين، Resistance، واحدة من حصريات Sony التي حصلت على ثلاثية لجهاز الـPS3، وهنا أعود للثاني للطور الفردي لأكتشفه.

🎮 تحتوي اللعبة على أطوار لعبٍ جماعية، مراجعتي هذه لطور القصة بشكله الأصلي فقط على صعوبة لعب متوسطة.
📌 صور اللعبة ملتقطة من أكثر من مصدر، بعضها مُعزز ليصل وضوحًا أعلى من اللعبة الأصلية ولا يُمثل المظهر الحقيقي للعبة على جهاز الـPlaystation 3.

متابعة القصة ليست صعبة، Resistance 2 لا تروي القصة من خلال المشاهد وحسب، وعادة هذه المشاهد انتقالية فقط، بل كثيرٌ من الأحداث تحصل أمامك، أي أنّها ضمن اللعب أو مشاهد من منظور اللاعب الأول من داخل المحرك، أو في الغالب، من خلال الحوارات التي تُسمع، ما يعني أن الكثير ممّا يُشكلها قد يفوتك ببساطة إنْ لم تنتبه.

المقاومة ضد الغزاة

قصة اللعبة بعد أحداث الجزء الأول، لذا مازال جزء مهم من بنائها يعتمد أحداث الأول ويُمكن أن ينقص فهمك لها، لعبتُ الثاني بعد سنوات عديدة من الأول دُون تحديث لما أعرف عن القصة، لذا يمكن أن تقول أن الكثير ممّا فهمت، هو عودة الأعداء والكثير من الصخب وسط القتالات، علمًا أن اللعبة كُتبت ليُكمّلها جزء ثالث.

بعد أحداث الأول، تأخذ مُجددا دور Nathan Hale، بداية اللعبة تُظهره وهو في حماية SRPA، منظمة عسكرية تقتال ضد الغزو الفضائي، الآن رفقة عددٍ من جنُودها معززي القوى (Sentinel) من خلال فيروس Chimeran ، عليكم وقف هجوم الكائنات الغازية Chimera التي تُطلق هذه المرة غزوًا أضخم على الولايات المتحدة الأمريكية، ما يجعلك تنتقل بين أكثر من مكان في اللعبة لوقف كل هذا.

🎮

تحدٍ كبير في انتظارك

حتّى على صُعوبة متوسطة (من بين 3 مستويات) تعرض Resistance 2 تحديًا كبيرا، كل الأعداء قادرون على إصابتك بدقة وإنهائك بسرعة، تبادل الرصاص يكون أحيانًا مواجهة متكافئة لا تعرف من سينجو منها، اللعبة بلا شك تُشجع على لعبٍ دُون تهور، تحتاج دائما للاستفادة من البيئة وما فيها للاحتماء، مسألة صعبة كلعبة منظور أول، عندما تُطلق على العدو فستكون مكشوفا بالكامل، إجادة اللعب لا علاقة له بإجادة التصويب فقط ولكن بالتأقلم مع هذا التحدي، لهذا تستخدم اللعبة نظام حفظ مع نقاط حفظ متقاربة، تموتُ وتعيد المواجهة حتّى تتجاوزها.

يُعجبني كيف أنّ أسلحة الأعداء تُطلق كرات طاقة كبيرة يسهل عليك تمييزها، تنتقل قذائف العدو ورصاصهم بشكل واضح نحوك (والعكس إن استخدمت أسلحتهم) ويُمكنك استغلال ذلك بإطلاق النار وتفادي الرصاص في نفس الوقت إن كنت مكشوفًا، يُذكرني ذلك بألعاب Shoot ’em up، والمواجهات هكذا، الأعداء يثبتون غالبًا في مكان واحد، وإطارُ الضرر دقيق حيثُ يمكنك قنصهم من بعيد ولو أصبت جزءًا بسيطا منهم، لا تعتد طبعا على ذلك، أسلحة الأعداء إن كثروا تصبح مميتة، وحركتهم تُصبح أكثر.

يتحدّاك الأعداء بأكثر من شكل، إنْ اختبأت فقد يلحقونك وبسرعة تلقيم سلاح بطيئة، إنْ لم تحذر قد تُهزم لهذا السبب، بعض أسلحتهم تُحدث ضررا لا يحتاج أحيانا إلّا قذيفة واحدة، بعضُ الأعداء يمتلكون درعًا، حجمهم كبير، يصعب رصدهم، يصيبونك بأسلحة طاقية تتجاوز ما تحتمي به، يتجمهرون عليك كفريق معجبين، يرمون عليك القنابل ليجبروك على أن تكشف نفسك، هكذا تكون المواجهات حركية تحتاج منك التحرك في رقعة القتال وإجادة التصويب، كلّ ما تُغلب به يمكن أن تغلب به بأخذ أسلحتهم كذلك، لذا أحيانا السلاح المناسب قد يقلب المواقف.

