لعبتها سابقًا وعدت إليها لإنهاء المحتويات الإضافية التي لم أقربها قبلًا، فوجدت نفسي أنهي القصة الأصلية مع عددٍ كبير من المهام الثانوية، Borderlands ستبقى عند الكثيرين، الجزء المُفضل من السلسلة، قد لا يكون الأفضل، لكن توجهه الفني جعله يشيخ بشكلٍ جيد، مع قابلية جيدة للعب بتحكم بسيط وسلسل.
باندورا، الكوكب الذي ستلعب فيه، كوكب يصله أكثر من غازٍ في محاولة للحصول على ما فيه من مواردٍ كثيرة لم تُمس، أنت واحدٌ ممن يصلون الكوكب بعد إخلائه، صائد كنوز في مهمّة لجمع مفتاح مجزء يفتح هيكلا يحتوي قوّة فضائية، خلال ساعاتِ لعبك، ستكون مهمّتك الرئيسية البحث واستعادة هذه المفاتيح، أمّا الثانوية، فمُختلفة، كثيرٌ منها يُساعد على فهم العالم والشخصيات فيه.
🎮 لعبتُ اللعبة بنسخة Borderlands game of the year Enhanced على الـPC وهي نسخة مُحسنة -قليلًا- من نسخة العام التي تحتوي كل المحتويات الإضافية، اللعبة لم تعد متوفرة للشراء على Steam لكن مفاتيحها متوفرة على متاجر بيع مفاتيح الألعاب. اللعب عبر الشبكة لم يعد متاحًا كذلك بطرقٍ رسمية.
اللعبة لُعبة إطلاق وسلب (Looter Shooter) ما يعني أنّ أكثر ما ستقوم به في عالم باندورا هو إطلاق النار على الأعداء، وبعدما يموتون تسلب وتنهب ما عندهم من أسلحة وذخيرة، تِلك طبعًا ليست الطريقة الوحيدة، السلاح والذخيرة وغيرها في عالم بندورا مُنتشرة في أكثر من مكان في حاويات الأسلحة وأحيانًا في أماكن عشوائية من العالم، داخل خزنةٍ أو خزانة مثلًا.
تركيز اللعبة الأكبر مبني على اللعب التعاوني، بعد أن تبدأ اللعبة، عندك 4 شخصيات تختارُ منها ما يُناسبك، لعبتها كاملة مع محتوياتها بشكلٍ فردي، لذا هذه المراجعة مبنية على تجربة فردية بشكلٍ كامل، أينقص ذلك من متعة اللعب؟ بلا شك، أكثر ما في اللعبة مُكرر، متعة التعاون لقتل الأعداء مع الأصدقاء حتّى وإن كانا اثنين أفضل، لكن مازالت اللعبة تُحافظ على جزء من مُتعتها بلاعب واحد.
إذا، 4 شخصيات تختار ما يُناسبك منها، اخترت بشكلٍ عشوائي، لا يهم الشكل هنا بما أنها من منظور الشخص الأول، لكن لكل شخصية بعض المزايا وشجرة تطوير مُختلفة وشجرة قدرات مُختلفة تفتحها كلما ارتفع مستواك، الأسلحة ستُشكل الفارق الأكبر مع مستوى اللعب، لذا لم تكن عندي حاجة لاختبار أكثر من شخصية، بَحَثْ، ووجدت أنه لا يوجد اتفاق حول شخصية دُون أخرى.
اقتل وانهب
الفكرة في اللعبة أنّ في العالم عددًا من المهام، كُلها تعتمد على فكرة اللعبة الأساسية، إطلاق النار وسلب ما تجد، وهذا للمهام الرئيسية والثانوية، الرئيسية مُتعلقة بالقصة وفي الغالب أصعب وتنتهي بزعيم، مستواك في البداية أقل من هذه المهام لذا تحتاج لإنهاء بعض المهام الثانوية حتّى تصل ذات المستوى أو أعلى منه، كلما كان مستواك أعلى كانت المهمة سهلة، وستجد أنّك في البداية، مُضطر لإنهاء عددٍ من المهام الثانوية قبل الرئيسية لأنّ المهام صعبة، اللعبة تُظهر لك مستوى المهام وتُشير لصعوبتها في قائمة قبولها، لذا سهل أن تعرف صعوبتها قبل دخولها.
تركيبة المهام مُتشابهة، الفرق أن المهام الرئيسية حجمها أكبر وقد تتكون من أكثر من مرحلة، تُجمع أغراضًا وبعدها تقاتل زعيمًا وهكذا، وقد وجدت أن أسهل طريقة لإنهاء المهام والحصول على المكافآت، هي قبول المهام من الشخصيات في العالم، وإنهائها تباعًا قبل العودة لهذه الشخصيات للحصول على المكافآة وربما أخذ المزيد من المهام الثانوية منها، استلام أكثر من مهمة والعودة للشخصيات المعنية يُوفر الكثير والكثير من الوقت، ويُقلل رتابة الانتقال بين المهام.
