رغم كل التطور الحاصل، مازالت لألعاب صالات اللعب (الأركيد) شعبية كبيرة، عند المجمعين ومُحبي المحاكاة، وكذلك لمن يعود لهذه النوعية من الألعاب من وقتٍ لآخر من خلال التجميعات الرسمية للشركات، لذا ليس غريبًا أننا نحصل من وقتٍ لآخر، على ألعاب تُحاكي تلك الفترة، أو تبني عليها لتعرض تجاربًا شبيهة، قد تكون عصرية وحديثة، أو تُحاكي على قدر الإمكان أسلوب اللعب ومظهر تلك الألعاب، ولعبة Holua’s Arcades اختارت الطريق الثاني.

⚠️ Holua’s Arcades ليست لعبة، ولكنها تجميعة من 4 ألعاب حديثة مختلفة متوفرة للـPC.

🎮 تم مراجعة اللعبة على الـPC من خلال نسخة مراجعة تسلّمتها من المطور، تمَ تفعيل نمط الشاشة المنحنية والخطوط الأفقية (Scanlines) أثناء اللعب.

Don’t Mess With Rick

دخلت اللعبة ولي خلفية عن كيف ألعب هذه النوعية من الألعاب، لكن العدو الأول جعلني أُراجع طريقة لعبي، اللعبة ثنائية الأبعاد مُختلفة عن ألعاب الـBeat’m Up الاعتيادية (Street of Rage نموذجًا) لا يمكنك التحرك إلّا في بيئة ثنائية الأبعاد في الاتجاهين، ما يعني أنك في مواجهة مُباشرة مع العدو في كل وقتٍ ولا يمكنك أن تهرب منه بتغيير المسار الذي أنتَ عليه، وهنا يتدخل نظام الصد في اللعبة، كل الأعداء لهم ضربات سريعة، إن لم تصد الضربة الأولى فغالبًا سيُوجه لك العدو ضرباتٍ إضافية ويُسقطك أرضًا، يتكرر ذلك مع كل عدوٍ وسيُصبح اللعب مربكًا.

عندما يهجم العدو، ضربته واضحة يُمكنك ضغط زر الصد () لصدها، لا يُمكنك ضغط زر الصد باستمرار، لذا عليك توقيت كل ضربة، فإن توالت عليك تعلم صدها، وبعدها عليك أن تُهاجم، اللعبة تصبح أسهل أو أصعب بمقدار إحسان تعاملك مع نظام الصد، ونعم، يُمكنك صد كل الهجمات، بما فيها هجمات الزعماء الخاصة وضربات الأعداء بالأسلحة، رغم أنه أحيانًا عندما تصد وتضرب يكسر العدو هجماتك في حين لا يمكنك غالبًا فعل ذلك.

للهجوم، اضرب بقبضتيك () أو بركلات الأرجل الاستعراضية () يُمكنك أن تجمع بينهما لبناء سلسلة، أو إمساك العدو لتوجيه أكثر من هجمة لها أو اسقاطه، طريقة لعب تقليدية بلا شك، لا يجعلها أمر مختلفة إلّا نظام الصد الذي يُعطي تحديًا للعبة، ويُمكنك أن تحصل على أسلحة كالنونشاكو وعصي القتال والسكين، فعّالة للغاية وتمنع العدو من توجيه ضرباته المتتالية، كما أن تأثيرها جيد ما يُشعرك بضرر الهجمات عن طريقها، عيب اللعبة الأكبر أنه أثناء القتال، إن تداخلت شخصيتك مع عدو، فأنت غالبًا غير قادرٍ على ضربه، عليك أن تكون أمامه على بعد معقول، ويُمكن دائمًا استخدام التدحرج بضغط زر التنقل في نفس الاتجاه مرتين (الشخصية لا تركض).

أثناء القتالات، المراحل تُضيف تحديا إضافيا يمكنك استغلاله في صالحك، بعض الأجسام في البيئة تسقط لتُسبب ضررًا لمن أسفلها، بعضها يُفرغ عداد الحياة كاملًا بما فيه عدادك، إحدى المراحل مثلًا تحتوي لهبًا عليك التحرك عندما يختفي، يمكنك رمي الأعداء في اتجاهه أو الوقوف بمحاداته لجعل العدو يقع في الفخ، كما أن المراحل أحيانًا لا تنتقل بك من شاشة لآخرى بالشكل الاعتيادي ولكن عليك الصعود للأعلى طبقة طبقة.

