عالم Alien واسع جدًا، مع تفاوت في مستوى ألعابه، وبين الجيد جدًا والمتوسط، تقع لعبة Alien Rogue Incursion التي كانت في الأصل لعبة واقع افتراضي، قبل أن تحصل على نسخة جديدة للتحكم العادي.
تأخذ دور Zula Hendricks التي تحط على كوكب Purdan بعد تلقي نداء استغاثة، الذي تجد ويمكنك أن تفترضه من العنوان، هو منشآت غزاها الفضائيون، وتتحول المهمة من البحث والإغاثة للبقاء على قيد الحياة.
لا تمتلك اللعبة تلك الأحداث المحورية المهمة إلّا ربما في نهايتها، وذلك مؤسف ولا بد أن تعرفه كذلك بما أن هذه اللعبة تنتهي على حدثٍ مؤثر كبير، ومفترض أن نحصل على تتمة في وقت ما، هذا إن حصلنا على واحدة، اللعبة مُطورة لتصدر على جزأين، لذا ادخل المغامرة وفي بالك هذا.
لأنّها في الأصل لعبة واقع افتراضي، تشعر أنّ في التحكم عيبًا، لا تمتلك اللعبة تلك السلاسة ولا الشعور المرضي عند استخدام الأسلحة النارية، تفي بالغرض، ولعلّها مقارنة بألعاب إطلاق النار تعيدنا شيئا ما لألعاب الجيل السادس، ليست سيئة، خاصة أنّه يمكن تفعيل مساعد التصويب حيث يسهل عليك التصويب ناحية الأعداء، لكن سريعا ستجد أنّك لا تحتاج ذلك، لكنه عملي -أيْ مساعد التصويب- للغاية إنْ أردت توفير الرصاص والتخلص نسبيًا من شعور إطلاق النار الغريب.
Alien وAliens
لن تقاتل في اللعبة عدوا آخر غير الفضائيين (Aliens) بشكله الأيقوني الكامل والأعداء الذين يُشبهون عنكبوتا فضائيًا، لكن الفضائي هو عدوك الرئيسي، وعندما أقول عدو فأنا لا أقصد عدوا واحدا بلا شك (كما مع Alien: Isolation) بل ستواجه عددًا كبيرا منهم يظهرون في أماكن مختلفة من المنشآت التي تزور، يتحرك الأعداء على الأسقف وخلال التهوية، ظهورهم أحيانًا خطي ضمن سيناريو اللعب، لكن وأنت تتنقل في المنشآت، ستسمع أصواتهم وقد تواجههم بشكل عشوائي، لذا حتّى إن أفرغت منطقة منهم إنْ قضيت وقتًا طويلًا فيها ستواجه المزيد منهم.
لهذا السبب، ولأن الذخيرة متفرقة وتختفي بشكل كامل إنْ استخدمتها، علقت في مرحلة متقدمة من اللعب، وقد كان سوء تصميم المرحلة عيبًا كبيرا جعلني أعيد ساعة تقريبًا من نقطة الحفظ مع التأكد من أنني أستخدم الذخيرة بشكلٍ أفضل وأعود أدراجي لأحصل على الذخيرة التي فاتتني لأوفر المزيد منها عند الحاجة.
على صعوبة متوسطة، لا يُشكل الأعداء تحديًا كبيرا، بل يكاد يكون قتالهم منعدم التحدي، مازال عدو واحد منهم قادرا على إنهائك إن هاجمك بشكلٍ مستمر وتسمرت مكانك، لكن حصول ذلك صعب للغاية إلّا لو باغتك أكثر من واحد، ستجد أنّ الأعداء يلتصقون في أماكنهم لفترة تجعلك قادرا على قتلهم بسهولة، وإن كانوا قادرين على القفز ناحيتك أو الركض باتجاهك، فأنت أيضًا تمتلك طريقة للتراجع بسرعة، انتبه فقط لأنّها تستهلك شريط الطاقة عندك كما يفعل الجري، وستصبح سرعتك أبطأ وقتال الأعداء أصعب.
