بعد ريميك الجزء الثاني، ريميك Resident Evil 3 لم يمكن سوى مسألة وقت، ناعورة السلسلة التي دارت لتقدم لنا أجزاء جديدة لوقتٍ طويل جدا استمرت، لكن معها انطلقت Capcom في مهمة إحياءٍ لإرث السلسلة بالعودة للأجزاء القديمة، الجزء الثالث المائل أكثر للأكش من البقاء يُقدم تجربة يمكن أن يُقال عنها الآن أنها أصبحت معهودة، غير مُجددة بعناصر شبيهة بالثاني، لكنها ممتعة أيضًا لمن أحب توجه الجزء السابق.
فايروس تي (T–virus) ومدينة الراكون (Raccoon City)، السبب في تشكل كارثة الزومبي ومكان ذلك، الشخصية الرئيسية؟ جيل فالنتاين (Jill Valentine) شرطية سابقة من فرقة S.T.A.R.S التي ومن بداية اللعب، تواجه في شُقتها لكمات سلاح شركة Umbrella البيولوجي T-103 المُرسل لإنهاء حياة أعضاء الفرقة، عندك الآن الشركة المسؤولة عن الكارثة، وبانضمام كارلوس أوليفييرا (Carlos Oliveira) عضو مرتزقة في فرقة خاصة من أمبريلا مخصصة لوقف كوارث كهذه، تكتمل بداية قصة اللعبة وأطرافها الرئيسية.
🎮لعبت اللعبة بداية 2025 بتحديث الجيل الجديد على الـPC. اللعبة متوفرة على الـPS4/Xbox One مع ترقية مجانية لنسخة الـPS5/Xbox Series.
لا تحتوي هذه المراجعة على لعبة الأونلاين Resident Evil Resistance وإنما اللعب الفردي فقط.
تلتقي الشخصيتان وسط هذه الكارثة، وتُبنى الأحداث وسط الكارثة قبل أحداث الجزء الثاني وفي نفس الفترة الزمنية كذلك، اللعبة لا تخجل من رسم نقاط وصل واضحة وكثيرة، تجعل من جرّب اللعبتين يشعر باتصال القصة بشكلٍ أفضل، نفس الأحداث، نفس الكارثة، بشخصيات مُختلفة.
أهلا بك – مُجددا – في مدينة الراكون
من تسلموا مهمة إنقاذ العالم في ريميك الجزء الثاني سيجدون تجربة شبيهة هنا، تحكمُ جيل وكارلوس يُشبه التحكم بكلير وليون، شعرْت رغم ذلك ببعض التغييرات على نظامِ التصويب، ربما لمحاكاة شخصيتين أكثر احترافية في استخدام الأسلحة، لا شيء يجعلك تخطئ أهدافك وقد لا تلاحظه إنْ كانت الفترة بين لعبك الجزأين متباعدة جدًا، هناك زيادة واضحة هنا وإضافات بارزة مؤثرة وإن كانت صغيرة، بعضها جاء مباشرة من الأصل.
بنفس السرعة تقريبًا، مواجهات الزومبي عن قرب مُعادلة خاسرة، فإن اقترب منك الزومبي فسيرمي بنفسه عليك ويعضك، وقد يرميك على الأرضِ ويرتمي عليك واحد آخر وعليك ضغط الزر الذي يظهر على الشاشة للإفلات وتقليل الضرر، لكن يُمكنك الآن أن تتفادى الزومبي وقت الهجوم أو تدفعم بلكمة حسب شخصية اللعب.
بزر تفادٍ خاص، يمكنك عندما يهجم -وعليك أن تكون دقيقًا بهذا الخصوص- أن تُفلت، يُخلصك هذا من المآزق التي تصل فيها طريقا مسدودا والزومبي أمامك، أو تكون قريبًا منه ويقترب منك واحد آخر، احذر فقط أنْ تنتبه لتحركات الزومبي لئلا يباغث واحد من الخلف.