إذا سمعت ذلك وعرفت أن المهام مُكررة فما الذي يجعلني أنهي اللعبة بكامل محتوياتها بشكلٍ فردي؟ السبب بسيط، إطلاق النار والحصول على الأسلحة، إطلاق النار في اللعبة سلس، يسهل جدًا إصابة العدو في رأسه حيثُ تحدث الضرر الأكبر أو في أماكن مُحددة من جسده في الأعداء من غير البشر (مُساعد التصويب على يد التحكم يُساعد كثيرًا طبعًا مقارنة بالفأرة) اعتماد اللعبة على التصويب والإطلاق كبير، لذا لا يوجد شيء آخر تحتاج لتعلمه، معتاد على ألعاب إطلاق النار؟ أنهِ المهام واستمتع بتجميع الأسلحة، وعدٌ بسيط لكنه كافٍ للعبة من هذا الصنف.
استجابة اللعبة سريعة، اللعب سريع لكنها لعبة إطلاق نارٍ تقليدية من حيثُ التحكم، زر قفز وواحد للجري وأزرار إطلاق النار ورمي القنابل… نظام كافٍ لتركيز كُلي على الأعداء، الميزة كما قُلت في الأسلحة، فمستواك يُحدد الضرر الذي تتلقاه، عدو بمستوى أعلى من مستواك سيقتلك سريعًا، والعكس صحيح كذلك، ستأخذ وقتًا أطول لهزيمته.
الأسلحة، الكثير من الأسلحة
الأسلحة في اللعبة ممتعة، مُصنّفة، المسدس وبندقية الشاتغن وقاذف الصواريخ وبندقية القنص والرشاشات الثقيلة والسريعة، كلها تحمل ميزة وتنفع ضد نوعية مُحددة من الأعداء، بالإضافة لخصائص كُل سلاح كعدد الرصاص وسرعة التلقيم، تحمل بعضُ الأسلحة خصائصًا إضافية، قد تُلحق ضررًا ناريًا أو كهربائيًا بالأعداء، ما يجعلهم يتلقون ضررًا مستمرًا، لذا قد لا يكون السلاح الذي تستخدم الأقوى، لكن ضرره الإضافي قد يجعله كذلك، وقد ضحيّت بعددٍ من الأسلحة القوية للاحتفاظ برشاشٍ سريع يُلهب الأعداء، بعضها لا يمتلك قدرة إضافية لكن إطلاقه للنار مُختلف، كمسدس يُرسل الرصاص بشكلٍ متعرج، ولأكون صادقًا، نفع بعض الأسلحة الضعيفة أكبر بكثير من الأسلحة القوية التي تحتوي خصائصًا مثل هذه.
الأسلحة مُنتشرة في العالم، مخبأة أحيانًا، تجد منها العادي بعد إنهاء الأعداء، والقوي والنادر، مُحددة في ألوان تُساعدك على تمييزها، هزيمة الزعماء وإنهاء المهام يُعطيك غالبًا أسلحة أقوى لكن ذلك ليس شرطًا، كما أن عالم باندورًا مليء بآلات البيع الذاتي التي تشتري منها الأسلحة والذخيرة وتملأ فيه شريط الحياة والدرع، كما تزيد فيها سعة حقيبة الذخيرة لتحمل عددًا أكبر منها.
دُون تنوعٍ في المهام، تُجبرك اللعبة كثيرًا على التنقل بين مناطقها، فاللعبة مجزأة لأكثر من منطقة واسعة، تفتحها تدريجيا مع تنقل سريع، وليس غريبًا أن تُعيدك لنفس المكان مرارًا وتكرارًا لإنهاء مهامٍ مُختلفة، طبعًا الاختلاف عنها في المهمة نفسها، مهمة تجميع أو تفجير، لكن الطريق إليها واحد: قتل الأعداء. ليس ضروريًا أن تنهي كل المهام، بل اختر حسب التي تعطيك أكبر مقدارٍ من نقاط الخبرة واختر المهمة الرئيسية بعد أن تصل مستواها أو تتجاوزه.
