كلعبة غرب أمريكي، سلسلة Call of Juarez لا تحظى بالكثير من الشعبية، إلّا أنها تمتلك روحًا مختلفة، مع محاولة لإضافة عناصر لعبٍ تجعلها مميزة.

🎮 لعبت نسخة GOG على الحاسوب، اللعبة لا تدعم يد التحكم لذا لعبتها بالفأرة ولوحة المفاتيح.

تأخذ في اللعبة دور شخصيتين، تتشاركان الطريق لكن لا تتشاركان الهدف، بيلي كاندل/Billy Candle فتىً تلحقه المتاعب، بعد بحثٍ عن كنزٍ جواريز، يعود لبيت العائلة ليجد أمّه وزوجها مقتولان، تلتصق به تهمة قتلهما فيهرب، لسوء حظه يلمحه ري ماكال/Ray McCall، أخ زوج أمّه، يسترجع علاقته بمسدسيه بعد أن تركهما ليصير داعية، ري يضع هدفًا أن يلحق ببيلي ويحقق العدالة.

هكذا تأخذ دور الشخصيتين، تلعب ببيلي لتتقدم بعيدا عن ري، وتلعب بري لتلحقه، القصة يتخطّاها التعقيد فلا تصير متشعبة، مثيرة للاهتمام وفيها بعضُ الغموض، خاصة في قسمها الأخير، فيها عددٌ قليل من الشخصيات، المشاهد فيها عبارة عن حوارات وأغلبها قصير، عندما تصل بيئة جديدة فالأحداث لا تروى إلّا من خلال نصٍ مقروء في شاشة التحميل، لذا لا تتوقع منها تعقيدا في الكتابة ولا طولًا في نسج الأحداث، قد تكون هذه حسنة لمن يُريد قصة غربٍ أمريكي قصيرة سهل التتبع.

تقضي جزءًا كبيرا من وقتِ اللعب في إطلاق النار، هذا بلا شك ما تتوقع من لعبة كهذه، بيلي وري يقدمان نفس أسلوب اللعب تقريبا لكن به تغييرات، فمراحل ري تعتمد على إطلاق النار بشكلٍ كامل، أمّا بيلي فتحتوي مراحله على التسلل وتخطي بعض العقبات بشكلٍ يعتمد على السوط، لكنهما يتشاركان طبعا في القتالات باستخدام الأسلحة النارية.

مُستوى الصعوبة المتوسط كافٍ لتقديم تحدٍ كبير، لطبيعة الأسلحة التي تمتلك وبطء تلقيمها، وكذلك حجم الضرر الذي تتلقاه من الأعداء (خاصة مع شخصية بيلي) تحتاجُ التأني والاحتماء بما تجد، يُمكنك أن تختار الاحتماء خلف الصناديق والبراميل وتُصوب وتُطلق، يُمكنك أن تميل لليمين أو اليسار فيسهل عليك بذلك الاحتماء وإطلاق النار والعودة للاحتماء لتلقيم السلاح، لا يُوجد زر للاحتماء، يمكنك أن تنبطح فقط خلف البراميل أو تختفي خلف الجدران، لذا إطلاق النار يعني أن تكون مكشوفًا أو تميل للجهة التي تُريد أن تُطلق إليها دون أن تكشف جسدك كاملًا.

الأعداء في العادة يُغيرون مواقعهم، لكن إن واجهتهم بهذا الشكل (أي إن احتميت) فإنهم يثبتون في أماكنهم ويُمكنك أن تُصوب وتطلق باتجاههم حتّى يهلكوا، هذه ربما تكون الطريقة الأفضل لتوفير الرصاص وعدم الموت، خاصة أنّ بعض نقاط الحفظ في اللعبة تعيدك من بداية المواجهات، والطريقة التي تستعيد فيها عداد الحياة هي عن طريق إيجاد زجاجات الكحول.

توفر اللعبة نظام حفظ أتوماتيكي ويدوي كذلك كما توفر خيارًا للحفظ السريع (F5)، استخدمه كلما استطعت.

