تحكي اللعبة قصة خيانة أمير لأخيه وأبيه الملك، والسبب سيف، السيف القاتم، يحل الظلام والموت جراء ذلك، ليُدخل المملكة لعصرٍ معتم، لوقف ذلك، تحكي الأساطير عن ثلاث بلورات قادرة على كسر لعنة السيف، وأنتَ كالفارس المُختار عليك خوض التحدي لإيجاد البلورات وهزيمة الأمير الخائن ولعنته.

⚠️ Bleak Sword DX نسخة أحدث من اللعبة التي صدرت على خدمة Apple Arcade، نظام اللعب مُحدث في هذه النسخة، مع تعديل لذكاء الأعداء، إضافات اللعبة الثلاث وإعادة توزيع للأعداء. هذه هي النسخة التي جربت دُون أن يكون عندي إطلاع أو تجربة مسبقة للإصدار الأصلي.

يسهُل تصنيف اللعبة، Souls-Like، باعتمادها الكامل على القتال، تقتبس اللعبة نظام القتال من ألعاب فريق FromSoftware، لكن فيها إضافات بسيطة تجعله مُختلفًا، مازال يعمل بنفس الطريقة لكن تم تدويره ليلائم فكرة وببساطة اللعبة كذلك.

عندك سيف ودرع، السيف لتهجم والدرع لتدافع عن نفسك، رُد الهجمة بالدرّع واهجم لتُسبب ضررًا كبيرا، أمّا الضربات القوية فعليك تفاديها، تمتلك عدادًا للتحمل (ستامينا)، غير أنّ الفريد هنا أنّه متعلق بهجومك وليس دفاعك، تدحرج وصُدّ بقدر ما تُريد، لكن لن تتمكن من الهجوم إلّا وأنت تملك جزءًا من عداد التحمّل، الدفاع أيضًا مؤقت، عندما تضغط زر الصد يمكنك الصد لحظتها فقط، إبقاء يدك على زر الدفاع لا يعني أنَك سترد الضربة التالية، بل عليك صدها بالضغط من جديد.

التحدي في الضرب لا الرد

التحدي هنا، أن توقف أو تتفادى هجماتِ الأعداء وتنهيهم بضرباتك، سواء أصبت العدو أو لم تفعل، ستُضحي بجزء من طاقتك، هذا يجعلك تُفكر بطريقةٍ أفضل لمواجهة الأعداء، هل تقضي مثلًا على الأسه؟ أو تُنهي الذي يُسبب لك المتاعب أو الذي يحتاج عددًا أكبر من الهجمات وهو سهل؟ وهكذا…

إذا صدّيت هجمة العدو في الوقتِ المناسب يُمكنك الهجوم بشكلٍ أقوى، وقت ضرباتك بقدر ما يُمكنك وسيصبح القتال ممتعًا، ضربة تلو الأخرى وتُنهي العدو قبل أن يهجم مُجددا، الأعداء يتطلبون بعض التفكير بدل الهجوم بعشوائية، لكن إتقان هذا النظام القتالي البسيط، كفيل بجعلك تجهز على كل الأعداء بشكلٍ أسرع.

اللعبة ليست لعبة مغامرات، هي لعبة قتال داخل حلباتٍ صغيرة، تضعك في مواجهة عددٍ من الأعداء، قد أقول أنهم يظهرون كأفواجٍ، لكن طريقة ظهورهم تختلف حسب المراحل، لكن ستواجه عددًا محددا منهم وبترتيب مُحدد في كل مرة، ستقول، يُمكنني التمرس وأخذ الوقت لحفظ هجمات الأعداء وترتيب ظهورهم، سأرد عليك، ذلك جيد، بشرط أن تقوم بذلك من المرة الأولى، لأنّه بعدما تموت، تسمح لك اللعبة بإعادة المرحلة مرّة واحدة والاحتفاظ بنقاط الخبرة، إذا مُت مرة ثانية، يُمكنك إعادة المرحلة بقدر ما تشاء، لكن ستفقد كلّ ما جمعت من نقاط خبرة وأدوات.

بعد أن تنتهي من المرحلة، والتي تأخذ دقائقًا قصيرة، تحصل على قائمة تُطور من خلالها بما تمتلك من نقاط خبرة إمّا عداد الحياة أو ضرر هجماتك أو الطاقة رغم أني وجدت تطوير الهجوم أحسن وأنفع، وقد تحصل زيادة على ذلك على بعض الأدوات التي تُعطيك ميزة تختفي إذا مُت مرتين، لكن طبعًا لن تخسر ما طوّرت من خلال نقاط الخبرة، ستحتفظ بذلك، اللعبة تبدو كلعبة Roguelike، هي جزئيًا كذلك، لكن لا تعود من بداية اللعبة ولكن من بداية المرحلة، التي تأخذ كما ذكرت دقائقًا محدودة.

المُواجهات مع الأعداء مُنوّعة، بعضهم طائر والبعض يهجم من الأرض، هناك من يستخدم السحر أو يرمي بشيء عليك، كما لهم خصائصٌ مُعينة، عدو كبير مُدرع قد ينهيك في ضربة واحدة، شبح يحتاج منك أن تضغط مطولًا زر الهجوم لتطلق ضربة قوّية، بعض الأعداء يقذفونك من بعيد ويمكنك ردّ قذائفهم، التنوع في اللعبة من حيثُ الأعداء جيد للعبة صغيرة، ويسهل عليك التمييز بينهم حتّى وإن كان تصميم اللعبة بسيطًا.