تغيير إضافي مُقارنة بالثاني، وأنا أذكر كل هذا لتشابه أسلوب اللعب لأن اللعبة يحق لها أن تكون مختلفة بلا أن نضع نقاط الشبه هنا. عندك سكين لا يُكسر، ضرره ليس بالكبير لذا مازالت أسلحتك النارية أفضل ما يخترق الرؤوس ويُطير الأطراف، السكين تحتاجه للتأكد من أن الزومبي ميتون بعدما تُطيحهم أرضًا، يمكنك أن تضرب به عندما يقترب الزومبي إن شئت وقد تُوفق في وقف هجومه.
السكين لا يُكسر وتمتلكه من بداية اللعبة، إنْ وجدته نافعًا وتعلمت كيف تستخدم حسب المواقف، فسيكون بلا شك سلاحًا ذا قيمة، وإن لم تفعل، فما زالت ستذخر بعض الرصاص لاستخدام السكين في كسر الصناديق، ويفضل أن تتقن التفادي لأنّه بعدما تتفادى هجمة العدو في اللحظة الأخيرة عندك نافذة تهجم فيها هجمة مباغثة.
ما الأصعب من زومبي؟ خمسة منهم
يبدو لي أنه بطور صعوبة متوسط، الزومبي أقل عداء (رغم أنهم أكثر اندفاعًا) مما واجهت في الثاني، مازال عليك التصويب بدقة للرأس أو لرجل مثلا لو شئت أن تقطعها، لكن التعامل معهم هنا أسهل، التأكد من أنهم ماتوا قد يحتاج منك رصاصة إضافية للرأس فقط وهم على الأرض، وهناك مؤشر واضح لموتهم كما في الأجزاء الأصلية، لذا حظوظ أن تهزم واحدا ليبعث مجددا ليفاجئك قليلة جدًا، قد يكون السبب أنّ اللعبة تضعك أحيانا في منطقة ضيقة مع عددٍ كبير منهم، 5 أو 6 دفعة واحدة وحتّى أكثر، يترنحون وهم قادمون صوبك فيصعب عليك التصويب بدقة، وحتّى إن استخدمت حيلتك في التفادي، ستتفادى واحدا ليستقبلك التالي، لذا مهم أن تقضي عليهم بشكلٍ كامل، شيء لم تكن له ضرورة في السابق كثيرًا.
يُمكنك أن تمسح البيئة بشكلٍ سريع أثناء القتالات لترى ما إن كان هناك برميل يُمكنك تفجيره أو مولد كهرباء ينفعك لتعطيل الأعدءا بصعقهم، الأول قد يكون نافعًا جدا ليس فقط لتعطيل الأعداء وإنما شويهم والتخلص منهم بشكلٍ نهائي، وربما في أسوء الحالات قتل بعضهم والتكلف بالبقية بالرصاص.
هناك طبعا عددٌ بسيط من الأعداء الجدد، عددهم أقل لكنهم يشكلون تهديدًا أكبر وإن لم تنتبه قد تكون هجماتهم مميتة، ضربة واحدة لتنتقل لنقطة الحفظ، سيكون من الذكاء في حالات كهذه أن تذخر القنابل لقتالات كهذه، رغم أن الشخصيتين مزودتان بأسلحة تسمح لك بالخروج من مواقف كهذه، زيادة على القنابل، كلها تضيفها لأزرار الوصول السريع لذا يمكنك أن تعتمد المسدس وتستخدم قنبلة بضغطة زر للخورج من المواقف الصعبة.
ســـــــــــــتاااااااااااااارز !
من المواجهات المُبكرة له، ستعرف أنّ عدوك الأساسي هنا هو النمسيس، يظهر في أماكنٍ محددة، قوي بهجمات سريعة، لا يكتفي باللحاق بك، ذلك كان ليكون سهلًا للغاية بما أنّك تمتلك طريقة للتفادي، توقيتُ التفادي قبل هجمته يُخلصك من الهجمة ويكسب بعض الوقت للانسحاب والهرب، لكنّه قادر على جرك بما يُشبه دراعا أخطبوطيا، الركض خلفك، الاندفاع أو القفز، أو حتّى الاختفاء والظهور أمامك ليسد عليك المداخل أو يجعلك تُغير مسارك.