في البداية، وجدتُ التصويب والرماية صعبين، لا يتمتع نظامُ التصويب بدقة كبيرة، ربما لمحاكاة طبيعة الأسلحة نفسها، إن كان العدو بعيدًا فمنطقي أن تخطئه، قد يُصبح ذلك مربكًا، لكن ما أن تعتاد نظام الرماية حتّى يصير الأمر ممتعًا، مازلت أتحدث هنا عن صعوبة متوسطة، وجدتُ أنّ تغيير مكاني والتحرك في خطٍ غير مستقيم للاقتراب من العدو أفضل ويُوفر الرصاص، ليس أنّك تحتاج توفيره  -اللعبة تقدم لك رصاصًا وفيرا في البيئة والأعداء يتركون لك ما يكفي- ولكن لأنّ تلقيم الأسلحة بطيء ويُفضل لو تقتل عدوًا أو اثنين، تشحن السلاح وتُكرر، إن كنت قريبا وتحمل مسدسين دفعة واحدة فلا داعي ذلك لأنّ عدد الرصاص كبير ويمكنك تلقيم سلاح واحد كل مرة تضغط فيه زر التلقيم، لكن بعد الاعتياد، هذه الاستراتيجية ممتعة وتجعل مراحل الرماية مُسليّة جدا.

طبعا عددُ الأعداء وكذلك أسلحتهم تُحدد مدى صمودك مكشوفًا، البنادق وبعض الأسلحة ضررها أعلى من المسدسات، وقد تموت من طلقتين أو ثلاثة إن كنت قريبًا من العدو، الأمر سواء، ستقتل العدو بطلقة إن كان قريبا وكنت تحمل بندقية أو صوبت بالمسدس للرأس، وسيفعل هو الآخر نفس الشيء رغم أنك لن تموت من طلقة إلّا إن كان شريط حياتك في أدناه.

اللعبة ترمي عليك عددًا من الأعداء في مساحات بعضها خطي وصغير كالمناجم وبعضها واسع نسبيًا، وقد يباغتك عدو من الأعلى، لذا عليك الحرص والتنقل بتأنٍ، خاصة أنّ سرعة شخصيتك بطيئة، الشخصية تتمشى أو هكذا ستشعر، وعندما تحتد الأحداث، سيكون صعبًا عليك أن تكشف نفسك وتحتمي في الوقت المناسب لذا الأفضل أن تفعل ذلك من البداية.

🎮

لقم… بدل… اهجم

تحمل اللعبة معها بعض الأفكار الجديدة، كل سلاح تحمله له عمُر معين فتحتاج تغييره، بعض الأسلحة تأخذها في حال جيدة فتصمد فترة أطول، لذا عليك مراقبة الأسلحة التي تسقط عن الأعداء واستبدال التي لديك بها، كل ما تملك من أسلحة مُدرجة أسفل الشاشة مع أيقونة تُظهر لك الحالة، لكن حالُ السلاح يظهر عليه مباشرة كذلك إن كان صدئًا، عددُ الأسلحة في اللعبة محدود للغاية، يمكنك حمل مسدسين وبندقية بعدسة تقريب أو بندقية عادية، تختار استخدام مسدس أو مسدسين، إن اخترت واحدًا يمكنك اختيارُ وضيعة إطلاقٍ سريعة حيث يأخذ ري وضيعة إطلاق النار كما تراها في الأفلام ليُطلق بمسدس واحد باستخدام كلتا يديه.

إنْ أخفيت سلاحيك أثناء المواجهات وأطلقت النار، ستدخل وضيعة إطلاق سينمائية بطيئة، حيث يمكنك قتل أكثر من عدوٍ دفعة واحدة، الطريقة التي تفعل بها اللعبة ذلك سيئة، أولًا عليك أن تعيد سلاحك لقرابه، وبعدها تطلق النار دونه (أي سلاحك) لتفعيل وضيعة الرماية البطيئة، في هذه الوضعية يقترب مؤشر الإطلاق من وسط الشاشة وعليك إطلاق النار عندما يكون على الأعداء قبل أن يصلها، لم أستخدم هذه الوضيعة إلّا عندما أجبرتني اللعبة عليها، بما أنّ تطبيقها سيئ ويجعلك مكشوفا بلا سلاح لبعض الوقت، كما أن إطلاق النار على الأعداء بشكلٍ عادي أسرع.