قتال الزعماء يُضيف تحديًا إضافيًا، هجماتهم تحدث ضررًا أكبر، وستعتمد بشكلٍ كامل في هزيمتهم على الصد والضرب عندما تتاح لك الفرصة، لا أعلم إن كانت اللعبة تعرض عددًا لا نهائيًا من مرات المحاولة، لكن هذا الذي بدى لي من الساعة التي لعبت حيثُ كنت قادرًا على المواصلة في كل مرة أفقد فيها كل نقاط الحياة التي أملك.

أثناء مواجهتي للأعداء، شعرت أن هجماتهم تتكرر بشكلٍ كبير ويسهل عليهم الإمساك بك، لم أشعر أنه يُمكنني اتقان اللعب بشكلٍ كافٍ لهزيمتهم، واكتفيت بالدفاع وانتظار ملئ عداد الضربات الخاصة الذي يعمل بشكلٍ مُقارب لألعاب القتال، كُلما امتلأ، كلما فتحت تدريجيا ضربة خاصة مختلفة يُمكنك إنجازها بضغط سلسلة الأزرار التي تظهر على الشاشة.

اللعبة للأسف لا تحتوي أي طور للعب التعاوني، وربما تكون غير مهيئة لذلك لأن شاشة اللعب أقرب، غير الفصول الرئيسية، اللعبة تحتوي بعض المراحل الإضافية كالتي عليك فيها تدمير سيارة (كما في Street Fighter).

اللعبة ممتعة إن أتقنت نظام الصد، غير ذلك، سيُصبح اللعب ضد كل زعيم مرهقًا ومملًا للغاية، عيب اللعبة الأكبر أن بعض مراحل المنصات تطلب منك تمركزًا دقيقًا للغاية للشخصية تتجاوز فيه الجسم الذي تقف عليه، لكن مرات المحاولة اللانهائية تسمح لك بتكرار المحاولة حتّى النجاح، وإلّا كُنت لأفقد عددًا كبيرًا منها في إحدى المراحل.

اللعبة قصيرة، بعمر مقبول ربما بالنظر لكونها ضمن حزمة من 4 ألعاب، وممتعة بشكلٍ كافٍ، قد يعتبر البعض أنك تنتقل ضمن مسارٍ وحيد (فكر في ) عيبًا مقارنة بأغلب ألعاب النوع، لكن ستعتادُ على ذلك بلا شك.

🟢 نظام الصد يجعل اللعب ممتعًا.
🟢 الأسلحة عملية للغاية واستخدامها رائع.
🟢 نظام ضربات خاصة فريد يعمل عن طريق ضغطك لأزرار مُعينة.

🔴 التمركز الذي تحتاجه لتجاوز بعض المنصات.
🔴 لا يُمكنك ضرب الأعداء إذا كان هناك تداخل بينكما.
🔴 قد يكون قتال الزعماء مربكًا وضرباتهم متكررة بشكلٍ مزعج.


Peng Peng

اللعبة الوحيدة التي تتضمن طورًا للعب التعاوني، تتحكم ببطريق بكيس على ظهره، عليك في كل مرحلة أن تقضي على كل الأعداء، تفعل ذلك بقذفهم بهجمات جليد عن بعد حتّى يصيروا مكعبات ثلجية، وبعدها ضربهم بمطرقتك، كل عدو في المرحلة يحتاجُ عددًا معينا من القذائف ليتحول، وبعضهم يهجم عن بعيد كذلك.

عندما تضرب عدوًا بعد تجميده، يطير أفقيًا لضرب كل عدو في طريقه، يتحول العدو بدوره لمكعب جليد أو تقضي عليه إن كان مكعب جليد في الأصل، لذا بوسعك استغلال هذا الأمر بوضع المكعب في كيسك من خلال ضغط زر الأعلى، ووضعه أسفل العدو لضربه من الأسفل، طريقة عملية تُسهل التعامل مع الأعداء الذين يتحركون على منصات صغيرة. عليك إنهاء كل شيء ضمن ظرف زمني مُحدد وإلّا يظهر عدو ناري في المرحلة يلحقك إلى أن يقضي عليك.

اللعبة سهلة، وبعد الإنتهاء من كل المراحل المرتبطة، تُقاتل زعيما، وسرعة إنهائك للمرحلة يمكن أن يعتمد إمَا على سرعتك بحيث تقفز من منصة لآخرى وتجمد وتضرب الأعداء بالمطرقة، أو تستغل إمكانية حملك لمكعب ثلجي وتضعه أسفل مجموعة أعداء لإنهائهم بحركة واحدة.

قتال الأعداء بسيط وسهل، المشكلة فقط في نوعية مُحددة من الأعداء الطائرين الذين يصعب ضربهم، وعليك انتظار الوقت المُناسب لفعل ذلك، أمّا الزعماء، فللأسف تعتمد قذائفك العادية لضربهم عددًا من المرات قبل إنهائهم، فوّت المطورون فرصة استخدام آلية تجميد الأعداء ووضعهم في الكيس، وكان ممكنا استغلال ذلك مع أسلوب اللعب البسيط لخلق تجربة مُختلفة.