التحدي أن تواصل دُون موت

تستغل اللعبة الرسومات البسيطة وكذلك مؤثراتها الصوتية لتُعطيك إشارات للصد وشحن السلاح لضربة قوّية وغيرها، لذا سواء اعتمدت ما تراه أمامك أو استخدمت الصوت، يُمكنك إتقان اللعب، ستحتاجُ ذلك بلا شك، لأنّ المراحل رغم قصرها، تدفعك لمحاولة إنهائها من المرة الأولى لكي لا تخسر ما جمّعت من نقاط خبرة، كما أنّك بعد كل مرحلة، تنتقل للأخرى بزيادة قليلة لشريط الحياة، حيثُ لا يمتلئ عن أخرِه إلّا إن مُت وأعدت كل شيء من البداية.

اللعبة صعبة من مُنطلق أن الأعداء يقتلونك بعددٍ بسيط من الضربات، وكما وصفتها سابقًا، هي ليست لعبة مغامرات، المراحل عبارة عن مُربع صغير مع عددٍ محدد من الأعداء يظهرون ويهاجمون بترتيب مُحدد، لذا لا وجود لنقاط حفظ وسط المرحلة، ستنتهي المرحلة وتنتقل للأخرى، كل مرة، ستواجه نوعية مُختلفة من الأعداء في مرحلة مُختلفة، تجمعها سمة مُعينة، كأن تكون مرحلة بركٍ أو مرحلة ثلجية أو داخل قلعة، لكن تتغير نوعية الأعداء فيها لتلائم اللعب، كما يختلف شكل المرحلة عن الأخرى.

الزعماء يرفعون التحدي بشكلٍ أكبر من الأعداء الصغار، لكن ليس مستحيلًا إطلاقًا أن تنهي الزعيم من المحاولة الأولى وتعلق عند الصغار، السر ألا تهجم قبل أن تعرف هجمات الزعيم وسرعتها ونوعها، بعدها تفادى بالتدحرج واهجم، يُعجبني حقًا كيف أن اللعبة تستخدم إشارات مرئية مع إشاراتها الصوتية، ذلك يجعل تركيزك الكامل على القتال.

تصميم بسيط لكنه فريد

من تصميم البطل للبيئة والزعماء، تستخدم اللعبة عددًا محدودًا جدًا من الألوان، مع تصميم يعتمد على المُجسمات، لا يُعتبر التمييز بين الأعداء مسألة صعبة بما أن تصميمهم مميز، وربما فضَلت لو كان تصميم البطل أفضل، خاصة أن اللعبة تعتمد عناصر بيكسلز كبيرة جدًا.

المراحل مزيج بين مُجسمات ثنائية الأبعاد وأخرى ثلاثية، وسط ما يشبه المنصة المستطيلة التي تطفوا وسط الشاشة، المراحل لا تأخذ كامل الشاشة، بل وسطها محاطة بالسواد، هذا يجعل المساحة التي تلعب فيها صغيرة، وأحيانًا تُصبح أصغر بتواجد مجسمات زينة في المرحلة، صغر هذه المراحل يُصبح أحيانًا خانقًا، وبعضُ هذه المجسمات تخفي الأعداء، لكن بمطاردة الأعداء لك، سيتحركون باستمرار عنها لإصابتك، اللعبة تمتلك هويتها البصرية، والتصاميم رغم بساطتها الشديدة ليست سيئة إطلاقًا.

الاختيارات الصوتية رُبما غريبة لكنّها تتماشى مع اللعبة وأسلوبها الفني، الأصوات مُصممة عن طريق الفم، الهجمات والضربات عبارة عن “بشبش” و”بخبخ” 🤣 اختيارٌ غريب لكنه منسجم مع توجه اللعبة وتغطي عليها الموسيقى بشكلٍ جيد، هذا للضربات والهجمات فقط، فبقية الأعداء لديهم أصواتٌ محددة.

موسيقيًا، قد لا تتناسب الألحان مع تصميم اللعبة، تُناسب المراحل، وإن عبت شيئًا في اللعبة فلن يكون الموسيقى، تفي بالغرض، من تلحين Jim Guthrie، تكرارها طوال المراحل حتّى تتغير بيئة القتال قد يكون العيب المُتعلق بالموسيقى وليس بالاختيارات.

Bleak sword لعبة تعتمد القتال، بسيطة للغاية، أركيدية، هي لعبة تُنهي فيها مرحلة أو مرحلتين وتتركها لتعود لاحقًا دون أن تنسى أسلوب اللعب ولا أين وصلت، يُمكنك إعادة أي مرحلة أنهيت سابقًا، يُمكنك إعادة المراحل عندما تموت فيها بالقدر الذي تُريد، قد تجدها بسيطة لدرجة لا تُشبع حاجتك لأسلوب لعبٍ احترافي، ولا جذابة بالشكل الكافي بتصميمها البسيط الذي لا يبدو دائمًا جيدًا على شاشة كبيرة.

‫‫ شاركها‬
اشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتاً
Inline Feedbacks
View all comments