بعد أحداثِ الرابع ومعاناة شخصية Kait Diaz مع الفقد، ليسَ غريبًا أن تأخذ دور البطولة هذه المرة، الفصول الأولى من اللعب تُحاول أن تأخذك لمُنحنى مختلفٍ تماما عن كل هذا، ما يجعل بداية اللعبة مع مشاهد البداية والتدريب بطيئة للغاية، اللعبة إن أردنا أن نضع نقطة انطلاق لقصتها الأساسية فتبدأ من الفصل الثالث.
بعد مناوشات بين أعضاء فريقك ورؤى مُتكررة ومربكة لـKait، تُقرر هذه الأخيرة أن تسلك السبيل وتختار الطريق لمعرفة ما تخفيه هذه الرؤى، الجزء الرابع كاملًا ونهايته كانت مدخلًا لقصة هذا الجزء، ويلزم Kait أن تعرف علاقتها بالـLocust، ما يجعل القصة هنا شخصية بشكلٍ أكبر، دورُ البطولة لا يجعل من Kait البطل المنقذ للبشرية، وقد يجد البعض أن القصة ضعفت أكثر لهذا السبب.
🎮 مراجعتي هذه لطورِ القصة فقط، اللعبة تدعم اللعب التعاوني (CO-OP) حتى 3 لاعبين على نفس الجهاز وعبر الشبكة، لكن خُضت التجربة بشكلٍ فردي بشكلٍ كامل على الـPC عن طريق الـGamePass.
📌 تحتوي اللعبة في البداية مقطعًا يُذكرك/يُعرفك بـ/لأحداث الجزء الرابع.
حملتُ عدة الحرب مباشرة من الرابع للخامس، وقد كان انطباعي عن الرابع إيجابيًا، الخامس نقلة كبيرة، بدءًا من نظام اللعب، التصويب والاحتماء لم يحصلا على تجديد، لكنهما حصلا على تحسين، شعور إطلاق النار هنا أسلس وأفضل بكثير، والانتقال بين أماكن الاحتماء أسرع والمجال للخطئ أقل، كالعادة سهل جدًا أن تحتمي خلف الجدران وما في البيئة وتُطلق النار من مكانك أو بشكلٍ عشوائي دُون أن تُصوِّب، وزر واحد يؤدي المطلوب، الركض والالتصاق بنقاط الاحتماء والقفز عنها يستخدم زرًا واحدًا ().
هذا الانتقال المباشر جعلني أخلط أحيانًا بين طريقة استخدام الضربات المباشرة عند الالتقاء بالعدو (بالسكين عادة) وبين استخدام المنشار، عكس الجزء السابق، الآن هناك زر منفصل لكل واحد، ذلك لعدم إجبار اللاعب على استخدام المنشار إذا ما أراد استخدام هجومه العادي ضد الأعداء القريبين بما أنّه الأسرع، لكنه مُربك عند الانتقال مباشرة من جزء لآخر.
بيبيب بوبوب!
الميزة الجديدة في هذا الجزء هو الآلي الذي يُرافقك، جاك آلي ظريف يؤدي عددًا من الوظائف، فبالإضافة لكونه يفتح الأبواب ويتفاعل مع الدارات والآلات في البيئة، يُمكنه أن يُساعدك كثيرًا في القتال من خلال قدراته التي تتطور بالتقدم في القصة، شخصيتك كلاعب ثابتة لكن شخصية جاك ليست كذلك، تجد في البيئة قطعًا تسمح لك بترقية قدراته بعدما تفتحها لك اللعبة، يُمكنه حمل الأسلحة والذخيرة وجلبها إليك، يمكنه صعق الأعداء، تحديد مواقعهم من خلال ماسح، إضاءة الأماكن المظلمة، كل قدرة تنفع في مواقف مُعينة، ويمكنك الاستفادة منها لإخراج العدو من مكانه والالتفاف، الأمر أسهل مع هذا الجزء حيثُ لا يلتصق بك كل عناصر فريقك كما كان يحصل بشكلٍ مستمر مع الرابع.
