لا تُروى حكايات البطولة من ذُيولها، فالخواتم تأتي بالإنتصار أو الإنغلاب. لكن لقصتي مع لعبة Tails of Iron بداية بسيطة، أنا أعرف المظهر اللافت ذاك، لقد رأيته قبلًا مع محرك UbiArt/يوبي آرت، لكن أسلوب اللعب ذلك، أعرفه كذلك، إنه أسلوب اللعب الذي يجعل القتالات لا ترحم، مرتبط بسلسلة “Souls“.
“ريدجي” جُرذ بطل، وأجد أن الفئرات والجرذان، كثيرًا ما تليق بها أدوار البطولة والفروسية في قصص الفانتازيا كما في قصة الفأر “ديسبيرو”، التي أعتبرها من مفضلاتي الكلاسيكية. ريدجي يجد نفسه مجبرًا على استلام عرش مملكته، لكن أن يُحارب في الصف الأول بعد أن غزت الضفادع المملكة، وعليه أن يقف ضد عداء حاكمهم Greenwart.
• أسلوب اللعب
لن تقضي الكثير من الوقت قبل أن تضعك اللعبة في مواجهة العدو، وعندما ستفعل، سترى أن القتال فيها غير رحيمٍ بمن يُريد ضغط الأزرار وحسب، فنظام اللعب شبيه بألعاب Dark Souls، لا بد من التأني، ضربة واحدة خاطئة، يمكن أن تجعل العدو يهجم وينهي شريط الحياة عندك بضربات قليلة، خاصة في البداية عندما تكون أسلحة ودروع ريدجي ضعيفة.
تحتاج اللعبة لدقة عالية، لكن بعدما تُجيد التفادي والصد والرد، سيُصبح أسلوب القتال ممتعًا، وهذه الدقة لازمة لدرجة أن حاسوبي العاجز عن تشغيل لعبة بهذه الرسومات بشكلٍ جيد كان سببًا في جعل الكثير من القتالات أصعب ممَا هي عليه. عند مواجهة الضفادع، ستظهر فوق رؤوسها إشارات لنوع الضربة، إن كانت خفيفة يُمكن صدها، وإن كانت متوسطة يُمكن ردها بضربة مباغتة، أمّا إن كانت قوية، فعليك أن تتدحرج إمّا للخلف أو في اتجاه العدو، مثلًا إن كان سيضرب باتجاهك فانزلق للخلف وذلك كافٍ، أما إن كان سينزلق أو يقفز، فعليك التدحرج للجهة التي هو فيها، كل عدو، سيعطيك نافذة صغيرة للهجوم قبل أن يهجم مجددًا، ومن المستحيل أن تضربه وهو يضرب.
كثيرًا ما احتجت أن أحفظ ضربات الأعداء، ليسوا كثرًا، بعضهم ضفادع، وبعضهم حشرات، لهم هجمات قريبة وبعيدة المدى، والمواجهات معهم تسري بنفس الشكل الذي تسري به قتالات الزعماء، أغلبهم ينتقل بين أكثر من دورة قتال، تتغير فيها هجماته، وإن مُت، فالعودة لآخر مكان حفظ مسألة ضرورية.
حتَى وإن كانت القتالات صعبة في أغلبها – تتحسن قليلًا بالحصول على أسلحة متطورة – إلّا أن القسم الأخير من اللعبة عبارة قتالات متكررة تأخذ بالسهولة المعقولة من رأسها وتضربها بقوة يمنة ويُسرة، وكان القسم الأخير الذي يأخذ ساعتين أو ربما ثلاثة، قِسْمًا ترتفع فيه الصعوبة بشكلٍ كبير دون احتساب الزعماء حتّى.
عالم اللعبة متصل، هي مراحل واسعة بشكلٍ ما، الأبسط أن أصفها على أنها لعبة ميترويدفينيا خفيفة، لكن لا مجال للتيهان فيها، لديك خريطة وكل المسارات والأهداف مرسومة عليها، واللعبة خطية حتَى باتصال عالمها والانتقال بين الأماكن من خلال التنقل السريع، لا وجود لأدواتٍ تفتح أماكنًا جديدة، لكن بعض الهجمات وأحداث القصة تفعل ذلك، وكثيرًا ما تتحول اللعبة لمجموعة من المهام المتكررة، ولا أعني هنا القتالات، فاللعبة تُحسن التنويع في أماكن القتال والزعماء بشكلٍ لا بأس به، لكن بعض المهام هي نسخة مكررة لنفس المهمة للحصول على عملاتٍ تسمح للاعب بالتقدم، وإن كانت بعضُ هذه المهام ثانوية، فإن المهام الرئيسية مشَكَّلة أيضًا من نفس النمط.
تأخذك بعض المهام لمكانٍ معين في الخريطة، لا تستطيع استكشافه كاملًا، تُعيدك اللعبة إليه لاحقًا وتفتح لك مسارًا جديدًا، وبعدها تُعيدك إليه من نفس الطريق وتفتح لك مسارًا صغيرًا، أو تضيف لك قتال عدو، أو تطلب منك جمع شيء، تكرارٌ يُصبح مؤذيًا خاصة عندما تتوقف الأحداث الرئيسية لتجبرك على إنجاز عددٍ من المهام قبل المواصلة.
