باعتباها تتمة مباشرة للجزء السابق وختام الثلاثية، لعبة Resistance 3 حاولت أنْ تقدم معها تجربة لعبٍ أفضل، بإعطاء اللاعب خيارات لعب أكثر عند استخدام الأسلحة، ومواجهات مختلفة للتفنن في استخدامها.

بأحداثٍ بعد الثاني، ولكيلا أحرق أحداث الثاني لمن لم يلعبه (مراجعتي له هنا) تعود هنا لمواصلة قتال البشرية ضد كائنات Chimera الغازية، هذه المرة أربع سنوات بعدما نهاية الأحداث في الثاني التي شكّلت نقطة تقول في حياة البشر دُون أن ينعدم التهديد الكبير للفضائيين، لكن هذه المرة بتهديد أضخم حتّى يجعل قتال البشرية دُون فائدة إن لم يُوقف.

🎮 تحتوي اللعبة على أطوار لعبٍ جماعية وتعاونية، مراجعتي هذه لطور القصة بشكله الأصلي فقط على صعوبة لعب متوسطة.
📌 صور اللعبة ملتقطة من أكثر من مصدر، بعضها مُعزز ليصل وضوحًا أعلى من اللعبة الأصلية ولا يُمثل المظهر الحقيقي للعبة على جهاز الـPlaystation 3.

تأخذ هنا دور Joseph Capelli، واحدة من الشخصيات المؤثرة في الثاني ونقطة الوصل بين الثاني والثالث. إجمالًا، أجد قصة اللعبة مباشرة بأهداف واضحة للغاية، لم أجد أسبابًا للتعلق بشخصية البطل هنا، رغم محاولة بناء قصة شخصية تدور حوله وحول عائلته، والخيارات التي يجبر عليها لحماية عائلته أو إنقاذ البشرية، لكن أغلب فيها: البطل في الوقت غير المناسب في المكان غير المناسب، والشخصيات المُساعدة في الوقت المناسب في اللحظة الأخيرة.

🎮

ترسانتك معك من البداية للنهاية

مازال الجزء الثالث كالذي سبقه محافظًا على صعوبته، يرميك الأعداء بعداء ويتحركون وسط أرض المعركة لئلا تصيبهم بشكلٍ سهل، ذلك طبعًا في حدود فذكاء اللاعب مازال أعلى، ويمكنك أن تباغثهم في مواقعهم إن أحسنت الالتفاف وكان معك جندي آخر، سيرمي الأعداء القنابل عليك ويقتربون منك إن كُنت محتميًا وفضلت أن تلعب بهذا الشكل، النار التي ستضرب بها ستُستخدم ضدك، وإخراجك من مكان احتمائك شبيه بما يُمكنك فعله إن أردت أن تُخرج عدوًا من مخبئه كذلك، سواء باستخدام القنابل أو أسلحة خاصة، أو الوصول إليك والهجوم عليك مباشرة.

عندك في Resistance 3 عجلة أسلحة عكس الثاني، زر مثلث يسمح لك بتغيير سلاحك بشكلٍ سريع لكن ذلك لسلاحين ممّا تحمل من ترسانة، ضغطه باستمرار يفتح لك عجلة الأسلحة ويُمكنك حينها الاختيار، كل الأسلحة التي تحصل عليها خلال اللعبة تُصبح متوفرة عندك في أي وقت، لطالما تجد الذخيرة المناسبة، فبعض الأسلحة ذخيرتها متواجدة بغزارة، كرشاشات الأعداء، أمّا البعض الآخر فإمّا تجد ذخيرتها في المراحل التي يكون استخدامها أساسيًا ومخططا له من فريق التطوير، أو منعدمًا.

اللعبة تدمج بين عناصر القتال لتصنع قتالات رائعة، وأعتقد من بين الثلاثية، هذا جزئي المُفضل بينها جميعًا، السبب في ذلك في الانسجام الكبير بين تحركات الأعداء وأنواعهم، وبين الأسلحة التي تمتلك، عندك مثلًا رشاش إن أطلقت طلقته الثانوية، ستنجذب الرصاصات للعدو حتّى دون أن تصوب إليه، يمكنك استغلال ذلك لإصابة الأعداء الطائرين بما أنهم يواصلون تغيير أماكنهم، يُمكنك أن تباغث القناصين من الأعداء ممن يملكون قدرة التخفي من خلف الجدران بسلاحٍ خاص وهكذا، اللعبة تعطيك أحيانًا السلاح المناسب في المكان المناسب، لكن خارج ذلك، عندك حرية استخدام ما تملك بالشكل المُناسب.