ظهوره في اللعبة خطّي، يمكنك أن تحفظ أماكن ظهوره، وإن حاولت من نقاط الحفظ يُمكنك توقع ما فاجأك المرة الأولى، طريقة هجومه تخلط بين أكثر من ضربة وتصرف، لكن إن كان موجودا وكُنت تسير صوب هدفٍ واضح، ستعرف أنه سيظهر أمام الأبواب ليقطع طريقك، ظهوره عادة مبني على أحداث معينة في القصة، وستعرف تمامًا متى يتواجد ومتى يختفي، خاصة أن أحداثًا كثيرة مرتبطة بشخصيته.
يتطور النمسيس كذلك خلال اللعبة، لا أريد حرق الأمور عليك، إلّا أن المواجهات معه فيها بعضُ التنوع، ويُعتبر ربما أشد أعداء اللعبة، ومن الأفضل أن تجيد التفادي بما أن التوقيت إن أخطأته يُعطلك أكثر لتكون في مجال ضرباته القصيرة، بعضها شديد وإن لم تعالج نفسك فضربة واحدة يمكنها إنهاء اللعب.
اللعبة قصيرة ولا تُحاول أن تشل حركتك المستمرة، لن تقضي سوى دقائق قصيرة في الأماكن التي تصلها، ستحتاجُ لمفاتيح لفتح الأبواب، وربما إعادة الطاقة للأبواب المعدنية وأمورٍ من هذا القبيل، هناك تقارب كبير بين نقاط الاهتمام والتشعب في البيئات محدود، ولن يلزمك الكثير لتمتلك المفتاح وتصل للباب الذي يُفتح عن طريقه.
اللعبة تقوم بأكثر من ذلك بمنحك طريقة لفتح كل أقفال الخزانات وبعضِ الأبواب لتكشف عن المحافظ التي تزيد قدرتك لاستيعاب المزيد من الأسلحة والعلاج والذخيرة وقطع تطوير الأسلحة، شيء كان مخفيًا في الثاني خلف أقفال تحتاجُ شيفرات تبحث عنها في العالم أو ألغاز منطقية بسيطة توصلك للحلول، مازال بعضٌ من هذا موجودا، لكن اللعبة تُشعرك أنها تجربة خطية وطريقك واضح، لذا تُزيل الكثير من هذه الأمور، وتستغني عن الألغاز التي تتطلب تفكيرا مطولًا، ولأنك ستزور بعض الأماكن التي زرتها سابقًا ستعرف تماما كيف تتجاوز بعض العقبات بسرعة خاطفة.
لا يُمكنك الاختيار قبل بدئ اللعب، ستنقلك اللعبة بين الشخصيتين حسب الوقائع، رغم أنّك ستبدأ اللعب بشخصية جيل، إلّا أنك سُرعان ما ستلتقي بكارلوس، بعدها ستلتقي الشخصيتان وتفترقان حسب الأحداث وبهذا الشكل تأخذ دور واحد منهما، هذا يأخذ طريقا مختلفا عن الذي أخذه الثاني بإعطائك الخيار بين اللعب بشخصية دُون أخرى وتقديم تجربة مختلفة قليلة عندما تنهي اللعبة بشخصية وتنقتل للأخرى مباشرة.
لا أمتلك شخصية مفضلة بين الاثنين، رغم اختلافٍ في الأسلحة، المواجهات تبقى مصممة لتلائم الشخصية التي تلعب بها، قد تقيدك اللعبة أثناء اللعب بشخصية بمسارٍ مسدود يمكن للشخصية الأخرى تخطيه، بعض هذه المسرات والعقبات والأبواب والخزانات المغلقة اختيارية، وقد لا تخفي خلفها أكثر من ذخيرة إضافية، ليس أنها لا تنفع، لكن قد تجد أنها لا تستحق العناء، وإن كنت لاعبا متمرسا فربما تحتاج لاختيار صعوبة أعلى بما أنّ المتوسطة حسب تجربتي تعطيك عددًا كبيرا من الرصاص وباستثناء عدو واحد التحدي ليس كبيرًا.
