كفيلم ما بعد الكارثة، يستقبلك المسلسل بأحداث ما قبلها، حيث تُقلب حياة البشرية بانتشار فيروس مجهول المصدر، يُهدد الفيروس البشرية بالفناء، لكنّه يطلق جيلًا جديدًا من معمّري الأرض، الهجائن/ hybrid أطفال يولدون نصف بشريين ونصف حيوان. غاس/Gus بطل المسلسل واحد من هؤلاء، نصفُ إنسان ونصف أيل، وخلال مغامرته يُقابل شخصيات تُشبهه أو يعرف بوجود شخصيات تُشبهه، ليس شكلًا في الغالب فكل طفل نصف حيوانٍ مُختلف، يواجه غاس كطفل صغير في عالمٍ كبير المجهول يبحث فيه البعض عن فهم الهايبردز وانقاذهم، والبعضُ الآخر يخافونهم ويريدون قتلهم.
المسلسل مقتبس عن قصة DC المُصورة تحت نفس الاسم لـJeff Lemire
⚠️ رغم خلّوه من المقاطع المخلّة، إلّا أنه يتضمن بعض القبل بالشكل المتداول بين الشخصيات الغربية المتزوجة، العلاقات الرومنسية غير متواجدة في الغالب إلّا بين الأزواج والكثير من الشخصيات صغيرة السن. يتضمن العمل أيضًا عبارات قذف وسب.
المُسلسل مغذ للعينين، ليس أنّي أحب فيه هذا فحسب، فالتوجه الفني العام جميل، أُحب المسلسل لأنّه بين الأعمال التي كُنت أتابع، كان العمل الذي أعود إليه لأستمتع بالمشاهد حيثُ تدور الأحداث، تدور أحداث المسلسل في أجزاء كثيرة منه في الطبيعة، مناظر الغابات جميلة، الخُضرة مُنعشة ومُريحة، رغم أنّه طبعًا مسلسل يجمع بين الحركة (الأكشن) والكثير من أجزائه سوداوية شيئًا ما أو مُظلمة، ليس مسلسل أطفال، بما أنه يتضمن مشاهدًا للقتل والموت وتُعتبر هذه من مواضيعه الرئيسية.
ألبوم المسلسل الموسيقي ممّا أعجبني كذلك، بالإضافة لألحانه، كثير من الأغاني فيه مُرخصة، ورُبما المشاهد التي تحتوي هذه الأخيرة والتي كثيرًا ما تكون بعد الأحداث المؤثرة أو مفصلًا تتحرك به بعضُ هذه الأحداث أتذكرها لهذا السبب.
المسلسل كما ذكرتُ ليس مسلسل أطفال وربما أنسب للمراهقين بسن 15 فما فوق، قد يستمتع الأطفال بأجزاء منه، خاصة شخصية غاس الولد الغزال، تصرفاته الصبيانية وشخصيته البريئة والفضولية تجعل التعلق به سهلًا، خاصة أنه يُعلم مبادئًا كالشجاعة والتعاون وبناء علاقات صداقة قوية مبنية على الصدق والتضحيات، إلّا أن بقية مواضيع المسلسل قد تكون صادمة للفئات صغيرة السن لثقلها.
شخصية كغاس لا تحتاج لكتابة جيدة للحوارات بقدر ما تحتاج توقيتًا جيدا لها لجعلها قابلة للتصديق وشخصياتٍ يُمكنها الرد والتجاوب بما يتناسب مع ذلك، وأرى أن المسلسل يُوفر كل ذلك من خلال شخصياته، التفاوت في ردود أفعال الشخصيات البالغة واستغلالها للضعف يتنافى مع الشخصية البريئة لغاس، ما يقدم معه شخصية متزنة على طول المسلسل رغم اكتسابه شجاعة إضافية كلما تقدمت القصة.
ينتقل المسلسل بين أكثر من شخصية، تركيزه الأكبر على غاس وهو بطل المسلسل إلى جانب Thomas “Tommy” Jepperd، العلاقة التي تبنى بين الشخصيتين تدفئ الكثير من الأحداث، ويتبع بشكلٍ ما طريقة تصوير الشخصيات في أفلام ديزني حيثُ الشخصية الشريرة تُظهر أوصافها، لكنه لا يكشف كل شيء من خلال ذلك، الشخصيات البالغة في عالم المسلسل لها تاريخ وماضٍ، وقد يتنافى هذا التاريخ مع مبادئها الحالية وما يحصل أو قد تُغير المواقف تصرفاتها.
الحركة (مشاهد القتال) في المسلسل مقبولة، لكنه يُركز أكثر على نقلك كمشاهد لأحداثه لتعيش مغامرة، فهو مسلسل مغامرة قبل أي شيء آخر، الموسم الأول تتعرف فيه على الشخصيات وأعتبره رحلة استكشاف، يعمل ذلك جيدًا مع شخصية غاس الفضولية، تفاعله مع العالم والشخصيات في الموسم الأول يُعتبر أول تفاعل، ومن ذلك تتولد المواقف.
الموسم الثاني يبني على كل ذلك، إلّا أنه عكس الأول يضيف عددًا كبيرا من الشخصيات، فرصة لترى مدى قبولك لاستخدام المسلسل للأقنعة والأنيماترونيكس (الدُمى الآلية) لذلك سحر خاص رغم أن عددًا من المشاهدين لا يتقبلون ذلك ويفضلون بناء كل شيء عن طريق رسوم الحاسوب (CGI)، لكنني أحببت هذا التوجه، الكثير من هذه الأقنعة والدّمى تبدو مضحة وقد تُخرجك من أجواء المسلسل، لكنها جزء ممّا جعله لطيفًا للمشاهدة.
الموسم الثالث هو ختامُ الرحلة، ويعود من جديد لتحريك القصة بشكلٍ كبير وتحريك الشخصيات، هنا يستعيد ما فقده الموسم الثاني كمسلسل مغامرة، هنا ترى كمُشاهد مشاهدًا جديدة للطبيعة، وترى قوة ومتانة العلاقات التي بناها غاس طوال الطريق، إن تعلقت به خلال الموسمين السابقين، ستشعر بدفء الرحلة دُون شك ونهايتها.
مسلسل Sweet tooth من مسلسلات المغامرات المفضلة عندي، ليس المسلسل الذي يبحث عن الشخصيات العظيمة ولا الكتابة التي يُمكن اقتباس أجزاء مؤثرة منها، أغلب ما فيه من تفاعل بين الشخصيات بسيط بحوارات لطيفة وظريفة كما أغلب شخصياته، المسلسل يبني أحداثه على الحب والفقد والشجاعة والثقة، أمور موجهة لجمهور أصغر بلا شك، غير أنّه كما ذكرت ليس مسلسل أطفال وأكرر ذلك لأنّ بعض مواضيع المسلسل قد تكون ثقيلة جدًا على الفئة الناشئة، ولو أنّ مثل هذه الأمور كالفقد تناولها المسلسل ضمن طابع كليشيهي (مُبتذل) معروف يُحاول تقليل الأثر، ليس كما يحصل مع الأعمال الدرامية.