🟢 نظام لعب بسيط يحمل رغم ذلك بعدًا استراتيجيا بسيطًا بإمكانية حمل مكعبات الثلج.

🔴 سوء مواجهة بعض الأعداء الطائرين.
🔴 لم يستغل المطور آلية اللعب بالمكعبات الجليدية مع الزعماء رغم أن ذلك ليس بالعيب الكبير.


Heist Of The Ninja

هذه أبسط الألعاب في المجموعة من حيثُ أسلوب اللعب، والوحيدة التي تُعيد من بداية المرحلة إن فقدت كل أرواحك، ببساطة، كل مرحلة عبارة عن شاشة واحدة، عليك البحث فيها عن عددٍ من المصفوفات في الأشياء في البيئة، المرحلة مُكونة من عددٍ من الطوابق، تحتاجُ لمراقبة الأعداء فيها والقضاء عليهم.

لفعل ذلك، لديك نجوم الننيجا، لكن عليك استخدامهم بحذر، بعض الأعداء يموتون من ضربة واحدة والبعض الآخر لا، وعدد النجوم التي تمتلك ينتهي، البحث عن المصفوفات هو الأولوية الأولى قبل الخروج من المرحلة، لكن البحث في كل الأماكن والأثاث في العالم مُهم للحصول على المزيد من الذخيرة، وقد تحصل كذلك على بعض القدرات الخاصة كالسرعة وقذائف اللهب.

من بين كل الألعاب، هذه الأبسط، الأفكار فيها تقليدية، أسلوب اللعب بسيط للغاية، وتصميم المراحل كذلك، وهي ربما الأقرب تقنيًا لألعاب الأركيد الكلاسيكية وما رافقها من ألعاب أجهزة منزلية بأسلوب لعبها المحدود.

لم أستمتع كثيرًا بهذه اللعبة، ولا أرى فيها أمرًا مميزًا، وعكس بقية الألعاب، اختيارات المُطور بخصوص زر القفز لتفادي ضربات الأعداء والهجوم من خلال زر A () كثيرًا ما أربكي، اللعبة تعتمد نفس التحكم لكل الألعاب وكثيرًا ما كان ذلك مربكًا لاعتيادي على طريقة تحكم مختلفة للألعاب الحديثة (A عادة للقفز وX للهجوم)، تصميم بعض المراحل كان معيوبًا أكثر من كونه تحديًا، فإن نفذت نجومك ولديك سلم واحد لتصل الطابق الأعلى وكُنت في مواجهة عدو أو أكثر، فستكون هذه النهاية.


Crescent Moon

لعبة Shoot’Em Up سريعة أفقية، تقف فيها ضد جحافل الأعداء، تختلف اللعبة عن ألعاب الـShoot’Em Up العمودية بكونها تحتاجُ منك القضاء على الأعداء وتفادي قذائفهم، وفي نفس الوقت الانتباه للبيئة من حولك، أطرافها السفلية والعلوية غالبًا تحتوي على حدود ستنفجر طائرتك بلمسها، وبين فترة وآخرى، قد تُضيف لك اللعبة مطبات وحواجزًا وسط المرحلة.

صحيح أن اللعبة تقليدية، لكن تستفيد بشكلٍ جيد من البيئة، فعندما لا تُقاتل الأعداء ولا تُقاتل زعيمًا، البيئة تُصبح هي العدو الأول، أحيانًا تجد نفسك وسط حلقات غير مكتملة نارية متحركة، عليك التحرك بنفس سرعتها والخروج منها، وأحيانًا ترتفع الجدران وتنخفض لتترك لك مكانًا صغيرًا تخرج عن طريقه وهكذا.

لستُ معتادًا على ألعاب النوع، الذي يحتاج لردات فعل سريعة، من حسنِ الحظ أنك قادر على الإعادة من نفس المكان بالمقدار الذي تحتاج، اللعبة ليست طويلة كما هو معروف على ألعاب هذا التصنيف، نصف ساعة قد تكون كافية لإنهائها، إعادة اللعب بإجادة أسلوب التحكم وتذكر هجمات الأعداء والزعماء وكذا توزيع الحواجز في البيئة هي ما يجعل هذا النوع ممتعًا، وقصرها يُساعد بلا شك على فعل ذلك.

🟢 استفادة جيدة من البيئة لخلق مطبات مختلفة للاعب بعضها مميز كالحلقات التي يتحرك داخلها اللاعب.

🔴 مشاكل في الرؤية بسبب تداخل الألوان وغلبة اللون الرمادي.