للتنقل تُعطيك اللعبة سيارة، تُطلق النار، مزودة بسلاحٍ ثقيل، رشاش أو قاذف صواريخ حسب ما يُناسبك، الغرض منها التنقل وتقصير المسافات، التحكم بها ليس سيئًا لكن يعتمد على الأنالوغ الأيمن والأيسر للتقدم لذا قد يكون مربكًا، وبعيدًا عن بعض القتالات مع سيارات أخرى تنتهي سريعًا، لا تستفيد اللعبة من التنقل عبر السيارة بشكلٍ كبير، لكن تواجدها جيد بما أنه يُقصر كما ذكرت المسافات للمهام، لكن لن تحصل عليها من البداية، الصبر رفيقك حتّى تفعل إن لعبتها وحدك، وستفعل بما أن اللعب الجماعي لم يعد متوفرًا بشكلٍ رسمي.
لا يُمكنك تحديد صعوبة اللعبة بما أنه يمكن أن تكون سهلة أو صعبة بناء على مستواك، لكن بشكلٍ فردي، بعدما وصلت المستوى الثلاثين، أصبحت كل القتالات سهلة، الزعماء دائمًا ما يقدمون تحديًا إضافيًا، واللعبة تعطيك فرصة لمواصلة المواجهة إن مُت إن استطعت أن تقتل عدوًا قبل ذلك، الأسلحة التي حصلت عليها ما عادت تُؤثر وكثير منها دُون مستوى أسلحتي، لكن ستنقل كل شيء للمحتويات الإضافية ولا بأس من تطوير مستواك وإنهاء وتجميع الأسلحة قبل ذلك.
نوعية الأعداء مُختلفة، بعضهم يرمونك من بعيد، بعضهم ضخام البنية ويحتاجون لأكثر من شريط ذخيرة واحد، لديك أيضًا مخلوقات باندورا الطائرة والتي تُشبه الذئاب، لا أرى أن عدد الأعداء كبير، التنوع محدود، بيئة اللعبة واحدة، صحراوية، بعالمٍ مُدمر، فيه نقاط مهمة مُحددة بتصميم مُختلف، المهام الرئيسية تُدخلك منشآت ومخابئ العدو وتصميم هذه الأخيرة أكثر تفردًا، لكن لا تتوقع تفاصيلًا كثيرة، اللعبة لا تهتم بذلك، ليست لعبة استكشاف بل تركيزها الأكبر على القتالات، بيئة اللعبة وفكرتها، تُبرران الكثير بخصوصِ التوجه الفني، لذا ستجد أنّ الكثير من بيئاتها حتّى الداخلية، خاوية.
شاخت اللعبة بشكلٍ جيد بسبب توجهها الفني الكرتوني، لستُ معجبًا بشكلٍ كبير بتصميم الشخصيات والأعداء لأكون صادقًا، ولا بالألوان الباهتة التي تخدم طبيعة العالم القاحلة والمدمرة، لكن التوجه الفني والرسومي، جعلاها قابلة للعب بشكلٍ جيد بعد كل هذه السنين، اللعبة تُحسن كذلك توجيه اللاعب، فكل شيء مُغلق يحتوي إضاءة خضراء حيثُ تقدر على فتحه، تنتقل للأحمر بعد ذلك، ما يساعدك على أن تلمح الصناديق المغلقة من بعيد، ما يترك الأعداء يظهر بشكلٍ واضح كذلك ويُمكنك أن تعرف نوعه من بعيد بمُجرد توجيه السلاح ناحيته، دُون قوائم ولا نوافذ، ما يُسهل العملية، رغم أنك قادر على جمع كل شيء وبيعه إن أردت.
الألبوم الموسيقي في اللعبة بين الجيد والمتوسط، مسألة تفضيل بلا شك، يميل للإيقاعات الحربية عند القتال، غنّي بالمؤثرات لذا بعيد عن الأوركسترا، مُقارب أحيانًا لما تسمع في الأفلام التي تقع أحداثها في بيئة قاحلة، يُمكنك تمييز المؤثرات والألآت الموسيقية التي تشذ عن إيقاع ألحان اللعبة العادية، وحتّى إن لم أتعلق بواحدة، لا يمكنني ألّا أقدر المجهود في محاولة تمييز الألحان بشكلٍ واضح.
ممتعة حتّى للاعب واحد
أنهيتُ عددًا كبيرا من المهام في اللعبة، الرئيسية فيها أطول ومتعلقة كُلها بالقصة، كُنت لأنهي كل شيء لولا أنني أردت الانتقال للمحتويات الإضافية وخفت التشبع، الساعات التي قضيت والتي تجاوزت فيها 15 ساعة كانت ممتعة، صحيح أن اللعبة مصممة ومهيئة لتواجد أكثر من لاعب، ومتأكد كنت لأستمتع بها مع لاعب آخر، لكنها ممتعة كما هي، لعبة إطلاق نارٍ متينة، وخيرُ افتتاحية لسلسلة مميزة من ألعاب الإطلاق والنهب.