مراجعتي ليست الشيء الوحيد الذي يربط الجزء الثاني بالثالث، اللعبة متصلة وستزور أماكنًا زرتها في الثاني، بنفس الشكل والتصميم مع تغييرات بسيطة، الفرق الوحيد أنّك لن تقضي فيها ما قضيت في الثاني من وقت، الأهداف مختلفة وتختصر عليك اللعبة المسارات. لنأخذ مخفر الشرطة مثلًا، كان هذا المكان ربما المكان الذي تقضي فيه أطول وقتٍ في الثاني، هنا مقدم كطريق يأخذك نحو الهدف. طبعا مازالت اللعبة ستقدم لك بيئات جديدة، قليلة التشعب كذلك ويسهل استكشاف ما فيها، الخريطة تُوضح لك دائما أماكن ما عثرت عليه من موارد ولم تحمله، أهدافك والأبواب بما فيها الموصدة.
بشكل عام، شعور الثاني انتقل عندي للثالث كذلك، المجاري وبيئات اللعبة معهودة ولا تترك مساحة للتفنن، لكنها تستغل ما تمتلك لصناعة أجواء جميلة، خاصة مع الإضاءة، سواء في الخارج حيث إضاءات المتاجر وسيارات الشرطة، أو في الداخل مع إضاءة المصابيح والأجهزة الإلكترونية وإضاءات الإنذار والأعطال، اللعبة مازالت مظلمة وتحتاجُ للكشاف (ذاتي التفعيل) للرؤية. من لعب الثاني سيتعرف على التوجه الفني وتصميم الزومبي، رغم أنّه هناك تراجعا في شدة العنف وتفاصليه، أو هكذا بدا لي كتأثير مباشر على الزومبي، بقية العناصر مازالت مقززة ودموية، لكن الدم وتطاير الأطراف وشدة التفاصيل أقل بكثير، أثناء اللعب وضمن المشاهد.
أداءُ الشخصيات الصوتي جيد، الشرير يظهر أنه الشرير، ومازال صوت النمسيس بصوته المُدوي “ستاااااارز” مميزًا، لا أستطيع أن أقول أن اللعبة فيها لحن مميز، ربما لحن غرفة الحفظ الآمنة؟ هي موسيقى أقرب بكثير للألحان الحربية وبعضها أهدأ ويُعطي شعورًا بالوحشة والوحدة، لكن لم أتعلق بأيٍ منها.
⏱️ 7 ساعات تقريبًا هو الوقت الذي أخذت لإنهاء اللعبة رغم أن عداد اللعب داخلها يُشير لست ساعات فقط وقد لعبت فوق ذلك، حاولتُ جمع كل الملفات في البيئة وقرأت ما فيها، جمعتُ الأسلحة، تطويرها وعددها ليس بالكثير أيضًا، اللعبة قصيرة وقد تصل أقل من كل هذا حتّى إنْ شئت ألا تمسح كل منطقة تزورها، قد تجد أن مستوى الصعوبة المتوسط سهل وهو فعلًا كذلك، كانت عندي كفاية من العلاجات والذخيرة، وأمكنني صنع المزيد منها إن شئت، لذا رفع الصعوبة قليلًا قد لا تكون فكرة سيئة لمن يبحث عن تحدٍ أعلى.
ريميك لعبة Resident Evil 3 يميل للأكشن أكثر من البقاء، لكنه يبني بشكلٍ كامل على تحكم وأساسيات ريميك الثاني، لدرجة تُشعرك أنها إضافة لها، بقصة سهلة الفهم ووسط نفس أحداث الثاني مع رسم نقاط وصل بين اللعبتين، قد تضيف اللعبة لتجربة الجزء السابق القليل، لكنها تظل ممتعة، رغم أنني أفضل الثاني عنها وبفارق.
ماذا عن الأصل؟
مضت مدة طويلة منذُ لعبت الأصل، هو جزء يميل بلا شك للأكشن كذلك وقد لا يكون أفضل الأجزاء مستوى، الريميك حذف أجزاءً من الأصل، بعضها يُعتبر من الأماكن المميزة في الأصل، تظهر في العروض لكن تبدو وكأنها مقصوصة وقد تكون كذلك، غير ذلك، هذا الجزء أفضل ويبني على الثاني الذي مازلت أرى مستواه أفضل، معه، أعتقد أنه أحسن أن تلعبه وتجرب الأصل كذلك إن استطعت تقبل التحكم بما أنه يقدم تجربة مستقلة لحدٍ كبير.