تجربتي مع الألعاب أعادتني سنواتٍ للوراء، هذه الألعاب أجادت محاكاة حقبة ألعاب الأركيد وأجهزة الألعاب التي رافقتها، الألعاب لم تكتفي بمحاكاة أسلوب اللعب لألعاب تلك الفترة، بل أضافت بعض المزايا التي جعلت منها تجربة جديدة. لو رتبتها شخصيًا فأضع Don’t Mess With Rick على رأس القائمة، صد الهجمات كان ممتعًا واستخدام الأسلحة كذلك. بعدها تأتي لعبة البطريق Peng Peng التي تستفيد من أسلوب لعبها البسيط مع خاصية حمل المكعبات في الكيس لإنهاء المراحل اعتمادًا إمَا على السرعة أو التخطيط.

أخيرًا، لعبة Crescent Moon التي سأعيدها محاولًا إنهاءها بشكلٍ أسرع وبعدد محاولات أقل، لعبة صعبة خاصة مع اعتمادها على الحواجز في البيئة، لكن هذا بنفسه ميزة استغلت بشكلٍ جيد، وتأتي بعدها لعبة Heist Of The Ninja  التي حاكت بشكل أكبر أسلوب لعبٍ تقليدي دون إضافات كثيرة.


تقنيًا

تُركز هذه الألعاب على أسلوب اللعب، ورغم اشتكاء البعض من بعض الأخطاء التقنية، لعبتها رُبما بعدما صححت، كانت تجربة سريعة انتقلت فيها بين الألعاب دون مشاكل. اللعبة تُوفر خيارات رسومية محدودة، منها الشاشة المنحنية وخطوط الشاشات الأفقية ومحاكاة الإضاءة الخلفية، يُمكنك أن تلعبها بشكلها العصري أو تستعيد جزءًا من شعور الألعاب القديمة وتجربها كما كانت، هذا النمط غالبًا يجعل مظهر هذه الألعاب أفضل.

هناك تفاوت ملحوظ في رسومات كل لعبة بلا شك، فـ Heist Of The Ninja و Peng Peng تصميمها بسيط للغاية، العناصر على الشاشة قليلة، أمّا Don’t Mess With Rick فغنية بالتفاصيل، وكل مرحلة تختلف بشكلٍ كُلي عن الآخرى، أمّا Crescent Moon فلها صبغة رمادية موحدة، وتستفيد من التصميم في خلق حواجز في البيئة كذلك، رغم أن بعض المشاهد فيها رائعة كمشهد الفضاء مع سفنٍ آلية ضخمة في الخلفية.

يصعب بلا شك على عينٍ معتادة على رسومات الأجيال الحديثة تقييم التوجه الفني، بعض المشاهد في هذه الألعاب رائعة ومتأكد أنها ما كانت لتكون ممكنة بهذا الشكل على الأجهزة التي تُحاكيها، لكن بعض المشاهد الآخرى أبسط ورأيتُ ما هو أفضل بكثير منها على وقتها، الألعاب تتأرجح بين هذا وذلك.

ويبقى أقل عناصر المجموعة الجانب الموسيقى، بعد إنهائها، لا يُمكنني تذكر أي مقطوعة موسيقية من التي كانت فيها، ولا يُمكنني حتّى تذكر إن كانت هناك مقطوعات أثناء اللعب، خسارة كبيرة، إذ أن الموسيقى كثيرًا ما كانت من الأشياء المفضلة في بعض الألعاب الكلاسيكية خاصة الـBeat’m Up والـShoot’Em Up.


سعر اللعبة مغرٍ ورأيتُ ألعابًا تحاول محاكاة نفس الحقبة بعمرٍ أقصر وسعر مُشابه، التجربة موجهة بشكلٍ أكبر لمن يُريد استعادة شعور النوستالجيا لأجهزة الأركيد القديمة، لكنها ممتعة كذلك لمن يُريد تجربتها دون اعتماد على النوستالجيا.

في اللعبة كذلك نسخة تجريبية من لعبة الفريق الجديدة، لعبة منصات برسومات أحدث، من خلال القضاء على الأعداء فيها ستحصل على بعض القطع النقدية التي تُصرف عند واحدة من الشخصيات في شاشة البداية (مكان صغير يُمكنك التحرك فيه بحرية) ومبادلة القطع مع شخصية آخرى للحصول على معلومات إضافية وبعض الحيل والدخول لقائمة ترتيب اللاعبين وما إلى ذلك.

إن استطعت تجاوز عيوب الألعاب كما كانت تجربتي، فلا تأخذ أكثر من 3 ساعات لإنهاء كل شيء.

 

 

‫‫ شاركها‬
اشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتاً
Inline Feedbacks
View all comments