الأسلحة مُنوعة، صحيح أنّ بعضها لا يخرج عن كونه رشاشًا آليًا، لكن قوّة كل رشاش مختلفة، والطلقة الثانوية تجعله مختلفًا بشكلٍ كامل، وثيرة فتح الأسلحة ممتازة وستحصل على سلاحٍ كلما تقدمت، ستستخدمه، يُمكنك ألّا تعود إليه، لكن Resistance 3 تكافئك بشكلٍ جيد إن أكثرت استخدامه بما أن ترقيته تتم عبر ذلك، ولأنّ الذخيرة غير متوفرة لجميع الأسلحة في كل الأوقات، فالأفضل أن تُبدل بين الأسلحة كلما سنحت لك الفرصة، اختبر، خاصة أنّ بعضها مخصص لتخليصك من بعض المآزق عندما يلتم عليك الأعداء.

حتّى وإن كان كل شيء تقوم به في اللعبة هو القتال، المهام متعلقة بقتل الأعداء ولا شيء آخر، لكنّها تحاول إضافة بعض التنوع بتنويع نوعية الأعداء وكذلك المواقف، من لعب الألعاب السابقة يعرف تمامًا ما ينتظره هنا فيما يتعلق بالأعداء، لكن هناك أنواعٌ جديدة، ليست بالكثيرة، لكنّها تُساعد حقًا على صناعة أجواء رائعة أثناء القتالات.

🎮

صناعة القتالات بصناعة المواقف

قد أعيب على اللعبة أنّها دون تنوع وتُعول كثيرًا على القتالات، لكنّها تضعك كلاعب وسط مواقف مختلفة، هذا يجعل القتالات مختلفة للغاية، ستُقاتل على جبهات مختلفة، وحدك أو مع جندي آخر أو كتيبة أخرى، حجم بيئات القتالات مختلفة، قد تقاتل وسط عددٍ كبير من الأعداء ووسط قتالات تُظهر حجم الحرب، أو تمشي وحيدًا تخترق خطوط العدو من داخل المنازل أو على الأسطح، يمكن أن تكون مهمتك أن تصل نقطة مُحددة أو تقتل الأعداء أو تخرج ناجيًا أو حتّى تحمي منطقة لوقتٍ محدد، أو ستجد نفسك فوق مركبة يلحقك الأعداء، كُلها تجعل التنوع المفقود في طريقة اللعب، موجودًا بشكلٍ كبير في المواقف التي تضعك فيها اللعبة.

بما أنّها تبدل بين المواقف التي تضعك فيها، فذلك يحتاجُ أن تُغير الأماكن التي تلعب فيها باستمرار، الانتقال وسط الدمار وعيش أجواء الحرب والغزو الفضائي لطالما كانت شيئًا يُثير الإعجاب في السلسلة وخاصة مع الثاني، برسومات أفضل، كل هذا يظهر بشكلٍ أفضل وأجمل، اللعبة تخلت عن مسحتها الرمادية في الثاني لشيء أقرب لمظهر كرتوني ملونٍ للغاية، كما أنّك دائم التحرك وذلك يجعلك تلعب وسط أماكن مختلفة.

🎮

تضحيات كبيرة بتأثير صغير

الأماكن ليست الشيء الوحيد الذي يختلف، الأجواء تتغير، تتحوّل اللعبة أحيانًا لما يُشبه لعب رعب بمجال رؤية ضيق واستخدام أكبر للكشاف، أو لعبة حرب تقليدية تسمع فيها الصراخ والأوامر والاستنجاد، لكنّها تفرض عضلاتها عندما تُركز أكثر على غزو الكائنات الفضائية، السماء التي تملؤها مركبات العدو الضخمة، الانفجارات والآلات الكبيرة وحتّى قتال الأعداء مع البشر عن بعيد، تجعلك تشعر بنهاية العالم وبتأثيرك الصغير وسط كل هذا، قد تمضي نصف ساعة تقاتل جموعًا من الأعداء وعدوًا كبيرًا، وتُعاني للبقاء حيًا، لتجد أن ما تقاتل في البعيد، مئات الأضعاف.