الأسلحة البشرية لا تختلف عن شيء يمكنك إيجاده في لعبة حربية مُعاصرة، بضع رشاشات ومسدس، لكن أسلحة الفضائيين هي ما تجعل اللعبة مُختلفة، كل سلاح تقريبا عنده وضعا إطلاق نار، العادي والثانوي، وهنا تتفنن اللعبة، إنْ كانت بعض الأسلحة تطلق قذائفًا ثانوية بوضعها الثانوي، فبعضها فريد ويُطلق رصاصًا خاصا، إحدى الأسلحة مثلًا تُطلق رصاصة خاصة تجعل كل طلقاتك العادية تنتقل مباشرة للعدو حتّى دُون أن تصوب عليه، هذا ينتقل كذلك للقنابل، يمكنك أن تحمل أنواعًا مختلفة منها، بين قنابل الجند العادية، وبين متفجرات العدو المميزة.

اللعبة تضعك وسط حربٍ مُدوية، تقاتل مع جنودٍ آخرين، كل واحدٍ يصرخ ويُردد الأوامر أو يتلقاها، لهذا غالبا ما تضعك اللعبة مع فيصل تقاتل جنبه، عددُ الأعداء كبير والحق أنّك مغناطيس الأعداء، هربت أو احتميت، تجهز أن تكون هدف الأعداء المفضل، عددهم في الغالب كبير وأنت من يحدث الضرر الأكبر، في واحدة من المراحل تطلب مني الأمر فتح باب، الجندي المرافق برشاش ضخم يطلب مني فتحه على أن يحمي ظهري، السخيف خرج عبر الباب وجمد، في حين واجهتُ كل الأعداء منفردًا، طريقتي الوحيدة للانتقام كانت جرّهم إليه، لكن مقدار الضرر الذي يحدث ليس كبيرًا، هذا لا يمنع أنّك ستشعر بتأثيرهم في بعض المراحل وستحتاج مساعدتهم لإنهاء كل الأعداء من حولك.

تجربتي مع اللعبة في البداية لم تكن كما هي بعدما تقدّمت، بعد 3 ساعات من اللعب، تصل اللعبة قمّتها بإشراكك في معارك  أكبر ومراحل أكثر تنوعًا، كما تزيد من عدد الأعداء والمواجهات وتُقرّبها، بعض الزعماء هنا وهناك وأعداء أثقل وأخشن، بهذا الشكل تُبقيك اللعبة ثابتا في مكانك تبحث عن المزيد بعد كل مواجهة تُفجر عندك الأدرنالين.

🎮

مقاومة على جميع الجبهات

لا تنتظرُ اللعبة كثيرا لنقلك من مكانٍ لآخر، الحركة مستمرة، تتوقف لدقائق حتّى تفرغ المنطقة من الأعداء وتنتقل عبر مسارات خطية لمنطقة أخرى وتفرغ المجموعة التالية من الأعداء بعدما تفرغ ما عندك من ذخائر عليهم، رأيتُ ما هو أفضل بكثير من مستوى اللعبة الرسومي على الجهاز، اللعبة مُتفاوتة جدًا في تصميم الأماكن وجودتها، أحيانًا تُعول على عناصر الإبهار ببيئة مفصلة غنية بالتفاصيل، وأحيانا بمساحة خالية ببضع صناديق مركونة، صحيح أنّ التوجه الفني والمنشآت التي تدور فيها الأحداث تتطلب ذلك، لكن لا يمكن أن أمنع نفسي من ملاحظة هذا التفاوت.

هذا التفاوت يُعدي التوجه الفني كذلك، مشاهد الحرب بحلول مركبات العدو الضخام تجعل بعض مشاهد اللعبة مهيبة تُشعرك بالصغر، السماء تتحول لمزيج بين الأصفر الذهبي والأزرق مع خلطة رائعة من الصوتيات، تنفتح اللعبة أكثر وتضعك وسط رقعة قتال أوسع بعدد كبير من الأعداء كلما تقدّمت، لكنّها أحيانا تنكمش لتضعك داخل مسارات ضيقة جدا، أغلبها للتنقل فقط لكن بعضها تقاتل فيها كذلك، هنا تقل التفاصيل وتعود اللعبة لتعرض بيئة رتيبة، يُحسب للعبة أنها تفعل ذلك دون شاشات تحميل، وقد يكون هذا واحدا من أسباب هذا التفاوت.

لأنّ الألعاب من هذا الصنف قليلة، مسألة اعتمادها على موضوع الغزو الفضائي يجعلها تجربة مُختلفة، الأسلحة والإضاءة وتصميم الأعداء وأنواعهم، يجعلها فريدة، لذا يمكنني ببساطة تجاوز العيوب المتعلقة بالتفاوت والاستمتاع أكثر بقتل الأعداء، تأثير الرصاص عليهم ممتع والضرر عليهم حسب السلاح مرضٍ، يمكن أن تفجر أطرافهم أو تفجرهم لأشلاء باستخدام السلاح المناسب، من الصغار للكبار، ذلك يُشفي غليلك ويُشعرك بالنصر خاصة إن مُت في نفس المكان مرارا وتكرارًا.