ذكاء الأعداء محدود، لذا ليس صعبًا أنْ تجعل القتالات في صالحك وتقتلهم فور ظهورهم من مخارج التهوية، عندك جهاز كشف بالرادار يكشف لك أماكن الأعداء لكن أشك أنّك ستستخدمه، قتلهم قبل اقترابهم منك يجعلك تُنهيهم بشكلٍ سريع. عددُ الأسلحة في اللعبة قليل للغاية، واستخدامها مُتشابه لحدٍ ما، تأثير الرصاص على الأعداء سيء، وتشعر أنّ كل الأسلحة لها نفس التأثير، ومؤسف حقا أن اللعبة لاعتمادها الكبير على قتال الأعداء لا تقدم معها مستوى أفضل لذلك.
لأنّ العمل الأصلي لا يملك الكثير من الأعداء، فالأمر هنا هو نفسه، الأحداث تدور في مكان واحد يتسع شيئًا فشيئًا كلما تقدمت، لكن ستعطيك اللعبة دائما شعورًا أنها مبنية للواقع الافتراضي وكله شيء فيه ضيقته الميزانية، بما أنّ عالم اللعبة متصل، ستحتاج للبحث عن طرق لفتح الأبواب، إمّا بتوصيل الكهرباء عن طريق ما يُشبه الألغاز البسيطة، حيث توصل الأسلاك لموصلاتها لتحصل على تيارٍ مناسب قادر على فتح الأبواب، قد تحتاج بطاقة بتصريح مُعين لدخول غرف ومناطق محددة، أو قد تحتاج لتحميل تصريح مُعين على لوحيك لفعل نفس الشيء، لذا كل ما في اللعبة من البداية للنهاية، هو قتال الأعداء وفتح الأبواب، عندك خريطة تستخدمها وعليها تجد المهام، لذا صعب أن تتوه أو لا تعرف ما هي خطوتك التالية.
لا أعلم إن كانت تجربتي مع اللعبة لتكون أفضل لو جربتها مع الواقع الافتراضي، لكنّها هنا كانت محدودة، حتّى التفاعل يُصبح محدودا وأقل إبهارا، يمكن الإمساك ببعض الأشياء في البيئة ورميها دون أن يكون لديه فائدة، كالكؤوس والملفات والبراغي وغيرها، كما أنّ طريقة فتح بعض الأبواب والقيام ببعض الأشياء يتطلب منك ضغط أزرار الكتف، وذلك يُعوض ما يمكنك القيام به في نسخة الواقع الافتراضي بالتحكم الحركي.
اللعب محدود، وواجهت خطأ تقنيا يتكرر كثيرا حيث تعلق شخصية اللعب عند التفاعل مع بعض محطات الطاقة، اللعبة تعاني أيضًا من تكرار شديد في قسمها الأخير، صحيح أنّك تفعل نفس الأشياء وتقاتل نفس الأعداء من البداية، إلّا أن البداية على الأقل تفتح لك المزيد من المسارات والأقسام، ما يُبقيك منشغلًا ومستمتعًا، هذا يختفي عندما تفتح كل شيء واللعبة تستخدم حيلة وضع الأهداف في نقاطٍ متباعدة لتجري من واحدة لأخرى لتجد المخرج، الخريطة قد تكون مربكة لنفس السبب وتوضح أهدافك في أماكن لا يمكنك الوصول إليها.
حتّى بميزانيتها المحدودة ورسوماتها المتوسطة، تحافظ اللعبة بشكل رائع على عالم اسم Alien والشكل العام للمركبات والأجهزة والبدل والوحوش وغيرها، ذلك يشمل التوجه الفني للرسومات والصوتيات معًا، أصوات قوائم الأعداء على المعدن وكيف تُسمع في مسارات التهوية، المؤثرات التي تُرافق فتح الأبواب أو استخدام جهازك الخاص، هذا على الأقل جزء وفي للعمل الأصلي يمكن أن تثني عليه.
لعبة Alien Rogue Incursion ستأخذ منكم ⏱️ 7 ساعات تقريبًا، ربما أقل بكثير مع صعوبتها شبه المنعدمة، نسخة الواقع الافتراضي قد تكون أفضل، لكن تبقى لعبة خطيّة مقبولة، مؤسف فقط أنّها لم تقدم تجربة إطلاق نار ممتعة ضد الفضائيين.