في العالم، قد تجد بضع مسارات فرعية بعيدة عن الطريق المؤدي للمهام، وبعض الكنوز المخبأة، ابحث جيدًا، وستكون لديك دروع وأسلحة أقوى ومقادير تسمح بطبخها بزيادة عداد الحياة، فريدجي لديه درعُ حرب يُلبس، ودرع للصد، وسلاح خفيف، وسلاح ثقيل وقوس وسهام، وتأثير الأسلحة القوية يظهر سريعًا إذا أخذت الوقت لتطوير ما لديك، تأكد فقط من أن تحافظ على وزن معقول، فكل سلاح له وزنٌ يؤثر على حركة شخصية اللاعب، وكذلك يسبب ضررًا أكبر لنوعٍ مختلف من الأعداء، والدروع كذلك، فإنها تقي بشكلٍ أفضل من نوعٍ معين من الأعداء ويمكن التبديل بينها في أي وقت بشكلٍ سهل للغاية.
• فنيًا:
المظهر كان أول ما لفت انتباهي، رسمٌ يدوي ثنائي الأبعاد، شبيه لحدٍ ما برسومات القصص الكلاسيكية، الخلفيات جميلة، مُتحركة وحية، ومن بداية اللعبة، ستجد أن الأماكن التي تلعب فيها تتغير بشكلٍ أو بآخر، من الغزو في أول الدقائق لحركة الفرسان والشخصيات بعد التقدم في اللعبة، التنوع في البيئات محدود، لكن بالنظر لعدد الساعات (القصير لولا المهام المتكررة) فأعتقد أن التنوع فيها كافٍ.
أعجبني كذلك كيف أن الدروع والألبسة (لأنه نعم بعض ما يمكنك ارتداؤه لباسٌ وليس درع حرب) مختلفة في الشكل والخصائص، قد يوقعك ذلك في ذلك الاختيار الصعب، الشكل على حساب الخصائص والقوة؟ 🙂
الشخصيات في اللعبة لا تتحدث، فأعطاها فريق التطوير أصواتًا شبيهة بالمزمار، أمّا القصة، فعندنا راوٍ، Geralt من لعبة The witcher بنفسه (الممثل الصوتي Doug Cockle) أصوات الهجمات والضربات لها قوة مع المؤثرات المُناسبة، أما موسيقيًا، فتخيلوا واحدة من القصص التي تُحكى في الحانات في قصص الرسوم أو المسلسلات، طبولٌ وآلة الهارب وآلات موسيقية “دافئة” مكتومة، ظهور بعض الأعداء من الضفادع يُحولها لما يُشبه الإيقاعات القبائلية، فيها الكثير من الضرب والقرع دون زيادات آخرى.
لعبت ما يقترب من 15 ساعة في اللعبة، خسرت الكثير من القتالات مع الزعماء بسبب معدل الإطارات وذلك بسبب حاسوبي، فاللعبة تحتاج لدقة كبيرة أحيانًا، وأي هبوط أو تباطؤ يجعل المهمة صعبة، استمتعت بها، خاصة بالجزء الأول الذي كانت حركة الأحداث فيه متسارعة، أمّا القسم الأخير، فأصبح سريعًا وبحث فريق التطوير عن جعله ملحميا، لكنه كان الأصعب مع قتالات كثيرة ومتكررة، لكن نقاط الحفظ تسمح بالعودة لنقطة قريبة من الزعماء، وكثيرًا ما تكون نقطة الحفظ على بعد باب واحد من الزعيم.
– المميز في اللعبة –
التوجه الفني للعبة رفيع، الرسومات الثنائية الأبعاد تجعل كل مشهدٍ يُشبه الخلفية، ويتخطى ذلك المشاهد السينمائية، يُمكن التقاط صورة في أي وقت وستظهر الإلتقاطة جميلة مميزة بسبب العناية الكبيرة بالتفاصيل.
+ ميزات:
الرسومات الثناية الأبعاد، والخلفيات الحية وتطورها بالتقدم في اللعبة – نظام قتالات ممتع بإجادته – تنوع في الأسلحة والاختيارات المختلفة للدروع والألبسة وتأثيرها على الشكل واللعب.
– عيوب:
تكرار ملحوظ في المهام الرئيسية – القسم الأخير من اللعبة قد يكون صعبًا بشكلٍ غير معقول خاصة بتفويت اللاعب للأسلحة القوية.
لا شيء في اللعبة يضيف شيئًا للتنوع، إلّا مكانٌ واحد ربما يُستحسن ألّا أتحدث عنه، اللعبة فيها القليل من القفز لكنها ليست لعبة منصات، كما أنها خطية لحدٍ كبير، واعتمادها الكامل على القتالات، فإن لم تستحسن هذا الجانب منها، فلا أعتقد أن هنالك سببًا للصبر على كل التكرار، إلّا لو أعجبك المظهر، لكنها تبقى لعبة مصقولة ويمكن أن يصبح أسلوب القتال فيها ممتعًا للغاية إن أجدته بالشكل الكافي وطورت شخصيتك كما يجب.