لأنّك تقاتل وسط مجموعات مختلفة ورفقة جنود مختلفين، مشاهد القتال ممتعة، قد تكون مع جندي تقاتل عدو خفيًّا، أو مع مجموعة تقاتلون تهديدًا كبيرا وتراهم يتحولون لأشلاء متطايرة أمامك، اللعبة تُقدم تنوعا محدودا جدا وستقاتل نفس الأعداء لعدد الساعات الذي ستلعبه، لكنها تحاول في كل مرة بين المراحل أن تجدد بإضافة تهديد جديد أو زعيم أو هدفٍ مختلف، تنقلب أحيانا لما يشبه لعبة رعب عليك فيها استخدام كشّافك في أماكن مظلمة، لكنّها أحيانا تضعك وسط معارك كبيرة مع عشرات الجنود، وأعتقد أن هذا ما يُميز اللعبة أكثر.

🎮

عُلم سيدي

بتوجهها الفني الفريد، تجمع اللعبة بين أفلام الخيال العلمي والغزاة الفضائيين وبين الحروب التي يلعب فيها الجنود الأمريكيون دور المنقذ، الأصوات التي تسمع تُذكرك بتلك المشاهد بالعميد ذو الشارب الكبير يصرخ على مجموعة فتيان، أو فيلق الجنود الذي يستخف بالمواقف قبل أن يقوم أحدهم بالتضحية بنفسه، فإنْ كانت هذه النوعية من الأعمال تشدك، فأعتقد أنَ اللعبة تُجيد صناعتها بشكلٍ تفاعلي مميز، باستخدام الراديو والأداء الصوتي العالي للشخصيات أثناء القتالات بتحركهم المستمر.

هذا يُغلف بشكلٍ جميل المؤثرات الصوتية والموسيقى كذلك، مزيج بين الخيال العلمي وشارات النصر، كما أنّها أحيانا تُصبح أقل صخبًا لتقدم خلفيات موسيقية تدعوك كلاعب للترقب، لا يُمكن أن أقول أن فيها ما يشد، لكنها مناسبة للعمل ومناسبة للأحداث بشكلٍ كبير.

تطلب الأمر مني موازنة يدوية للصوت، لأنّه أحيانا مع كل الأصوات في البيئة، يصعب التقاط حوارات الجنود عبر الراديو، صوت الموسيقى أقلُ أهمية من غيره باعتماد اللعبة على الصوت أحيانًا داخل اللعب لكشف أنواعٍ معينة من الأعداء أو معرفة طريقك أو وضعك وسط المعركة، لذا التضحية بصخبها كان ضرورة لأسمع صوت المؤثرات والحوارات بشكلٍ جيد.

لن تخسر الكثير في الحقيقة، أحيانا لا أنتبه لتواجدها حتّى، عبارة عن موسيقى حربية تغلب عليها طبول المشات، شيء ستسمعه مرارًا وتكرارا في أي فيلم حرب، الوضع هنا أن اللعبة تعتمد موسيقى أقرب ما يمكن للموسيقى الخام التي ترافق الجُند، لا شيء شبيه بالموسيقى العصرية التي تقترب أحيانًا من موسيقى الأبطال الخارقين، ولعلّها أحيانا تختفي أصلا لتقاتل وسط عاصفة من الأصوات والصراخ.

كثيرٌ مما يحصل حولك في العالم وفهمك للقصة يتم عبر الحوارات، بعضُ الشخصيات المحورية تتبادل الحديث معك وأنت في طريقك للأهداف، وقد تُعلق على العالم أو الأعداء بشكلٍ يجعلك تفهم المشاهد بشكلٍ أفضل، رغم أن اللعبة تحتوي مشاهدًا سينمائية، متوسطة المستوى، وقد لا تزيد على الجوانب السينمائية للعبة الكثير.

🎮

كلعبة حربية عن الفضائيين، Resistance 2 تقدم لك ما تتوقعه منها دُون مفاجآت كبيرة، قد يكون صعبًا الّا تلاحظ التفاوت في الرسومات، لكن بمواجهات مستمرة وتنقل مستمر بين الأماكن بتصميم مختلف لحدٍ ما كل مرة، قد لا تكون هذه مشكلة. اللعبة تصنع أحداثًا مثيرة بقتالات كبيرة مع عددٍ كبير من الأعداء، وستُشعرك بلا شك بحجم التهديد، إنْ كنت تبحث عن لعبة من هذا النوع مع تحدٍ أعلى من المتوسط حتّى على صعوبة متوسطة، فهذه اللعبة لك بلا شك.

لعبتُ فيها ما يصل ⌚ 7 ساعات، البداية لم تكن كما هي أحداث ما بعد الساعتين الأولتين، لذا توقع أن ترتفع وتيرة الأحداث وتتحسن المواجهات، لكن توقع أن تُصبح اللعبة معها أصعب، وعليك بلا شك وسط كل هذا أن تقاوم.

‫‫ شاركها‬
اشترك
نبّهني عن
guest
0 Comments
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتاً
Inline Feedbacks
View all comments