وأنت في شخصية ري، ينتهي كل فصل بنزالٍ مع عدو، قد تحتاج لتبادل إطلاق النار قبله وقتل أتباعه، بعدها تدخل نزالا مع عداد، عندما ينتهي عليك إخراج المسدس من قرابه وإطلاق النار سريعا، هذا الأمر مكسور أيضًا، غير دقيق ويتطلب أن تجر الفأرة للأسفل وبعدها للأعلى بشكل سريع، في البداية لم أستطع فعل ذلك لأنّه لتنجح على هذه الخطوة أن تكون سريعة جدًا، بعدها تحول الأمر لحظ فقط، قد أخرج السلاح قبل العدو وقد لا أفعل، حتّى إن قُمت بالأمر بالشكل الصحيح.

إن علقت في مراحل المواجهات على الحاسوب، حاول أن تتخيل أنك تخرج المسدس من قرابه على حزامك، جر الفأرة سريعا للأسفل وبعدها سريعا للأعلى، لا تجرها بشكلٍ كبير للأسفل ولا بشكل كبير للأعلى، تحتاج أن تفعل ذلك بشكل سريع، كرر سريعا حتى وإن لم تخرج سلاحك لتزيد فرص النجاح.
🎮

التسلل أحيانا أفضل هجوم 

عندما تلعب شخصية بيلي، يتحول تركيز اللعبة بشكلٍ أكبر للتسلل، اللعبة تزيد بذلك بضع إضافات، وحتّى بتطبيق بسيط وأحيانًا سيء حتّى، تحاول اللعبة إعطاءك أسلوب لعبٍ مختلف يُميز هذه الشخصية، أولى مهامِ اللعبة تطلب منك الوصول لمنجمٍ دُون أن تُكشف، أنْ تكشف لا ينهي لحسن الحظ اللعبة لكنّه يجمع عليك الأعداء، وقد حصل ذلك بما أنّ أي حركة منك يلتقطها الأعداء سريعًا جدا، لا مجال للخطأ أو وقتٍ فاصل بين لمحِ الأعداء لك وتعرفهم لك لبدئ إطلاق النار، الوقت الذي سيكتشفون أنّك بينهم، هو الوقت الذي سيبدؤون فيه إطلاق النار.

اللعبة تُخيّرك بين قتل الأعداء خفية أو المرور بينهم خُلسة، أو تجبرك على التسلسل إن كان بينك وبين هدفك شخص بريئ، بعض الأعداء يسمرون قرب النار، تسمع حديثهم، ويُفضل أن تتركهم وتواصل طريقك، أمّا أخرون فيتحركون ليُعطوك نافذة يمكنك أنْ تقتلهم فيها، استخدامُ المسدس هو إشارة لبدئ تجمهرهم عليك، لذا ستستخدم السوط، لكنه يحدث جلبة يُخفيها صوت الرعد فتحتاجُ توقيت الضربة معه، أو استخدم القوس والسهام، عندما تُصوب تبطئ الوقت فيسهل عليك إصابة العدو، استغللت ذلك لأختبر نظرية قتل عدوٍ قرب الأخر وقتل الأخر مباشرة، حتّى بمدة انتظار قصيرة بين الرميتين، النظرية صحيحة بعد التجربة، خاصّة أن أي عدو في اللعبة لم ينتبه لتواجدك، يُبقي سلاحه على حزامه أو بندقيته على ظهره ويحتاج وقتًا للتصويب والإطلاق.

قدّمت لي اللعبة عددًا كبيرا من السهام، لذا اللحاق بالعدو وانتظار أن تُرعد وتبرق (إشارتان لتهجم، واحدة صوتية والأخرى صورية) لضربه بالسوط اختيارٌ فضلت تجربته في البداية وعدم استخدامه لاحقًا، خاصة أنّه بعدما تقنص رؤوس الأعداء، يمكنك أن تمرّ عليهم لجمع السهام من على أجسادهم، وهكذا تُوفر ولا تُضيع شيئا، خاصة أن السهام تُعطيك فرصة تصحيح خطأ، إن لم تنتبه لتواجد عدوٍ آخر، ما عليك سوى التصويب وقتله.