استغلال ذلك ضروري، فعلى مستوى صعوبة متوسطة أو أعلى من ذلك (يُمكنك تغييرها في أي وقت) الأعداء يعرضون تحديًا جيدًا، خاصّة أن بعض الأسلحة قادرة على إنهاؤكم وفريقكم بشكلٍ سريع كالسهام الملتصقة، بعضُ الأعداء الضخام يحملون أيضًا أسلحة كبيرة كالرشاشات وقاذفات الصواريخ، فتحتاجُ للتحرك باستمرار واستخدام أسلحتك والقنابل وقدرات جاك للإطاحة بهم قبل أن يفعلوا ذلك.
إضافة الآلي موفقة، فالمواجهات أعتى وعددُ الأعداء أكبر، مساحة اللعب غالبًا كبيرة وأماكن الاحتماء تنسجم مع التصميم العام، مازال هناك أعداء عندهم القدرة على إخراجك من مكانك، وبعضُ الأسلحة كالمتفجرة منها يُمكنها أن تُنهيك إن ثبت في مكانك وكنت للعدو إصابة سهلة، الأمر يسير في جهتين طبعًا، فكل سلاح عند العدو يُمكن أن يُصبح سلاحك.
رُبما الاحباط الأكبر أنّ اللعبة تقريبًا دُون قتالات زعماء، لا تحتوي اللعبة قتالًا يُمكن تذكره، مُجمل الأحداث فيها تُبرر ما تقوم به لحظتها، ولعلّ ربط القصة كاملة بشخصية أضعفها جدًا، ما عانت منه اللعبة في الجزء الأول تُعاني منه مُجددا، الكثير من التضحيات والاختيارات تبدو دُون وزن أو ثقل، كتابة الشخصيات مقارنة بالرابع أفضل بكثير، القصة ليست كذلك، ولم ينفعها بلا شك أنها غير كاملة.
هناك أيضًا إضافة تُذكر لكنّها لا تُغير الكثير، التسلل، اللعبة في تُقدم في أماكنٍ محددة اختيارا يسمح لك بقتل الأعداء خلسة، ليست إضافة مهمة، تُعفيك من مواجهة بضعة أعداء، لكن ستنتهي غالبًا بمواجهة المزيد منهم مباشرة بعد ذلك.
الجيد في اللعبة بل الممتاز أنّها رغم فلسفة تطوير شبيهة للغاية بالجزء السابق وربما بالأجزاء التي سبقتهما، تُقدم مواجهات تختلف ظروف القتال فيها، قُدم ذلك في الرابع بإضافة العواصف، هنا أصبحت القتالات مُصممة بشكلٍ أذكى، حيثُ يختلف الأعداء كذلك بإضافة أنواعٍ جديدة، تقاتل مثلًا فوق جليد يُمكن أن ينكسر، تقاتل رفقة آليي COG (كانوا من أعداء الجزء الأول) ورؤية الكرات المعدنية الضخمة التي تهوي في الأرض حاملة الآليين أو المُسيرات المزودة برشاش شعور هوليودي مسلٍ وأنت في أرض المعركة، اللعبة تنجح بشكلٍ كبير في خلق مواجهات ممتعة بتنويع الأعداء وطرق تفاعلهم معك وهجماتهم، وتجعل البيئة من حولك مناسبة لهذه المواجهات حيثُ تسهل عليك التنقل والالتفاف.
تزلج وتزحلق نحو الانفتاح
الإضافة الأبرز في هذا الجزء، المزلاج، بعد فصولِ اللعبة الأولى تتوسع اللعبة لأوّل مرة لما يُشبه عالمًا مفتوحا، عبارة عن مراحلٍ واسعة بنقاط مهامٍ محددة، تتحرك فيها على الثلج بداية وفي بيئة مختلفة لاحقًا بمزلاج يملك شراعًا، اللعبة تغتنم هذه الفرصة لتُقدم بيئة أوسع مع مهامٍ جانبية هذه المرة، وبما أنّ اللاعب يتحرك في المرحلة قبل أن يصل المهام، فهي فرصة كذلك لتوسيع أسلوب السرد باعتماد حوارات أكثر مع الشخصية المُرافقة.
التحكم في المزلاج سلس وقد يحتاجُ بعض الاعتياد بما أنه ينزلق والسرعة الكبيرة قد تأخذك ناحية العقبات، لكن المسارات واسعة ويسهل اعتماده للوصول للأهداف، وبعد القليل من الاعتياد على وزنيته، يُمكنك الاستمتاع باكتشاف الخريطة وتجميع ما فيها من إضافات وأمور قابلة للتجميع تُعرفك أكثر على عالم اللعبة.