يهتز الإيقاع أحيانًا، Resistance 3 لعبة أكشن، لكن قد تتباطؤ أحيانًا إمّا لتُركز بشكلٍ أكبر على القصة عندما تقابل شخصيات مُعينة، أو من خلال بعض المراحل التي تجعل القتالات أبطأ، مدى تقبلك لهذه المراحل قد يؤثر بشكلٍ كبير للغاية في مدى استمتاعك بالتجربة الكاملة، من حسن الحظ أنّ الكثير من هذه المراحل انتقالية فقط ولا تُعوّل عليها اللعبة إلّا لبناء القصة أو تغيير الإيقاع، لكن مازالت مؤثرة على الإيقاع العام.

بين المشاهد السينمائية أو المشاهد المرسومة على شكل قصصٍ مصورة، الحوارات والأحداث التي تقع أمامك مباشرة، واضح للغاية كيف أنّ اللعبة تُركز على الجوانب القصصية، مظهر اللعبة أفضل من الأجزاء السابقة، لكنّها ملونة جدًا، مساحات القتالات كبيرة وما يحصل في الشاشة كثير ما إن لم تكن وسط البنايات المدمرة والمنهارة، كما أنّ تواجدًا أكبر للأعداء الفضائيين يعطي مجالا أكبر للتفاعل مع تقنياتهم وزيارة مركباتهم، ما يقدم تفاوتًا بين التصميم الاعتيادي والتصاميم المستقبلية الفضائية.

🎮

المسلي في اللعبة أنّها لا تجعل قتالات الفضائيين حركية وسريعة فقط، خاصة مع نوعيات محددة ممّن يتحركون باستمرار رغم ذكاء محدود للكثير منهم، لكنها تجعل هذه القتالات ممتعة بصريًا، تفاعل الأعداء مع طلقاتك يجعل القتالات ممتعة، وتطوير أسلحتك لتُصبح مدمرة ومُحرقة، يجعل تطاير أطراف الأعداء واحتراقهم مسليًا.

قد يحصل أن تقاتل أعداء ضخامًا في اللعبة، تتراجع اللعبة لتقدم مسارات شديدة الخطية، أو مساحات مغلقة تُقاتل وسطها، لكنها تعطيك أيضًا مراحلًا فيها اتساع، بتصميم جيد وقتالات زعماء للذكرى، قد لا تكون قتالات الزعماء نفسها مميزة بما أنّ كل ما تقوم به فيها هو إطلاق النار، شيء تفعل من البداية، لكنّها على الأقل مقدمة وسط أجواء جميلة تُشعرك كما ذكرت سابقًا بالصغر وتفاهة تضحيات البشر.

باخراج ناجح للمشاهد السينمائية، واستخدام لدائرة أوسع من المقاطع الموسيقية التي لا تتكون هذه المرة بما يُشبه المعزوفات الحربية فقط، هناك ميل نحو تقديم قصة وأحداث تجمع بين الملحمية والشعور بالإنسانية، مازالت المعزوفات الحربية أكثر ما يُشكل القائمة الموسيقي لها، ودائما ما يكون صعبًا -شخصيا على الأقل- أن أخرج بلحنٍ متفرد، دُون أن تكون سيئة، أشعر أن الألحان هنا تؤدي وظيفتها لا أكثر، وهذا مؤسف إذ أن استخدام الموسيقي التصورية يمكنها التأثير على تجربة اللاعب كذلك.

كلعبة إطلاق نار، قدمت لي اللعبة طور قصة ممتعًا، استمتعتُ بالأحداث والمواقف التي وضعتني فيها اللعبة، مع ترسانة الأسلحة التي أمكنني استخدامها في أي وقتٍ بشرط امتلاك الذخيرة طبعا، تُعتبر هذه ختامية جيدة، قد لا يُفضلها الكثيرون بسبب رسوماتها التي تميل بشكلٍ أكبر نحو توجهٍ فني كرتوني وملونٍ أكثر، لكن قتال الأعداء كان ممتعًا بشكلٍ كافٍ طوال ⏱️ 8 ساعات اللعب لأنهيه.

‫‫ شاركها‬
اشترك
نبّهني عن
guest
2 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتاً
Inline Feedbacks
View all comments
فهد
فهد
20 أيام

انا مُقلٌ في عالم الالعاب منذ 12 سنة تقريبا، لكن ثلاثية (مقاومة) من الالعاب المحببة لي ، لعبت الاول لحظة صدوره مع الجهاز ، وكذلك الجزئين التاليين له ..
حاليا أملك الثالث و كأنك أشعلت فيني الحماس من جديد لإعادة التجربة .

شكرا برنس على التجربة ..