واحدة من أسوأ عيوبِ اللعب المؤثرة المراحل التي تحتاجُ فيها للقفز من منصة لأخرى، غالبًا لتجاوز هوّة، ما يعني أنه لا مجال للخطأ إطلاقًا، يزداد الأمر سوءًا عندما تُضطر لاستخدام سوطك للتشبث في الجذوع أو أماكنٍ تُحددها لك اللعبة، عليك أولًا أن تصوب باتجاه الهدف وتضرب بالسوط للتشبث، بعدها تقفز وتبقى معلقًا في الهواء، هنا عليك أنْ تتأرجح وتُفلت عندما تشعر أنَك وصلت الحافة أو الجهة المقابلة.

المنصة المقابلة لك قد تكون بعيدة حيث لن تصلها مباشرة بل عليك القفز قريبًا منها للتشبث، هل ستقوم شخصيتك بذلك أم لا؟ لا يمكنك أن تعرف إلّا بعدما تقفز، ولأن التأرجح ليس سلسلًا، فكثيرا ما ستخطئ توقيت القفزة لتهوي. لأنّ اللعبة تعطيك خيار تخزين اللعبة وقتما تُريد، استغل ذلك وخزن حيث لا تتأكد أنه يمكنك أن تقفز بنجاح.

لأنّك تلعب بالشخصيتين، فغالبا ستزور نفس الأماكن مرتين، لكن من جهاتٍ مختلفة، اللعبة خطيّة إلّا أنها أحيانًا تتوسع قليلًا لتقدم مساحات مفتوحة بأكثر من طريق، ستحتاج في هذه الحالة لحصان للتنقل، التحكم به سهل لكنه قد يصبح مركبا عندما تضطر لإطلاق النار كذلك.

بين التسلل وإطلاق النار، تزيدك اللعبة أحيانا مراحل مطاردات، أو مهامًا قصيرة تجمع فيها شيئا أو تتبع فيها هدفًا، لو قسّمتها، فإطلاق النار يشكل النسبة الأكبر، وبعض الأفكار تأخذ دقائقًا فقط قبل أن تختفي، لذا تطبيقها بلا عمق وتأثيرها صغير، لنأخذ مثالا مواجهات الأيدي، حيث تطلب منك اللعبة استخدام قبضتيك لإنهاء عدو، المواجهات بهذا الشكل سيئة، وأنهيتها بضغط زر الضرب بشكلٍ عشوائي، وفضلت ألّا تتواجد في اللعبة من الأساس.

يصعب أن أحكم على لعبة قديمة لهذا الحد، قد أقول أنها رسوميا مقبولة، بها تفاصيل جميلة، مثلًا كيف يسقط الأعداء بشكل استعراضي إن أصبتهم وهم على مرتفع، تأثير الرصاص على الجدران، خاصة إن اختبأت خلفها وأخذت تطلق، قد يحجب تأثير الرصاص على الخشب الرؤية، بعيدا عن ذلك يمكنك أن تلمس بعض الحيل في التصميم، كتشابه الشخصيات إلّا في بعض الملامح، عددُ الأسلحة قليل وتصميمها بسيط كذلك.

بعضُ البيئات الطبيعية رغم ذلك جميلة، وتعتبر نقلة عن بيئات اللعبة الداخلية الخاوية، خاصة أنّ بعضها عبارة عن كهف أو منجم، وأعتقد أنني معجب أكثر بتوجه اللعبة الموسيقي أكثر من توجهها الفني، الآلات الموسيقية التي تدمج الألحان التي تسمعها في أفلام الغرب الأمريكي مع الغتيارة، تتمازج بشكل جميل مع عزف الناي، قد يكسرها بعض الحوارات السخيفة والأداء المتوسط للشخصيات، لكن كل ذلك جزء من هوية اللعبة.

لعبتُ في اللعبة ⏱️ 10 ساعات رغم أّنها تأخذ أقل من ذلك، احتجتُ بعض الوقت للاعتياد على التحكم بالفأرة ولوحة المفاتيح، كما أنّ اللعبة بها أخطاء تقنية كثيرة بعضها يكسر اللعب، الحل الوحيد أن أعود لموضع حفظ سابق أو تحميل الفصل من بدايته، بعيدا عن ذلك، قد لا تكون اللعبة مميزة بالمقدار الكافي مع الكثير من الأفكار الناقصة، لكنها أساس جيد لبقية السلسلة، مع قصة مثيرة غير معقدة.

‫‫ شاركها‬
اشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتاً
Inline Feedbacks
View all comments