الأماكن الواسعة التي تزور أطرافها ذهابا وجيئة تحتوي مهمة رئيسية مجزأة على أقسام، وطبعا ذلك المزلاج الذي أجده سريعًا يسمح لك بالتنقل بينها، لكن عندك أيضًا مهام جانبية، قصيرة والمكافأة فيها قطع لتطوير آليك، جاك، هذه المهام تُفعل تلقائيًا عند وصولك لمكانها، وعندك خريطة تُظهر أيقوناتها ليسهل عليك تتبعها، اللعبة تعطيك بوصلة كذلك وعلامات مرئية لتُسهل عليك الوصول إليها، ولا، خريطة اللعب ليست كبيرة، التنقل بين المهام يأخذ دقائقًا قليلة للغاية، وقد تستفيد من وقفاتك المتكررة لتحمل سلاحًا ثقيلًا، المزلاج يسمح لك بركن سلاحين على جانبيه، ما يجعل الأمر ممتعًا، تنهي مهمة جانبية، تأخذ سلاحًا وتنطلق لأخرى مجهزًا.
أحببتُ توجه اللعبة الفني في هذا الجزء، مقدارُ التنوع مقبول، لكن أكثر ما أعجبني المنشآت الصناعية والأجهزة والإضاءة فيها، تُعطيك لمسة خيال علمي قادمة من بدايات التسعينات، اللعبة مازالت مُلونة إلّا أنها سوداوية بشكلٍ أكبر إن قُورنت بالرابع، كثرة المقارنة ليست عادلة لكنها ضرورية لإظهار النقلة بين الجزأين، خاصة أني لعبتهما بشكلٍ متقارب.
المؤثرات الصوتية والصورية أفضل، مؤثرات الدم تحسنت، واختلاف الفصول بين الأماكن المفتوحة والمغلقة داخل البنايات ممتاز، خاصة أنّ بعضها يحمل في الكثير من أجزائه ريشة تُشبه كما قلت أعمال الخيال العلمي وخاصة المرعبة منها، التصاميم الداخلية تستفيد بشكلٍ كبير من الإضاءة وتُبرز القوة التقنية لها، ليس أنّ البيئات الخارجية سيئة بل مازالت مبهرة تقنيًا وفنيًا، لكن الأماكن المغلقة والمسارات الخطيّة داخلها كانت المفضلة عندي.
عندما سمعتُ ألحان اللعبة، قُلت هذه تُناسب الأجواء حتمًا، هي ألحانُ Gears Of War قبل أن تكون ألحانَ لعبة حربية، مازالت بعضُ المقطوعات الموسيقية تُقدم هذا الانطباع، إلّا أنّ الكثير منها يُذكر بالأجزاء الأولى ويبعث الحنين لمن تعلق بالسلسلة وألحانها، ولتنوعِ الأحداث وإضافة الأماكن المفتوحة، بعضُ المعزوفات أقل “توترًا” وصخبًا، وتنجح في خلق أجواء مُختلفة.
أكثر ما أرهق مسمعي في الرابع أنّ الشخصيات تشابهت وأغلبها تُنكت، بسبب تغيير المواضيع المتناولة في هذا الجزء وميله أكثر للجوانب المعتمة من اختيارات البشرية في هذا الجزء، الحوارات أكثر، وأداءُ الشخصيات أفضل، الحوارُ السخيف وسط الأحداث المؤثرة اختفى، وذلك جيد بما أنّك ستقضي الكثير من الوقت تستمع لمحادثات الشخصيات، التي ترافقك أو عبر الراديو.
إيقاع اللعب في اللعبة ممتاز، المواجهات ممتعة، واللعبة إجمالًا طويلة، تعدّيت 12 ساعة من اللعب مع مهامها الجانبية، القصة للأسف لم تكتمل، هي كاملة حيثُ تصل، لكنّها كما حصل مع الرابع تفتح فصلًا جديدًا يُمكن أن تُكمّل عليه، دون تكملة ستكون القصة ناقصة، وقد أضافت اللعبة في النهاية اختيارًا يُغير أجزاء من القصة، افتراضي أنّها كانت ستبني عليه للجزء السابق، لكنّها تبقى لعبة إطلاق نار حركية ممتعة ومصقولة.